علي الشطي من الكويت: يمكن للمراقب لأزمة تعليم ابناء البدون (فئة غير محددي الجنسية) في الكويت ان يطلق الشعار التالي: أن تعليم ابناء "البدون".. أمل قد تحقق لأسرها.
فقد أكد وزير التربية الكويتي رشيد الحمد ان 10425 طالبا وطالبة من فئة "البدون" قد سجلوا في مشروع الصندوق الوقفي لتعليم الأطفال المحتاجين خلال شهرين حيث تمت مساعدة 9045 طالبا وطالبة. كما حذر مدير الصندوق بندر الحواس أصحاب المدارس العربية الخاصة من رفض تسجيل الطلبة البدون مؤكدا استعداد الصندوق لدفع كامل الرسوم الدراسية.
ومن يستقل سيارته للسير في مناطق متعددة في الكويت هذه الايام سيلحظ بشكل لافت للنظر يافطات مذيلة باسم أسر "البدون" تشكر فيها الشيخة اوراد جابر الاحمد الصباح (ابنة امير الكويت) لدورها الرائد في رعاية مشروع تعليم ابناء "البدون" وخروج هذا المشروع إلى النور.
وكانت قضية تعليم ابناء "البدون" قد هددت العلاقة بين مجلس الامة والحكومة الكويتية وكادت تتسبب في تأزيم العلاقة بين الطرفين بسبب رفض الحكومة المساهمة في حل قضيتهم لاعتبارات قانونية، فيما كانت النظرة الانسانية تسيطر على معظم المعارضين للتوجه الحكومي. وقد هدد بعض النواب باستجواب وزير التربية فيما شنت أقلام صحفية هجوما عنيفا على الحكومة وبالذات على الوزير لرفضه وضع حلول تساهم في الوصول إلى حل للقضية.
وقال وزير التربية ان لجنة الاشراف على مشروع الصندوق الوقفي لتعليم الاطفال المحتاجين بالامانة العامة للاوقاف وضعت المعايير والمستندات المطلوبة لتقديم المساعدة لتعليم الاطفال المحتاجين بدولة الكويت للتأكد من قدرة صاحب الطلب المادية وانه لا يتمتع بأي بدلات او معونات اخرى وبعد دراستهم للحالات المتقدمة للمساعدة للعام الدراسي 2003/2004، فــإن الصنـدوق سجل 10425 طالبا وطالبة خلال فترة قصيرة (مدة شهرين) وقد تمت مساعدة عدد 9045 طالبا وطالبة. وأضاف أن الصندوق صرف مبلغ 800.1039246 دينارا كويتيا الى المدارس العربية الخاصة، وقد بدأت الامانة العامة للاوقاف بدفع الرسوم الدراسية لهذه المدارس ابتداء من نهاية شهر ديسمبر الماضي، كما ان هناك جهات خيرية اخرى في البلاد ممثلة بصندوق طالب العلم ما زالت مستمرة في سداد نفقات تعليم الطلاب المحتاجين.
واشار الحمد الى ان الوزارة ستتولى مهمة الاشراف على اجراءات التسجيل في المدارس الخاصة لفئة الاطفال المحتاجين وكذلك مهمة توزيع النفقات المادية على المدارس بالتنسيق مع الامانة العامة للاوقاف بهدف تسهيل الاجراءات الادارية بهذا الشأن ومعالجة اي سلبيات او تغييرات في السابق، موضحا ان هناك عدة اجتماعات بين المختصين بالوزارة وممثلين من الامانة العامة للاوقاف لمناقشة آلية العمل وتقديم المساعدة للطلبة من الصندوق الخيري لتعليم الاطفال المحتاجين ولدفع الرسوم الدراسية لابناء المقيمين بصورة غير قانونية (فئة "البدون") في المدارس الخاصة ووضع خطة لتلافي عيوب التسجيل.
وقال ان الوزارة قامت بمخاطبة اللجنة الامنية التنفيذية للمقيمين بصورة غير قانونية لتزويدها باحصائية عن اعداد المقيمين بصورة غير قانونية المسجلين باحصاء 1965 والذين تم تسجيلهم باحصاء 1975 وعلى ضوء ذلك سيتم وضع الميزانية التقديرية لتعليم ابنائهم في مدارس التعليم الخاص للعام الدراسي 2004/2005.
وتقوم وزارة التربية حاليا بوضع آلية جديدة بعد قرار مجلس الوزراء بتكليف وزارة التربية بالاشراف على اجراءات تسجيل الاطفال المحتاجين في المدارس الخاصة، بالتنسيق مع الامانة العامة للاوقاف في شأن توزيع النفقات المالية على المدارس والعمل على ايجاد اللوائح التنظيمية الميسرة لادارة هذا العمل لتحقيق الغرض الانساني منه.
وكان النائب محمد الخليفة ذكر وزير التربية بنص المادة 13 من الدستور الكويتي بشأن رعاية الدولة وكفالتها للتعليم، في وقت اكد فيه النائب.يوسف الزلزلة ان مسألة الاجراءات والنظم تخص وزير التربية ولا يجب ان تقف عائقا مهما كانت امام حق اطفال ليس لهم ذنب الا انهم ولدوا على ارض الكويت في التعليم مطالبا بشمول جميع ابناء البدون بالتعليم لاسيما وهم في ارض خيرة ومعطاءة. واكد الزلزلة ان الوزير الحمد سيكون محل رقابة في هذه القضية ولم يستبعد الذهاب الى حد مساءلته في حال عدم تحقيق ما مضى من وعود حكومية. ورفض النائب عصام الدبوس اية مبررات تساق من اجل تعقيد القضية داعيا للفصل بين الجانبين السياسي والانساني بقرار واضح وبسيط يحقق تعليم كافة ابناء البدون.
وكتبت الشيخة اوراد مقالا في صحيفة الوطن عنونته بـ "مبروك يالكويت تعليم البدون" قالت فيه: عندما غزا الطاغية (صدام حسين) ديرتنا الحبيبة الكويت، سخر الله سبحانه وتعالى من خلقه من وقف مع هذه الدولة المسالمة الآمنة الصغيرة في حجمها والقليلة في عدد سكانها ضد تلك الدولة الكبيرة ذات الخيرات المتنوعة وذات الجبروت والقوة والطغيان، ولله الحمد رجعت الديرة بسبب مصداقيتها وسمعتها الطيبة واياديها البيضاء في معظم المحافل العالمية، ولانه لا يصح الا الصحيح ولو بعد حين ومثل ما عودتنا الكويت على مساعدة المحتاجين في اقاصي الكرة الارضية، فها هي اليوم تمد يدها لمساعدة المحتاجين من "البدون" الذين لا يعرفون غير الكويت موطنا وملاذا فأبشروا يا ابناءنا وبناتنا الاعزاء بدخول المدارس هذا العام ولبس الزي المدرسي وحمل الحقيبة المدرسية وحضور طابور الصباح وتحية العلم وعزف السلام الوطني، اما من انقطعوا عن الدراسة بسبب ضيق ذات اليد، فارجعوا لصفوفكم التي تركتموها وشدوا الهمة وعوضوا ما فاتكم بالجد والمثابرة، وابشروا يا من كنتم تدرسون بنظام الدوري (ان يدرس ابنا سنه والابن الاخر السنة التي تليها) بأنكم جميعاً ستدرسون بنفس العام وارتاحوا يا اولياء الامور اعلم انكم عانيتم كثيراً وصبرتم كثيرا، ولكن الله يقول (وقال ربكم ادعوني استجب لكم) وسبحانه رد صبركم رداً جميلاً، وما الدنيا الا دار ابتلاء.
وأضافت الشيخة أوراد في مقالها: ربما البعض يستغرب عنوان المقالة ولكنها الحقيقة صحيح ان اخواننا "البدون" سيفرحون بدخول ابنائهم المدارس ايما فرحه واعتبار هذا اليوم بمثابة عيد، ولكن الكويت ستكون المستفيد الاول من تعليم "البدون" ومحو اميتهم، وذلك لانهم من غير دخول المدارس سيسلبون فرص العيش الكريم والحياة المستقيمة وسيلقى مصير هؤلاء الاطفال الى المجهول وستزداد المخاطر الامنية باجتماع الثالوث المدمر (الفقر + البطالة + الفراغ). لا ادري ماذا اكتب؟ سعيدة وخائفة.. بلا شك سعيدة بما وصلت اليه الامور (وان كانت امنيتي اكبر من ذلك) ولكن لا بأس، الحمد لله على كل حال، ولكني اخشى ان تتكرر بعض المشاكل التي صادفت اولياء الامور من اللجان التي تقوم بالتسجيل. ولكنني اعتقد بوجود الوزيرين المعنيين بالامر وهما وزير التربية د. رشيد الحمد ووزير الاوقاف د. عبد الله المعتوق، وما لمسته من جدية ونيه صادقة في مساعدة هذه الفئة المستضعفة سيجعلني ادعو ربي كل ليلة ان يعطيهم الله طول العمر والصحة والعافية وان لا يحوشهم اي تعديل وزاري.
وأضافت: حاولت ان اكتب رسالة شكر لجميع من ساعد او دعم تعليم البدون. فوجدت ان الاسماء والجهات التي قامت بالدعم تجاوزت المئة من غير مبالغة، ولذلك سأختصر بعدم ذكر الاسماء كلها ولكنهم يعرفون انفسهم ويعرفون ان دورهم لا يقل عن دور من سأذكره في المقدمة.
- آخر تحديث :
التعليقات