إن مجرد رفض السيد مقتدى مقابلة وفد المؤتمر الوطني كان دليلا صارخا على صحة ما ردده كتابنا الوطنيون من أنه لا حل مع جيش المهدي الإرهابي غير الحسم العسكري.لاحظوا التناقضات المتعاقبة في تصريحات مساعديه وتصريحات منسوبة له ـ الواحد ينفي الآخر، مما يدل على انهم، وأمام الإنذار الشجاع والمطلوب للسيد وزير الدفاع، راحوا يحاولون بأي ثمن كسب الأيام بل والساعات، لعل وعسى أن تحدث معجزة ما! وليس من الصدف أن تدعو إيران رسميا لاجتماع طارئ لدول الجوار لبحث الموضوع، وتشبيهها القصف العراقي ـ الأمريكي لمواقع الإرهابيين في النجف بواقعة قصف هيروشيما وناكازاكي؟!
لقد كانت الملومات التي وردت في تصريحات السيد قائد شرطة النجف أمس مفزعة ومرعبة، وأيضا مثيرة للقرف. فقد فضح كيف يخرج الإرهابيون من الصحن الحيدري غدرا لقنص وخطف أفراد من الشرطة ثم يقطعون رؤوسهم ويفقئون عيونهم ويسلقونها! فعن ماذا وعن من يريد السيد خرازي أن يدافع؟ أعن الآلاف من ضباط المخابرات الإيرانية في العراق؟ أم عن التعمد في تسلل الزرقاوي وأعوانه من إيران للعراق؟ أم عن قصف أنابيب النفط ؟ أم عن ترويع المسيحيين من البصرة وتهجيرهم، [هاجر منهم حتى اليوم أربعون ألفا ـ ويا لعار الإرهابيين القتلة وكل المتطرفين الإسلامويين] ؟ أم عن سجون أداتهم الصدر مقتدى وسراديب تعذيبه في النجف وخارجها؟ أم عن تحويل الحرم العلوي الشريف إلى ثكنة عسكرية وتلغيم المرقد نفسه؟ وقد أكدت لنا مصادر موثوق بها من النجف وبغداد بأن الزرقاويين المندسين مع جيش المهدي والموجودين في الحرم العلوي هم الذين وضعوا الألغام في القبة وحولها وفي بقية أرجاء المرقد لتفجيرها إذا اقتحمت قوات الشرطة والجيش العراقية الصحن لتنظيفه من أرجاس القتلة، الذين يهددون بنسف أمن العراق وهدم سمعة ومكانة ومكاسب [ البيت الشيعي] نفسه. أما الزرقاويون المتطرفون والمتعصبون مذهبيا فيأملون باسم الصدر تحقيق أمنية غالية بهدم المرقد العلوي، وفي نفس الوقت استعمال الحدث المرعب لاتهام أمريكا بالجناية الكبرى.
إن على شيعة العراق أن لا ينسوا أنهم الأكثر كسبا من سقوط صدام، ولذا فمن المحزن أن يتصدى لفيف من الشيعة أنفسهم لهدم كل ذلك خدمة لإيران وحساباتها مع المجتمع الدولي، وانسياقا وراء المخططات الشريرة لأعوان صدام، ووراء أحلام بن لادن ـ الزرقاوي في بناء دولة "الخلافة الإسلامية العظمى" من أرض العراق كنواة.
لقد تحققت خطوة هامة نحو الاستقرار باجتماع المؤتمر الوطني الذي حضره أكثر من ألف شخصية برغم مقاطعة البعض وتهديد الإرهابيين.
وحقق المؤتمر خطوة هامة أخرى بانتخاب المجلس التشريعي وفيه شخصيات كثيرة من عناصر الخبرة والمؤمنين بالديمقراطية. نعم، إنها خطوة جيدة رغم استمرار نظام الحصص السلبي، ورغم ملاحظتي عن القلة الملحوظة لعدد المسيحيين حتى أن العدد أقل حتى من عدد المسيحيين في البرلمان الكردي. وإذ نقول ذلك، فالمأمول أن يلعب المجلس التشريعي دورا إيجابيا في الفترة القادمة لضمان الاستقرار وسير البلاد في طريق البناء.
ويبقى وجوب التأكيد بأن النجاح في نزع سلاح جيش المهدي، وطرد أفراده من النجف، ومحاسبة القتلة منهم من قاطعي الرؤوس وفاقئي العيون، والانتقال لتصفية بقية بؤر الإرهاب في الفلوجة وغيرها، هو العامل الحاسم في تأمين الاستقرار، وهو الضمانة الحاسمة لحماية وتعزيز ما تحقق من مكتسبات حتى اليوم، وآخرها انتخاب المجلس التشريعي.
وإذ أحيي شجاعة وتضحيات قواتنا المسلحة، فإنني أدعو بإلحاح لتزويد الشرطة العراقية بأحدث الأسلحة الدفاعية ولزيادة تدريبهم ورفع رواتبهم إلى مستوى جيد. فرواتب الشرطة لا تزال غير متناسبة مع مهماتهم الخطيرة ومع ما يتعرضون له كل ساعة من أخطار. كما أن تحسين مستواهم المعيشي لدرجة كبيرة سيحصن جميع أفراد الشرطة تجاه المغريات المالية لأعداء العراق والديمقراطية، سواء على الحدود أو في المناطق الأخرى.
فلتتحرر النجف من أسر الغول الإرهابي، وليتحرر أهل النجف من كابوس خطف جيش المهدي المتعدد الولاء!!
التعليقات