أسامة مهدي من لندن: انضم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم الى المطالبين باتباع نظام القائمة المفتوحة في الانتخابات المحلية المقبلة بدل المغلقة التي جرت وفقها الانتخابات السابقة معتبرا ان المصالحة الوطنية قد انقذت البلاد من حرب اهلية طائفية . واضاف المالكي ان نظام القائمة المفتوحة اذا اتبع خلال اجراء انتخابات مجالس المحافظات في تشرين الاول (اكتوبر) المقبل سيعطي المواطنين حرية وفرصا اكبر من القائمة المغلقة لاختيار ممثليهم الاصلح في مجالس المحافظات كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; .
ويدور جدل حاليا في مجلس النواب وبين الكتل السياسية حول اختيار الطريقة الافضل التي ستجري فيها الانتخابات المنتظرة التي جرت سابقا وفق القوائم المغلقة التي تستوجب من المواطن اختيار القائمة الكاملة لمرشحي الكيان بدلا من اختيار افراد فيها وفقا للقائمة المفتوحة . ويعيب خبراء على القوائم المغلقة انها اوصلت مرشحين غير كفوئين الى عضوية تلك مجالس المحافظات .
وأكد المالكي في كلمة لدى استقباله بمكتبه الرسمي في بغداد اليوم شيوخ ووجهاء عشائر الجبور ان العشائرالعراقية قدمت نموذجا لنبذ الطائفية ودعم سلطة القانون حينما اجتمعت العشيرة على نصرة الوطن ودعم القانون ومساندة الدولة quot;فالاطمئنان والرفاه لايتحققان الا بتطبيق القانون ولا خير في دولة لايسودها القانونquot;. وقال ان العراق بلد عشائري وجذور العشائر ممتدة فيه منذ القدم quot;وعلينا ان نحول هذا العطاء العشائري لخدمة بلدنا ونحافظ على هذا الامتداد التاريخي بروابط العلاقات فيما بيننا وتقوية اللحمة الوطنيةquot; . واضاف ان سياسة النظام السابق انتهكت جميع مكونات الشعب العراقي الاجتماعية والحزبية والعسكرية وكذلك العشائرية التي تعرضت الى انتهاك لإصولها وثوابتها من قبل ذلك النظام .
واشار رئيس الوزراء الى ان الحكومة لاتريد ان تفرض سيطرتها على العشيرة لانها تريد منها ان تكون اللبنة الصالحة لاعمار وبناء العراق quot;كما نطمح من الحزب ومنظمات المجتمع المدني ان تكون كذلكquot; . واضاف quot;ان العمل الحزبي يجب ان يكون في خدمة العراق وليس لخدمة الحزب فاذا احتكر الامور لنفسه فانه يصبح حزباً هداماً ومستاثراً وعدوانياً ومنتهكاً لحقوق الاخرين وعليه يجب ان يعمل ضمن الحدود والضوابط التي تخدم الوطن وكذلك الحال بالنسبة للعشائر وباقي مكونات المجتمع التي لها الحرية في الحصول على حقوقها ولكن يجب ان يلتقي الجميع ويعملون تحت سقف واحد هو العراقquot;.
وقال المالكي ان القبيلة والاسرة والفرد ومنظمات المجتمع المدني يجب ان تعمل سوية من اجل بناء الوطن والعمل من اجل نهضة العراق، مشيراً الى ان الحكومة تسعى الى تاسيس مجلس وطني للعشائر يلتقي فيه ممثلو القبائل والعشائر العراقية الكبيرة ويعملون الى جانب الدولة ومساندتها في تطبيق القانون ومجالس الاسناد التي شكلت في جميع محافظات البلاد ولجنة المصالحة الوطنية سيكون لها دور مهم في هذا المجالquot; . واكد quot;ان المصالحة الوطنية كان لها دور كبير في مساندة جهود الحكومة لمنع انزلاق العراق في الحرب الاهلية التي هددتنا ولكننا تجاوزناها والحمد لله وكان لمساندتكم دور هام في تحقيق هذا الانجاز لذا فان المصالحة الوطنية هي رؤية لبناء العراق على اسس وطنية توحد صفوف ابنائه وتعزز وحدتهquot; . واوضح ان لدى الحكومة خططاً لدعم المشاريع الزراعية وستعطي تعويضات للمزارعين الذين تضررت اراضيهم كما ستقوم بادخال المكائن الحديثة في العمليات الزراعية.
من جهتهم جدد شيوخ ووجهاء عشائر الجبور دعمهم للحكومة وجهودها لتحقيق الامن والاستقرار والازدهار في عموم العراق ومساندتها في كل ما تقوم به من اجل تطبيق القانون والحفاظ على هيبة الدولة والمصلحة الوطنية كما اشار البيان . وكان المالكي دعا امس إلى تشكيل مجلس أعلى للعشائر العراقية يتكون من مجالس الإسناد التي شكلت في المناطق العراقية لدعم الحكومات المتعاقبة في الحكم في العراق.
وفي مؤتمر لشيوخ عشيرة عبادة عـُقد بمقر حزب الدعوة في بغداد الذي يتزعمه المالكي قال رئيس الوزراء quot;نريد أن تـُمَثـَل هذه المجالس في مجلس وطني أعلى للعشائر يكون حاضرا إلى جنب الحكومة وإلى جنب الدولة في تحمل مسؤوليات كبيرة، يمكن أن تشكل حاضنة وتشكل دعما واسنادا لكل حكومة تأتي من خلال المجلس الوطني ومجالس الاسناد المنتشرة في مختلف المحافظاتquot;.
وأكد المالكي على ضرورة استقلالية العشيرة العراقية عن الحكومة مشددا على أهمية احترام القانون وسيادة الدولة وقال quot;لا نسمح لأنفسنا ولا لغيرنا أن يتدخل في من يكون رئيس القبيلة وفيما تريد أن تحقق هذه القبيلة لنفسها في مثل هذه المؤتمرات الكريمة، هذا شأن يحترم إنما نحن نذكِر بالمباديء والاسس ونذكِر بالسقف الذي نقف عنده وبالأساس الذي نلتزمه وهو القانون والمصلحة الوطنية ووحدة العراق ووحدة الشعب العراقيquot;.
واضاف المالكي أن حكومته تنظر بعين الاعتبار إلى الامتداد العربي للعراق من خلال عروبة العشائر التي ينتمي إليها العراقيون وقال quot;العراق يعتز بأن شعبه ينتمي إلى قبائل وعشائر وهذا فخر وليس عيب. نحن عرب وعشائرنا عربية وامتداداتنا وأصولنا عربية وانتمائاتنا عربية زينها الإسلام وكرمها الإنتماء إلى هذا الدين فليس من العيب وليس من الصحيح أن نغض النظر عن هذا الامتداد والانتماءquot;.
التعليقات