شاهين - عدسة مولاي عبدالله العلوي
حمد نجيم من مراكش : اختارت إدارة مهرجان مراكش الدولي للفيلم أن تعلن افتتاح الدورة الرابعة بلغات العالم، ألان باركر رئيس لجنة التحكيم، وروزانا أكريت تحدثا بالإنجليزية وبابلو كويلهو باللغة البرتغالية وفاليريا كولينو باللغة الإسبانية ولاورا مورانتي باللغة الإيطالية وكيوم كاني وهنري ديبارك باللغة الفرنسية.
افتتاح لم يدم طويلا. كان تكريم الممثلة والنجمة السينمائية كلاوديا كاردينال أكثر اللحظات قوة، إذ اكتشفت الحسناء الإيطالية أن مقدم "نجمة مراكش" ابنتها التي لم ترد على مكالماتها طوال اليوم. لم تستطع كلاوديا أن تكتم مشاعرها أمام عدسات كاميرا لعشرات المصورين وهي تحتضن ابنتها. كانت كلادويا بفستانها الأسود الأنيق نجمة حفل الافتتاح، شكل دخولها القاعة وخروجها منها حدثا بالنسبة الى المصورين والصحافيين. لم تتحدث طويلا بسبب تأثرها وقالت إنها سعيدة بالتواجد في عالم "ساحر" كالمغرب، مكان يخلق ألفة مع زائره.
تميز حفل الافتتاح في عمومه بالبساطة. كلمات تبدو أقرب للارتجال خاصة تقديم السينمائي المغربي حكيم بلعباس.
تكريم المخرج المصري يوسف شاهين "تكريما شعبيا" على حد تعبير نور الدين الصايل، نائب الرئيس المنتدب للمهرجان، ميز كذلك الافتتاح.
ورحب نائب رئيس المؤسسة الثاني فيصل العرايشي في كلمة موجزة، بالحضور، مشددا على أن المهرجان يعكس ثقافة التسامح التي تميز ثقافتنا المغربية.
وأكد أن طموح المشرفين هو "الولوج وإقحامه في مصاف المهرجانات الكبرى". وكان الصايل متحدثا بارعا كعادته، إذ تفوق في العرايشي طريقة وإقناعا. الصايل أوضح أن طموح مسؤولي المهرجانات الجدد هو أن يصبح "فريدا بإمكانياتنا" الذاتية وب"عشقنا" للفن السابع.
وقال الصايل إن السؤال الذي يحتاج إلى جواب واضح هو "كيف يمكن أن نحافظ على مكتسبات المهرجان بل وتطويرها". الجواب المقدم من قبل مدير المركز السينمائي المغربي ونائب رئيس المهرجان، هو إيجاد رمز للاستمرارية". وفي سياق هذه الاستمرارية أعلن الصايل عن تكريم "الشاب يوسف شاهين"، موضحا أنه "ماضي المهرجان ومستقبله" في الآن معا.
بدا شاهين متأثرا أمام تصفيقات الحضور وتحدث باقتضاب "جميل أن تكون محبوبا في كل مكان. المغاربة كانوا لطفاء معي، حتى السينمائيون منهم". وشارك في التكريم الشعبي لشاهين الممثلة يسرا والممثل نور الشريف. يسرا بابتسامتها الماكرة وفستانها الأحمر اعتبرت تكريم يوسف شاهين "تكريما" للسينمائيين المصريين والعرب. ووصفته ب"الدكتاتور العادل والشقي العاشق" و"العمود الفقري" للسينما المصرية". وشكرته لأنه "دخل" حياتها.
أما نور الشريف الذي دخل عالم الإخراج فاكتفى بالقول "إذا كان فليني قد أثر في أوروبا فإن شاهين أكثر في العالم العربي" سينمائيا.
دخل شاهين القاعة عريسا محاطا بالحسناء يسرى وغادرها بعد أن تعب من التقاط صور مع حسنوات المهرجان.
حفل الافتتاح لم يخل من بعض المشاكل، فبعد محاولة المنظمين تقسيم المدعوين إلى أصناف بناء على دوائر صغيرة ملونة بالدعوات أربكت الكثير منهم، كما أن عجرفة بعض المسؤولين الفرنسيين المكلفين بالتنظيم زاد من حدة التوتر في حالات معدودة.