صودر جواز سفره وينتظر المحاكمة
ثري مصري يحتال على بريطانيا.. صحيا

نصر المجالي من لندن: قررت السلطات البريطانية تجميد أرصدة ثري مصري دائم التنقل بين القاهرة ولندن حيث مونه رجل أعمال، لاتهامه بالاحتيال والنصب على مؤسسة الضمان الاجتماعي التي تداوى على نفقتها لعقد من الزمن، كما قررت السلطات منعه من مغادرة الأراضي البريطانية على حين استكمال التحقيقات معه.

وفي التفاصيل، فإن ألبرت جرجس (71 عاما) وهو رجل أعمال مصري تحايل على الأطباء البريطانيين الذين منحوه رعاية ومعالجة طبية في السنوات العشر الأخيرة تقدر قيمتها بحوالي 55 ألف جنيه إسترليني من أموال دافعي الضرائب البريطانيين، وهي جريمة يعاقب عليها القانون البريطاني.

وحسب صحيفة (التايمز) البريطانية، فإن إلبرت جرجس وهو رجل أعمال يمارس مهمة الاستيراد والتصدير يواجه تلك التهم التي قد تودي به على السجن، وظل يعيش متنقلا بين القاهرة ولندن التي يمتلك فيها مسكنا في ضاحية كينزينغتون الراقية وحصل على غير وجه حق مشروع رعاية طبية من أطباء بريطانيين على نفقة الضمان الاجتماعي كونه يعاني من أمراض في القلب.

وكان محققون من مؤسسة الضمان الصحي والاجتماعي حققوا مع جرجس يوم الثلاثاء الماضي، في واحد من منازله الأربعة التي يمتلكها في تلك الضاحية اللندنية الراقية حول المخالفات التي ارتكبها. وأضاف التقرير أن محامين بريطانيين موكلين من جانب الضمان الصحي والاجتماعي الحكومي ابلغوا رجل العمال المصري بتجميد أرصدته في البنوك البريطانية وكذلك عقاراته ومصادرة جواز سفره لإرغامه على عدم مغادرة الأراضي البريطانية حتى تنظر محكمة بريطانية في الأسبوع المقبل في الاتهامات الموجهة إليه.

ويشير تقرير صحيفة (التايمز) إلى أن الثري المصري جرجس، كان "سائحا طبيا" يستفيد من الخدمات الطبية المجانية التي تقدمها مؤسسة الضمان الصحي والاجتماعي لدافعي الضرائب البريطانيين وللسواح المؤقتين، لكن جرجس حسب تقرير الصحيفة "ظل لثلاثة عشر عاما يتعالج في مستشفى تشيلسي وويستمنيستر الراقي مجانا وكذلك مستشفى هامر سميث ومستشفى رويال برومبتون ومستشفى رويال مارسدين، على نفقة الحكومة البريطانية التي تكلفت جراء ذلك آلاف الجنيهات الإسترلينية".

وخلال زياراته العديدة المكوكية بين القاهرة ولندن، فإن إلبرت جرجس لقي مشاورات حكمية مجانية على أيدي كبار الإخصائيين البريطانيين في أمراض القلب التي كان يعاني منها منذ العام 1992 .

وتقول صحيفة (التايمز) أن محققي جهاز الضمان الاجتماعي البريطاني استطاعوا متابعة حالة رجل العمال المصري ابتداء من عنوان سكنه في ضاحية راقية في العاصمة المصرية حتى زياراته المتكررة للعاصمة البريطانية ومستشفياتها، على أن تم التحوط عليه والتحقيق معه فيما تورط به.

وقال مسؤولون من قسم مكافحة الغش والتحايل في مؤسسة الضمان الاجتماعي والصحي البريطانية أن جرجس ظل على الدوام يقدم نفسه للأطباء والمستشفيات البريطانية على أنه "بريطاني الجنسية ويحق له التعالج مجانا في تلك المؤسسات، لكنه لم يكن يحمل الجنسية البريطانية".

وفي الأخير، قالت صحيفة (التايمز) في تقريرها ، إن جرجس الذي بدا مرهقا ويتكأ على عضد شقيقته التي تعيش في شقة يقدر ثمنها بمليوني جنيه إسترليني اعتذر عن كل ما قام به "ضد القوانين البريطانية، وسأدفع أية أموال مستحقة علي للخزينة البريطانية في الأسبوع المقبل". وفي المقابل قال جيم جي وهو المسؤول عن مكافحة الفساد والاحتيال في مؤسسة الضمان الاجتماعي البريطانية "لن نتسامح مع أي أحد يخترق أنظمتنا، وخصوصا مع أولئك الذين يستطيعون دفع تكاليف معالجتهم، ومن يخترق القوانين عليه أن يتوقع أقصى العقوبات".