أسامة العيسة من القدس: نجا حيدر غانم، الذي اعترف بتورطه في التعامل مع إسرائيل، ومسؤوليته غير المباشرة في عملية اغتيال تحولت إلى مجزرة في بداية انتفاضة الأقصى، مما أسمته كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس أنه "القصاص من العملاء"، الذي أسفر عن مقتل ثلاثة من المتهمين بالتعامل في غزة يوم أمس.
ويعتبر غانم أحد اغرب العملاء الفلسطينين الذين ألقي القبض عليهم، لارتفاع مستوى ثقافته ولعمله كباحث في مركز بتسيليم الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة.
وعندما اعتقلته الأجهزة الأمنية الفلسطينية نشرت مؤسسات حقوقية استنكارا وطالبت بإطلاق سراحه باعتبار أن اعتقاله اعتداء على نشاطه البحثي.

ولكن بعد أيام تبين انه أدلى باعترافات حول تورطه في عملية اغتيال جمال عبد الرازق في مفرق مستوطنة موراج التي أدت إلى مقتل أربعة فلسطينيين في مجزرة مروعة. وكان ذلك في يوم 22/11/2001 عندما كان جمال عبد الرازق الناشط في حركة فتح ورفيقه عوني ضهير يستقلان سيارة من نوع هونداي ويتجهان من مدينة رفح نحو مدينة خان يونس، عندما اعترض مستعربون من قوات الاحتلال السيارة وأمطروها برصاص رشاشاتهم مما أدى إلى مقتل أربعة واصابة آخرين في ما عرف بمجزرة موراج لوقوع المجزرة بالقرب من مفترق مستوطنة موراج.
وحسب اعترافات غانم فانه لم يكن بعيدا عن مكان المجزرة، وكان يزود مشغله ضابط المخابرات الإسرائيلي بمعلومات حول تحرك عبد الرازق ورفيقه.

وكانت السلطة الفلسطينية أعدمت متهما بالعمالة هو مجدي مكاوي (28 عاما)، اعترف بالمسؤولية عن إعطاء معلومات عن تحركات عبد الرازق بعد أن أوهمه مشغليه من ضباط المخابرات الإسرائيلية انهم ينوون إلقاء القبض على عبد الرازق وقتله. وظهر مكاوي على شاشة التلفزيون الفلسطيني وأدلى باعترافات مفصلة في ظرف تصاعدت فيه الحملة ضد العملاء في المجتمع الفلسطيني.

وجاء اعتقال غانم واعترافه بالتورط في مقتل عبد الرازق، ليؤكد أن المخابرات الإسرائيلية لا تعتمد على مصدر واحد في رصد المقاومين وإنجاح عمليات اغتيالهم.
وظهر غانم بعد اعتقاله في مؤتمر صحافي وفي لقاءات مع وسائل الأعلام تحدث فيها عن نشاطه بشكل مختلف كثيرا عن آخرين اتهموا بالتعامل مع إسرائيل، كانوا من خلفيات ثقافية متدنية، وكأنه في جلسة بحث أو يقدم مداخلة. وأثارت اعترافاته غضبا واستنكارا خصوصا من أوساط الصحافيين الفلسطينين الذين اعتبروه نموذجا معيبا للمهنة.
ويرقد غانم الان مع أربعة من زملائه في مستشفى دار الشفاء في غزة تحت حراسة مشدد بعد نجاتهم من حادث إلقاء قنبلتين على غرفتهم في سجن غزة المركزي. وكان هؤلاء افضل حالا من ثلاثة آخرين لاحقتهم مجموعات من مسلحي الجهاد الإسلامي وحماس وقتلوهم في المستشفى.

وأصدرت كتائب القسام بيانا قالت فيه إنها أقدمت على قتل ما تعتبرهم عملاء بعد أن استفحل خطرهم " ولم يعد هناك متسع لمزيد من الصمت تجاههم بعد أن حذرناهم وأنذرناهم ولكنهم أبوا".
وأعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن قتل "العميل وليد حمدية وإصابة وقتل من معه من العملاء الخطرين والمحكوم عليهم جميعاً بالإعدام في سجن غزة المركزي(السرايا) لمشاركتهم في قتل مجموعة كبيرة من قادة شعبنا على رأسها المجاهد القائد القسامي الكبير عماد عقل ، والمجاهد محمود الخواجا ومسئوليتهم عن محاولة الإغتيال التي تعرض لها القائد العام لكتائب القسام المجاهد محمد الضيف" وأضاف البيان أنها "إذ تعلن أن وقت القصاص من العملاء قد حان وأن حسابهم عما اقترفته أيديهم القذرة بحق أبناء شعبنا الصابر سيكون عسيراً بإذن الله وإن عيون كتائب القسام ترصد العملاء والخونة".