بغداد: من المتوقع أن تتحسن الأوضاع الأمنية أكثر في العراق إثر إعلان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في 22 فبراير/شباط تمديد وقف إطلاق النار الأحادي الجانب من طرف الميليشيا التابعة له لفترة ستة أشهرٍ إضافية. وتعتبر هذه الخطوة بشرى خير للاقتصاد وللمدنيين العاديين ولحوالي مليوني نازح في الداخل وأكثر من مليوني لاجيء في الخارج الذين قد يبدؤوا الآن في العودة إلى ديارهم.
وكان جيش المهدي قد تأسس في الأشهر المتوترة التي تلت الغزو الذي قادته الولايات الأميركية على العراق عام 2003 ، وقاد انتفاضتين رئيسيتين ضد القوات الأميركية في عام 2004.
وفي هذا الإطار، قال عبد الهادي ناصر جودة المحاضر في مادة القانون الدولي بجامعة البصرة: quot;تنطوي هذه الخطوة على فوائد متعددة بالنسبة للصدر، إذ تمكنه من تقديم نفسه كشخصية سياسية تهتم بخفض العنف بالنسبة لكل العراقيين، وكبديل أكثر شعبية للعديد من المنافسين الشيعةquot;.
وأضاف جودة أنه quot;في ظل المكاسب الأمنية الاستثنائية في بغداد وجنوب العراق، يسعى الصدر إلى أن يجعل من نفسه لاعباً [على الساحة العراقية] يجب على الولايات المتحدة الأميركية والحكومة العراقية مواصلة التعامل معه...ويمكنه دائماً أن يستأنف القتال إذا ما اختار اللعب بهذه الورقةquot;.
المنافس الرئيسي للصدر
يتمثل المنافس الرئيسي للصدر في المجلس الإسلامي الأعلى في العراق الذي يُعتبَر أكبر حزب سياسي شيعي يقوده الزعيم الشيعي قوي النفوذ عبد العزيز الحكيم. وقد دخل جيش المهدي وسرايا بدر التابعة للحكيم في نزاع مرير حول السلطة في جنوب العراق الغني بالنفط.
وكان الصدر قد أعلن عن أول وقف إطلاق النار أحادي الجانب في شهر أغسطس/آب 2007 عندما أمر أتباعه بعدم مهاجمة القوات العراقية أو الأميركية، مهدداً بطرد أي عضو من أعضاء الميليشيا يرفض اتباع هذا الأمر.
من جهته، قال حقي يوسف خليل، محلل في جامعة بغداد أن quot;وقف إطلاق النار هذا سيساهم حتماً في المكاسب الأمنيةquot;. وأضاف أنه quot;يمكن أيضاً تأويل مبادرة الصدر بطريقة أخرى، فهو يريد أن يعاقب المجموعات الخاصة في الميليشيا التابعة له، التي بدأت تنفذ جرائم قتل انتقامية واختطافات وهجمات ضد القوات الأميركية والعراقيةquot;.
ومصطلح quot;المجموعات الخاصةquot; هو الاسم الذي يطلقه الجيش الأميركي على الفصائل الشيعية التي يقول أنها انفصلت عن الصدر وأنها تلقى دعماً من إيران. غير أن هذه الأخيرة أنكرت دعمها لمثل هذه المجموعات.
تقييم متفائل
صرح العميد مايك ميلانو، وهو مسؤول عسكري أميركي مُكلَّف بإعادة فرض الأمن في بغداد، في 23 فبراير/شباط أن تمديد الصدر لوقف إطلاق النار quot;خبرٌ مُرحَّبٌ بهquot;.
وأضاف أن حوالي 80 بالمائة من أحياء العاصمة أصبحت تعتبر خالية من العمليات المتطرفة المنظَّمة. وقال ميلانو في تقييم متفائل له خلال مؤتمر صحفي أن العملية التي يقوم بها الجيش الأميركي وقوات الأمن العراقية لنشر الأمن في العاصمة والتي تستمر لعام واحد قد حققت تحسناً في الأوضاع.
ووفقاً لميلانو، عندما بدأت العملية، لم يكن سوى 20 بالمائة من أحياء بغداد البالغ عددها 479 حياً، خاليا من العنف المنظم. كما أضاف أنه منذ شهر يونيو/حزيران 2007، انخفضت الهجمات الإرهابية في بغداد بنسبة 75 بالمائة، والإصابات بين المدنيين بنسبة 90 بالمائة وعمليات القتل بنسبة 85 بالمائة.
ومباشرة بعد إعلان الصدر، أصدر رئيس الوزراء نور المالكي بياناً قال فيه أن quot;جبهة الصدر تعتبر حجر زاوية مهم في العملية السياسية وفي العراق الجديدquot;.
المصدر: شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)
التعليقات