فالح الحُمراني من موسكو: شهدت العديد من المدن الروسية وجمهورية جورجيا اليوم احتفالات بمناسبة مرور 125 عاما على ميلاد الزعيم البلشفي الاسبق جوزيف ستالين. ودان الزعيم الليبرالي جريجوري يافلينسكي بشدة تصريح رئيس مجلس الدوما واحد المقربين من بوتين بوريس غرزلوف الذي وصف فيه ستالين بالشخصية البارزة، الذي استطاع بصفته قائدا للبلاد عمل الكثير من أجل تحقيق النصر في الحرب الوطنية العظمى.
وتدلل سعة الاحتفالات هذا العام بعيد ميلاد ستالين باتساع شعبيته التي لاحت في السنوات الماضية وكانها قد اختفت للابد وان النسيان سيطويه كطاغية مستبد استخف بحياة ملايين البشر في سبيل ابقاء هيمنته على السلطة دون منازع. وصدرت في الاونة الأخيرة عشرات المؤلفات التي تسلط الضوء على مختلف جوانب شخصية وحياة ستالبن وادواره السياسية والعسكرية، والكثير منها يبرر ممارساته باعتبار انها كانت ترمي الى تعزيز اركان الدولة وبناء اقتصادها واحداث طفرة علمية وصناعية فيها.وكان الزعيم السوفياتي، واحد تلاميذ ستالين نيكتا خروشوف قد فضح الجرائم الفظيعة بحق ملايين الابرياء التي ارتكبت في عصر ستالين، واقامته معسكرات العمل المجاني والمنتفي في سيبريا النائية.
ويفسر المهتمون بسيرة ستالبن صحوة شعبيته منجديد بكونه يظل في اذهان شريحة واسعة من سكان روسيا، رمز قوة الامبراطورية.وتضفي عليه شعبيته الاسطورة التي تحاك عنه من ان عمليات التطهير التي قام بها كانت تطول المسؤولين الذين مارسوا الفساد الحكومي ونهبوا خيرات الدولة على حساب الجماهير العريضة والخونة، ومن انه كان متواضعا في حياته، انطلاقا من ان ملكيته كانت زوجي حذاء وبدلة جنرال، وتناست ان الدولة بسكانها كانت ملكه الشخصي. ويدور حديث الان عن امكانية اعادة الاعتبار لستالين كشخصية قومية. بيد ان هناك من يستبعد مثل هذا التطور، لكون ان ستالبن كان "شريرا عظيما" وسيحتفظ له التاريخ بهذه الصورة.
وعادت شخصية ستالين في الاونة الاخيرة الى الحياة السياسية بهدوء لتسخدم كشعارات في الانتخابات وفي الصراعات السياسية والاحزاب ويستخدمه الان كل لاغراضه من شيوعيين ويساريين الى قومين متطرفين ذوي منحى فاشيّ ومن انصار الملكية، وستظل هذه الاوساط بحاجة دائمة له لجر الجماهير خلفها.
وفي موسكو وضع الزعيم غينادي زيوغانوف اكليل من الزهور على بقايا قبر ستالين( كان خروشوف قد امر نقل رفات ستالين من جدار الكرملين ومواراتها التراب) في جدار الكرملين بمناسبة مرور 125 على ميلاد الزعيم السوفياتي السابق. وشارك في المراسيم اعضاء الامانة العامة ومجلس الرئاسة واعضاء التكتل الشيوعي في البرلمان الروسي وممثلو عدد من الاحزاب والتيارات اليسارية. وكان الشيوعي قد اقام السبت الماضي حفلا خطابيا كبيرا بالمناسبة حضره الشيوعيون من مختلف انحاء روسيا ومن اوكرانيا وجورجيا والمحاربون القدماء وحفيد ستالين.
وشهدت مدن فولغار غراد ( ستالبن غراد سابقا) ويكترنبورغ ومورمينسك سكتيفكارس وغيرها احتفالات مماثلة.
وفي مدينة غور في جمهورية جورجيا، مسقط راس ستالين اقام الشيوعّيون الجورجيون احتفالا بالمناسبة. ووضع الشيوعيون الذين جاءوا من مختلف انحاء الجمهورية اكليلا من الزهور على تمثال ستالين القائم في مركز مدينة غوري، ومن ثم توجهوا في مسيرة نحو بيت ـ متحف ستالين، حيث نظموا اجتماعا حاشدا.
وقال رئيس مجلس الدوما الروسي بوريس غريزلوف وزعيم حزب " روسيا الموحدة" الموالي للرئيس بوتين، في رده على سؤال لأحد الصحافيين حول موقفه من الزعيم السوفيتي الأسبق جوزيف ستالين أنه شخصية بارزة. فقد استطاع ستالين بصفته قائدا للبلاد عمل الكثير من أجل تحقيق النصر في الحرب الوطنية العظمى.
وأشار غريزلوف إلى أنه بمرور الوقت يتغير الموقف من هذا الإنسان البارز الذي حظي باحترام كبير في أوساط التحالف المناهض للهتلرية. واعترف غريزلوف في الوقت نفسه بأن الأخطاء التي ارتكبها ستالين في السياسة الداخلية لا تحسن صورته لدى الشعب