باريس: في وقت لا يتمكن فيه المسؤولون الكبار في فرنسا من الإدلاء بأي تصريح حول سبب وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، بسبب التقييدات التي يفرضها القانون، أوضح وزيرا الخارجية والصحة أن الرئيس الفلسطيني لم يتوف جراء التسمم. وتحدد تسريبات وصلت من المستشفى إلى صحيفة فرنسية موثوقة أن الرئيس عرفات توفي جراء مرض في الكبد.

وتنشر أسبوعية "لُ كونار أونشانيه"، التي تعتبر صحيفة موثوقة المصادر، بشكل عام، في عددها الصادر، اليومأن عرفات توفي جراء إصابته بتليف كبدي. مع ذلك، تشير الصحيفة إلى أن "عرفات كان مدمنـًا على احتساء الماء". وتضيف الصحيفة أن التشخيص الذي أجراه الأطباء لعرفات يحدد بأن التليف الكبدي أدى إلى إصابة عرفات بسبات عميق، ومن ثم إلى نزيف دموي في الدماغ مما أدى إلى وفاته.

ويعتمد النبأ المفصل الذي تنشره الصحيفة على "شخص اطلع على الملف الطبي لعرفات"، وتوضح الصحيفة أن عرفات "توفي جراء عدة أسباب". وتكتب أن الأطباء اشتبهوا فور نقل الرئيس عرفات للعلاج في باريس بحدوث "أضرار في الكبد أدت إلى مشاكل في الجهاز الدموي. وسرعان ما تم استبعاد إصابته بسرطان الدم (اللوكيميا)، لكن الفحوصات أشارت إلى تدهور في كبد عرفات بشكل كبير، ووصل إلى حالة تسمى في القاموس الطبي "التليف الآلي".

وتضيف الصحيفة أنه وحسب ما قاله الأطباء، فإن الظروف التي عاشها عرفات، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لم تساعد على تحسين حالته الصحية، لأنه لم يكن بالإمكان توفير العلاج الملائم لحالته الصحية. وهناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى تليف الكبد، من بينها التلوث، الصفار، أمراض القلب، الأوعية الدموية، الكحول وغيرها. ولا يوجد علاج لهذا المرض، وتجري مداواته عادة من خلال تناول الفيتامينات. وعندما تتطور تعقيدات تتم معالجتها بشكل منفرد. وفي الحالات الخطيرة يتم زرع كبد بديل.

على هذا الصعيد ارتفعت في فرنسا أصوات تطالب بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية لوضع حد لانشغال العالم العربي بنظرية "تسميم" الرئيس عرفات. واقترح عضو في البرلمان الفرنسي عن حزب الرئيس شيراك تشكيل لجنة تحقيق لتوضيح ظروف وفاة عرفات. وقال كلود غوسغان، أمس: "التصريحات التي أدلت بها ممثلة فلسطين لدى فرنسا، صدمتني إلى حد كبير. إنها لم تتردد بالقول، في مناسبات كثيرة، إنها لا تستبعد احتمال قيام الإسرائيليين بتسميم عرفات. هذه تصريحات خطيرة جدًا في دولة مثل فرنسا". وخلص عضو البرلمان إلى القول: "صمت فرنسا يؤدي الى الاعتقاد بأن لديها ما تخفيه، وتتيح تغلغل الشائعات". وقد سارع رئيس كتلة الحزب الحاكم في البرلمان الفرنسي إلى رفض الاقتراح.

من جهته أوضح وزير الخارجية الفرنسي، ميشيل برنييه، أن الأسرار الطبية "تسري على كافة المواطنين سواء كانوا من المشهورين أم لا". مع ذلك عاد برنييه وكرر تصريحات نبيل شعث، الذي استبعد تسميم عرفات.

أما وزير الصحة الفرنسي، فيليب دوست بلازي، فقد قال، في نهاية الأسبوع، إنه يقدر بأن عرفات لم يتوف جراء التسمم. وفسر ذلك بحقيقة إصدار شهادة وفاة فورا تتيح دفن الجثمان، دون وجود شبهات كانت ستحتم إجراء تشريح طبي.

ولا تخفف التوضيحات القادمة من باريس من حدة الموجة المتصاعدة من الشائعات حول تسميم عرفات. وكان رئيس الوزراء الفلسطيني، أحمد قريع، قد بعث طلبًا رسميًّا إلى فرنسا، للحصول على الملف الطبي لعرفات. وقال: "هناك الكثير من الشبهات حول تسميم عرفات، لا يمكنني نفيها، ومن حق الشعب الفلسطيني معرفة أسباب وفاة رئيسه".

الى ذلك، قال أمين سر الرئاسة الفلسطينية، الطيب عبد الرحيم، في خطاب ألقاه في المقاطعة، أمس، إن عرفات توفي، كما يبدو، جراء التسمم، وأضاف: "إذا عرفنا من فعل ذلك فسيدفع الثمن غاليًا".

إقرأ أيضًا...

حالة تأهب إسرائيلية أثناء الجنازة

الأمير عبدالله يحضر الجنازة

مصر تستقبل جثمان عرفات بمراسيم رسمية

الاتهامات تنتظر سهى في فلسطين

اليوم دفن عرفات والكويت تشارك في الجنازة

أكراد يعزون بعرفات

ياسر وعرفات توأمين في غزة

دعوات لدفن عرفات في القدس

سورية تعلن الحداد ثلاثة أيام

رواج فكرة تسمم عرفات

الحكومة الإيرانية تنعي عرفات

حبش يشدد على الوحدة الفلسطينية

مجلس التعاون الخليجي ينعي عرفات القائد الشجاع