معارك البصرة تمنع رئيس الوزراء من حضور قمة دمشق
الصدر يدعو لتظاهرات تطالب بإستقالة المالكي نافيا إلقاء السلاح

الائتلاف الشيعي يدعم المالكي ويدعوه لانهاء العصابات المسلحة
أسامة مهدي من لندن: طالب التيار الصدري المواطنين الى الخروج في تظاهرات اليوم الخميس للدعوة بأستقالة رئيس الوزراء نوري المالكي نافيا ان يكون قائده مقتدى الصدر قد وجه دعوة لانصاره بإلقاء السلاح .. فيما اعلن في بغداد ان المعارك التي تشهدها مدينة البصرة لليوم الثالث على التوالي تمنع المالكي من ترؤس وفد بلاده الى قمة دمشق العربية السبت المقبل .

ودعا التيار الصدري في بيان قصير جماهيره الى الخروج اليوم الخميس في quot; تظاهرات حاشدة للمطالبة باستقالة المالكي quot; أشار الى انها تأتي استجابة quot; لتوجيهات حوزة الشهيد الصدر quot; والد مقتى الصدر .

وقال النائب عن التيار الصدري فلاح شنشل ان التحرك نحو سحب الثقة من حكومة المالكي كان محط اهتمام الكتل السياسية الأخرى حيث توافقت مطالبها مع مطلب الكتلة الصدرية خصوصا أن المالكي أصبح يمثل حكومة خاصة به بعيدة كل البعد عن الشعب العراقي.

وقال في تصريح صحفي أن جبهة التوافق كانت اول من أبدى رأيها المتطابق مع رأينا كما اننا مستمرون بالتحرك على قوى سياسية اخرى للوصول الى اتفاق حول سحب الثقة من المالكي لعدة اعتبارات أهمها أنه بدأ يتصرف تصرفات غير صحيحة وغير مقبولة لا من الحكومة ولا من البرلمان بالأضافة الى ذلك هو لم يتقدم خطوة واحدة نحو كسب ثقة الشارع العراقي بل العكس نراه اليوم أول من يسعى لأذى المواطن.

وشدد شنشل على أن تصرفات المالكي جاءت ضمن تصرف حزبي ضيق يهدف الى خلق معركة سياسية مباشرة مع التيار الصدري واحالتها الى معركة في الشارع نظرا لقرب انتخابات مجالس المحافظات وفحوى هذا الصراع انهم يريدون جمع اكبر عدد من الأصوات المؤيدة لهم ولذلك فهم يسعون لتصفية التيار عبر الممارسات القمعية في جميع المحافظات حتى يخلو لهم الجو حسب تعبيره .

ومنذ اندلاع القتال في مدينة البصرة فجر الثلاثاء هاجم مسلحون تابعون لجيش المهدي الذي يقوده رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر مقرات للمجلس الاعلى بزعامة الحكيم ومنظمتي بدر وشهيد المحراب التابعتين له اضافة الى حزب الدعوة تنظيم العراق احد مكونات الائتلاف وهو بزعامة النائب عبد الكريم العنزي وذلك في بغداد ومدن عراقية اخرى.

معروف ان هناك صراعا للسيطرة على المحافظات الجنوبية الشيعية بين المجلس الاعلى الاسلامي وحزب الدعوة بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي من جهة والتيار الصدري بقيادة الصدر من جهة اخرى للسيطرة على مجالس هذه المحافظات خلال الانتخابات المحلية التي ستجري فيها في الاول من تشرين الاول (اكتوبر) المقبل.

نفي دعوة الصدر لانصاره بالقاء السلاح
وقد نفى التيار ان يكون قائده مقتدى الصدر قد دعا انصاره الى القاء السلاح . وجاء هذا النفي اثر توزيع بيانا منسوبا الى الصدر يقول quot; أني أوصيتكم في بيانات سابقة بالتزام الصبر واحترام أوامر الحوزة الناطقة وطالبتكم بالوقوف بوجه هجمة المحتل وأذنابه الذين ينفذون مخططاته الرامية للنيل من أبناء هذا الخط الشريف , لقد أثبتت الأحداث الأخيرة في البصرة والكوت ومدينة الصدر إن الحكومة العراقية وبالتعاون مع القوات المحتلة ماضية في تنفيذ مخططها الخبيث والذي يتزامن مع قرب انتخابات مجالس المحافظات بهدف تشويه صورة هذا الخط المجاهد والذي لازالت أنفاس المولى المقدس وروحه الطاهرة ترفرف فوق سماء المحافظات التي يتجرع الصدر يون المجاهدون مرارة الاعتقال والقتل والتشريدquot; .

ويضيف quot;إن ما يحدث اليوم من انتهاك للهدنة التي أعلناها عند تجميد جيش الإمام المهدي (عج ) ... أقول عندما تبنينا تجميد جيش الإمام المهدي (عج ) في الظروف الراهنة لما رأينا أن المصلحة تقتضي هذا التجميد والمقاومة إذا استمرت بهذه الطريقة سوف تستنزف قدرات جيش الإمام المهدي ( عج ) المعنوية والمادية وهذا الأمر قد يجعل الكثير من أنصارنا ينقلبون علينا بالإضافة إلى نظرة الرأي العام الشيعي لناquot; . ويقول quot;لقد وجدنا أن حماية الخط الصدري لاتكون إلا بالتزام الصمت في الوقت الحاضر مادام الاحتلال على أراضينا إن ما حدث في الديوانية وكربلاء كان الضربة التي جعلتنا نفكر كثيرا إن صح التعبير في أن المواجهة سوف تعطي مبررا للحكومة لاستغلال مخطط المحتل البغيض وبحجة فرض القانون لضرب أبناء التيار الصدري في البصرة وفي مدينة الصدر ... أقولها وكلي لوعة إن صح التعبير وللأسف الشديد أن هناك من بين الخارجين عنا والذين لم يأتمروا بأمرنا وتستروا برداء جيش الإمام المهدي ( عج ) وقد أعانوا الحكومة والمحتل على أنفسهم وقرروا التمرد على أوامرنا ... إننا ندعوا أبناء التيار الصدري إلى التزام التهدئة مع الحكومة وليس مع المحتل من خلال استثمار قرار العفو الذي أعلنته مؤخرا ... أنا اطلب منكم إلقاء السلاح والالتزام بأمر التجميد وعدم مخالفة الحوزة الناطقةquot;.

ولاحظ مراقبون ان هذا البيان قد وزع اثر البيان الذي اصدره المالكي امس وامهل فيه المسلحين في مدينة البصرة الجنوبية 72 ساعة لالقاء السلاح وبعكسه سيواجهون اقصى العقوبات .

وقال المالكي القائد العام للقوات المسلحة إن أولئك الذين خدعوا ليحملوا السلاح يجب ان يسلموا انفسهم وان يقدموا تعهدا مكتوبا بأنهم لن يكرروا مثل هذا العمل والا واجهوا أقسى أنواع العقاب. ووجه بعدم ملاحقة المسلحين في محافظة البصرة من الذين يسلمون انفسهم طوعا الى اقرب مركز شرطة او نقطة عسكرية .

منع الدخول الى الكاظمية الشيعية في بغداد لغير اهلها

وعلى الصعيد نفسه وتحوطا لانتقال المصادمات المسلحة الى مدينة الكاظمية الشيعية في بغداد فقد منعت قيادة عمليات بغداد دخول المواطنين الى المدينة لغير سكانها .

وقالت القيادة في بيان الى المواطنين انه quot;بالنظر لما تتمتع به مدينة الكاظمية المقدسة من حرمة ومكانة دينية كونها رمزاً شامخاً لجميع العراقيين وبهدف المحافظة على حرمتها وامن مواطنيها فقد تقرر منع جميع انواع التجمعات والمظاهر المسلحة فيها وان يكون الدخول اليها لاهلها حصراً خيث سيتم اعتماد هوية الأحوال المدنية بالأضافة الى بطاقة المعلومات (بطاقة السكن) كهوية تعريفية في السيطرات ونقاط التفتيشquot;. واضافت انه سيتم التعامل بحزم وقوة مع اي تجمع مسلح في كافة مناطق بغداد ودعت المواطنين الى quot;التعاون التام مع القوات الأمنية للحفاظ على امن بغداد الحبيبة وتفويت الفرصة على اعداء العراق الجديدquot; .. موضحة ان هذا القرار سينفذ اعتباراً من الساعة السادسة من صباح اليوم الخميس .

معارك البصرة تمنع المالكي من المشاركة في القمة العربية

كشف الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ان رئيس الوزراء نوري المالكي لن يشارك في مؤتمر القمة العربية المزمع عقده في دمشق السبت المقبل بسبب انشغاله بقيادة العمليات الامنية في محافظة البصرة كما ابلغ وكالة quot;اصوات العراقquot;.

وتوقعت مصادر عراقية ان يترأس الوفد العراقي الى القمة نائب الرئيس طارق الهاشمي او يكتفى بتمثيل وزير الخارجية هوشيار زيباري للعراق في القمة .

وكان الرئيس العراقي جلال طالباني اعلن مؤخرا أنه لم يعتذر عن المشاركة في القمة العربية لكن رئيس الوزراء نوري المالكي كان راغبا في ترؤس الوفد العراقي وأنه نزل عند رغبته في ذلك بينما سيتراس نائب الرئيس طارق الهاشمي وفد بلاده الى القمة الاسلامية الخميس المقبل. وأوضح طالباني ان المالكي سيقوم بالترتيبات في دمشق لعقد عدد من الاتفاقات هناك دون الكشف عن مزيد من التفاصيل. وكانت تقارير صحافية كشفت في وقت سابق ان طالباني لن يشارك في القمة العربية المزمع انعقادها في اواخر الشهر الجاري بسبب انشغاله خلال فترة انعقاد المؤتمر ببعض الملفات الداخلية وبالتغييرات التي من المنتظر ان تجرى على التشكيلة الحكومية وتحتاج الى حصول توافق بين الكتل المشاركة في العملية السياسية.

ووصل زيباري الى دمشق أمس على راس وفد عراقي للمشاركة في إجتماع وزراء خارجية الدول العربية التحضيري للقمة العربية. وأكد الوزير في تصريح وزعه مكتبه الاعلامي لدى وصوله حرص العراق على المشاركة في القمة العربية مشدداً على أهمية التوصل الى حلول للقضايا المطروحة على جدول أعمال المؤتمر. واشار الى أن العراق لديه مجموعة من القضايا التي سيطرحها في الاجتماع الوزاري واجتماع القمة العربية يعتقد انها تتعلق بدعم جهود الحكومة العراقية للقضاء على الارهاب ودعوة الحكومات العربية الى اعادة فتح سفاراتها في بغداد والمغلقة منذ خمس سنوات.

جدير بالذكر إن وفد العراق برئاسة السفير علاء الجوادي قد شارك خلال اليومين الماضيين في الاجتماع التحضيري على مستوى المندوبين وكبار المسؤولين الذي تم به مناقشة بنود جدول اعمال القمة واعداد مشاريع القرارات لرفعها لاجتماع مجلس الجامعة التحضيري على مستوى وزراء الخارجية.