إسمعي يا جارة

طلال الحمود

في حديثه إلى الزميل وحيد المصري ضمن برنامج laquo;في المرمىraquo; الذي تعرضه قناة laquo;العربيةraquo; قال لاعب المنتخب العراقي ونادي العين الاماراتي نشأت أكرم، إنه سينتقل الى لندن للتعاقد رسميًا مع نادي مانشستر سيتي

طلال الحمود
لانكليزي، وأن رحلته الى مدينة الضباب ستبدأ بالكشف الطبي وليس للخضوع الى التجربة، وأضاف أنه لن يسمح لنفسه بأن يذهب ويتدرب من أجل التجربة على اعتبار أن مكانته كلاعب دولي لا تسمح له بأن ينزل نفسه منزلة الفتى laquo;المُجرَّبraquo;.


ولم يكن المسؤول عن نادي العين حمد بن خيرات العامري أقل تشددًا من لاعبه العراقي، حين أكد أنه على الرغم من الحرص على انتقال نشأت الى انكلترا عن طريق النادي الاماراتي إلا أن إدارة النادي لن تسمح بخضوع اللاعب للتجربة في مانشستر سيتي، وأن على النادي الانكليزي إذا ما أراد الظفر بخدمات اللاعب laquo;الفلتةraquo; تقديم عرض رسمي يبدأ بالكشف الطبي وينتهي بتوقيع العقد وتقديم شنطة الجنيهات من دون المرور بالتجربة.

ومع اعتقادي أن نشأت وابن خيرات حاولا أن يتحدثا بطريقة laquo;إياكِ أعني واسمعي ياجارةraquo; لنعت ياسر القحطاني وادارة نادي الهلال بأنهما أقل شأناً وقدرة، إلا أن لاعب الوسط العراقي المهم كان بحاجة الى من ينصحه بـ laquo;الواقعيةraquo; في حديثه عن الانتقال الى مانشستر سيتي، خصوصًا أنني لا أعتقد أن جميع اللاعبين الآسيويين أرقى شأنًا من الخضوع لتجربة قدراتهم في الأندية الاوروبية، وهذا ما أدركه الايراني علي كريمي الذي كان واثقًا من قدراته بدرجة قادته الى الدخول في تدريبات بايرن ميونخ وانتزاع عقد احترافي منحه ارتداء قميص النادي البافاري والدفاع عنه كلاعب اساسي، علماً أن لاعبين آسيويين كثراً من اليابان وايران وكوريا الجنوبية مروا بأوروبا من باب الخضوع للتجربة ولم ينكروا على الاندية الاوروبية ذلك الاشتراط، لأنهم يدركون أنهم على الرغم من الوهج المحلي والقاري ما هم إلا صناعة آسيوية غير مضمونة الجودة خارجياً حتى وإن ادعّوا داخل القارة الصفراء بأنهم قادرون على غزو العالم بمهاراتهم.

ومع احترامي لنشأت كلاعب بارع وصاحب أداء راق ومؤثر، إلا أنه لا يمتلك كغيره من اللاعبين الآسيويين ما يغري الأندية الاوروبية للتهافت عليه والتعاقد معه من دون إخضاعه للتجربة، فالتعاقدات في اوروبا تدار بطريقة حسابية واستثمارية بعيدة عن أسلوب الأندية العربية laquo;الارتجاليraquo; في التعاقد مع اللاعبين، وربما كان لنشأت الحق في رفض الخضوع للتجربة في الغرافة أو المحرق أو الفحيحيل، على اعتبار أنه لاعب يخوض مبارياته أمام أنظار متابعي الكرة العربية وفي ملاعبها وفي الظروف والأجواء نفسها، بل وعلى احتكاك دائم مع منتخباتها وأنديتها، ما يجعل خضوعه للتجربة انتقاصًا من مكانته كلاعب صاحب سمعة في الملاعب العربية.

نتمنى لنشأت التوفيق في تجربته المقبلة، وأن يكتسب من أجواء الاحتراف الاوروبي ما يساعده على التفكير السليم واتخاذ القرار الصائب بعيدًا عن المكابرة والخوف من نتائج التجارب، خصوصاً أن من مواصفات المحترف الناجح الثقة بالنفس والبحث عن التجربة دائمًا لإظهار قدراته وتعريف الآخرين بمخزونه المهاري الذي سيظل مخزونًا لن يظهر للباحثين عنه في حال توجّس اللاعب خيفة من رأي مدرب أوروبي أو قناعة مسؤول في نادٍ عالمي، على اعتبار أن رأي اريكسون أو غيره من المدربين لن يكون حكماً قاطعاً تصعب معه العودة الى الحياة.