محمد الخامري من صنعاء: أكد محمد علي بامسلم وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل اليمني لـ"إيلاف" أن رئيس الوزراء عبد القادر باجمال شبهه بالمتمرد الحوثي وأعلن الحرب عليه في شكل مجموعة من الإجراءات التي فوجئ بها صباح أمس السبت في وزارته، إذ حد وزير العمل والشؤون الاجتماعية من صلاحياته كوكيل للوزارة لقطاع العمل وشكل لجنة خاصة لإدارة أعمال النقابات وانتخاباتها، بالإضافة إلى بعض الإجراءات الأخرى المتمثلة في نقل بعض الصلاحيات التي كان يتمتع بها إشرافيا وإداريا إلى قطاعات أخرى بعيده عنها، كممارسة العلاقة مع أرباب العمل والعمال وحضور مؤتمراتهم وفعالياتهم الداخلية والخارجية كمنظمة العمل العربي واجتماعات وزراء العمل الخليجي وغيرهم من المؤتمرات التي كان يمثل الجانب الحكومي فيها، وشؤون المرأة العاملة، وعمالة الأطفال، والصحة والسلامة المهنية.

وأضاف بامسلم ان رئيس الوزراء هدده في مكالمة هاتفية جرت بينهما بإيقافه عن العمل في حالة استمراره في ممارسة العمل الديمقراطي، مشيرا إلى أن باجمال اعتبر عمله في مجال النقابات عملا فوضويا وشموليا.

واتهم بامسلم رئيس الوزراء بأنه ما زال يمثل العقلية الشمولية بتصرفه هذا، مشيرا إلى ان هذه التهديدات انعكاس واضح لموقفه الملتزم من انتخابات نقابة المهندسين الأرضيين في مطار صنعاء التي أشرف عليها بعد المحاولات الحثيثة لإفشالها من قبل أطراف لم يسمها، وقال ان رئيس الوزراء كان قد أمره بوقف الانتخابات النقابية لكنه لم يلتزم بهذه الأوامر واستمر في تأدية عمله المناط به كوكيل لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ومسؤول عن هذه الانتخابات والإشراف عليها.

وقال بامسلم ان رئيس الوزراء تضايق مني ومن نشاطاتي في مجال الحقوق النقابية المكفولة للمواطنين تنفيذا لقانون العمل والاتفاقيات الدولية الموقعة عليها بلادنا في هذا المجال، بالإضافة إلى أنني أنفذ البرنامج الانتخابي للرئيس علي عبدالله صالح الذي حصل المؤتمر الشعبي العام على أغلبية كاسحة بناء عليه، لأنه افرغ حيزا كبيرا للحديث عن تنمية الديمقراطية، بالإضافة إلى ادبيات المؤتمر العالمي الذي عقد في بلادنا عن الديمقراطية الناشئة، كما أني لا ارغب ان تكون اليمن متأخرة في هذا المجال.

وقال وكيل وزارة العمل انه كان يأمل في تشجيع رئيس الوزراء والأخذ بيده في تحقيق الأهداف الديمقراطية التي يسعى إليها من خلال الانتخابات النقابية وتنظيمها وإعطائها المجال المناسب وتوفير المناخ الملائم لعرض تجاربها في بناء المجتمع الديمقراطي، "لكنه للأسف وقف في وجهي وهددني وكان منفعلا تماما ولم يعطني فرصة لإفهامه موقفي، وتهكم علي واتهمني باني الحوثي الثاني، وسألته حينها في أي مجال تمردت حتى تشبهني بالمتمرد الحوثي، فلم يجبني لأنه كان منفعلا جدا، وهذه أثرت في كثيرا حيث أني شخصية سياسية معروفة بمواقفي منذ أن كنت معه في مدرسة واحدة وفي زنزانة واحدة".

وأشار محمد علي بامسلم إلى انه قدم استقالته من الحزب الاشتراكي اليمني في اليوم الذي قدم الحزب الاشتراكي استقالته من الوحدة اليمنية في 27 / 4 /1994م وانضم للحزب الحاكم من حينها، ولهذا "فلا تنطبق علي الشمولية التي يتبناها باجمال الآن بتصرفه هذا وتوجيهاته وعمله التهكمي عليّ".

وأضاف وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل انه بعد هذه المكالمة التي حدثت بينه وبين عبد القادر باجمال رئيس الوزراء ذهب على الفور إلى مقر الحزب الحاكم والتقى الأمين العام المساعد، الدكتور احمد الاصبحي، وشرح له مادار في المكالمة إياها وشكا من وصف باجمال له بالحوثي وانه قال انه يتبع الحكومة وليس الحزب الحاكم، مشيرا إلى أن الدكتور الاصبحي لم يزد على كلمة "عُلم" وانتهى اللقاء، "خرجت بعده إلى الغرفة التجارية لمناقشة مشروع قانون العمل مع المسؤولين هناك".

وقال بامسلم انه فوجئ باتصال الرئيس علي عبدالله صالح إلى هاتفه الجوال (الموبايل) وهو في الغرفة التجارية "وطمأنني وقال لا احد يقدر على إيقافك من عملك، واستمر في العمل الذي تقوم به ونسق مع الجهات ذات العلاقة في الانتخابات"، وأشار بامسلم ان هذا الاتصال "يعتبر رد اعتبار لي من اكبر شخصية في اليمن على الإساءات التي وردت لي من باجمال".
وقال بامسلم أن اتهامه بالحوثية، نسبة إلى المتمرد الحوثي، يعتبر طعنا في أخلاقياته وشخصيته السياسية المعروفة ونضاله الكبير خصوصا وانه حصل على وسام الوحدة من الرئيس، مشيرا الى انه مستعد للمحاسبة القانونية في أي تهمة توجه اليه لأننا " بحسب قوله " نعمل من أجل الوطن.

وقال وكيل قطاع العمل في وزارة الشؤون الاجتماعية انه كتب رسالة إلى رئيس الوزراء عبدالقادر باجمال يذكّره فيها بزمالتهما القديمة في الحزب الاشتراكي والمدرسة الواحدة والزنزانة الواحدة عام 1987م، وحصلت "إيلاف" على نسخة من هذه الرسالة وتنفرد بنشرها.

نص الرسالة التي بعثها بامسلم إلى رئيس الوزراء عبد القادر باجمال.
رسالة مفتوحة للسيد / عبد القادر باجمال
السيد / عبدالقادر باجمال المحترم.
أنا واثق من نفسي أنني لست الحوثي الذي وقف في وجه حكومة باجمال وإنما أنا صاحب رصيد وطني يشهد له الشعب اليمني بأسرة وبكل تركيباته الفئوية ونسبة السياسية المتعددة الأحزاب والتنظيمات ـ حاصل على وسام الوحدة الذي تشرفت بتقليده لي من قبل فخامة رئيس الجمهورية مع شهادة الوسام التي وضعتني في مصاف المدافعين عن الوحدة، والديمقراطية لأشهد وأقر على نفسي أنني من وجهة نظر الشعب اليمني، لا من وجهة نظر الحوت عبدالقادر باجمال، وبالقرار الجمهوري الذي شهد لي وقفتي الشجاعة مع الوحدة، والديمقراطية لحماية الشرعية الدستورية والدفاع عن الثوابت الوطنية، وحاصلاً على وسام 30 نوفمبر مقابل شرف مساهمتي في طرد الاستعمار.

بدون أن أستلم أية مقابل عن موقفي الوطني، رفضت كافة العروض الوظيفية التي عرضها علي فخامة رئيس الجمهورية حفظه الله، حتى لا يظنوا كل الذين يعرفون عن موقفي الوحدوي والديمقراطي أنني استلمت مقابل موقفي وظيفة تعلو عن وظيفتي السابقة التي كنت أعمل فيها كوكيل لوزارة التأمينات والشؤون الاجتماعية وحتى لا تكون طموحاتي وتطلعاتي تحلق فوق إمكانيات الوحدة التي خرجت من أزمة الحرب التي كلفت المجتمع خسائر من الأرواح والأموال التي تقدر بأحد عشر مليار دولار.

من أجل ذلك رفضت أن أقبل بأي وظيفة تكون سبباً لاستنزاف أكثر مما هو كان من نصيبي في موازنة الدولة.
قد يكون شعور القارئ أن كلماتي الآنفة الذكر قائمة على المزايدات قبل أن يعرف الدوافع والأسباب التي جعلتني أقول ذلك، إلا أنني كيّفت حياتي بالوضع المالي الذي كنت استلمته بالرغم من عدم وجود مصدر دخل آخر، وأنت يا باجمال لديك حالياً أرصدة مالية في الخارج.

وزاد كلام الناس الطيبين عني منهم من يقول لي استخدموك كالفاين (منديل ورقي ) ورموك في الشارع، ومن يقول أن هذا الوضع هو مقابل بيعك للحزب الاشتراكي الذي كنت فيه ـ ولمواجهة هذه التهم والصمود الذي كان يضغط عليّ أمام نفسي، وأمام ضغط الحاجة بعت منزلي الكائن في محافظة شبوة لتغطية احتياجات زواج ولدي ـ والباقي فتحت فيه مركز للخدمات الاستثمارية والتجارية، لتغطية الفراغ الذي كنت فيه وبدلاً من أن أكسب منه خسرت، وواصلت ببيع شقتي التي كنت أمتلكها في عدن ـ المنصورة حي عبدالعزيز لمواصلة عمل المركز الذي كلفني الكثير، وقمت بعملية اندماج مع مؤسسة هندية للتقوية، وتعزيز نشاطي العملي الأوحد لأكسب منه ما يساعدني على تجاوز محنة مرض القلبالذي عاودني من جديد أو لتسديد الديون التي تراكمت عندي للغير، كلفني أن أبيع منزلي الثالث والأخير في صنعاء لتغطية نفقات الشركة اليمنية الهندية التي فتحتها، وتكاليف علاج زوجتي التي فارقت الحياة قبل سفري بها إلى الهند باثني عشرة ساعة والحمدلله.

والإنسان الوحيد الذي كان يقف إلى جانبي في مسيرة محنتي المالية لمواجهة نفقات مرضي للمرة الثانية من مرض القلب هو فخامة الرئيس / علي عبدالله صالح حفظه الله الذي تحمل تكاليف العملية الأولى والجزء الأكبر من تكاليف العملية الثانية وهذه الأخيرة جاءتني مفاجأة عندما كنت في الهند من أجل فحوصات، ومن بعد أن علموا أولادي بذلك اتصلوا بزميلي العزيزي د.عبد الكريم الإرياني والأستاذ محمد الخادم الوجيه وقاموا بالواجب الإنساني عندما أخبروا فخامة الرئيس بحالتي المرضية وأمر فخامته بتحويل سبعة آلاف دولار كمساهمة سخية منه لتساعدني على تغطية مصاريف العملية الثانية.

تضامنت الأزمات ضدي وتحالفت مع حالتي المرضية وعادت تفتح صفحات جديدة لإضعافي وعدت إلى الهند وبرزت الحاجة الضرورية للمال لتغطية نفقات العلاج من جديد، وتحرك في هذا زميلي الأستاذ علي منصور رشيد والأستاذ سالم الوبر، ومعهم رئيس جهاز الأمن السياسي الأستاذ غالب القمش إلى عند فخامة الرئيس وأمر بإرسال خمسة آلاف دولار لتغطية نفقات علاجي.

سردت مكاسبي بشفافية مفتوحة ولم أفكر يوماً أن أعلن عنها عبر الصحف المقروءة لأسباب كنت مقتنعاً بها.
لو لم يأت رئيس الوزراء يستفزني، ويحرض مشاعري بعباراته الاستفزازية التي وصفني بها بـ(الحوثي ) الثاني في اليمن من بعد أن تراكمت عنده الإمكانيات التي أهلته أن يقول لي ذلك بحكم منصبة كرئيس وزراء.

وأنت يا سيد/ عبدالقادر باجمال، أعلن أنك ستكون الحوت (بعينة ) بكبر حجمه بدون حاجة إلى من يقول لي حوتي ( الحوت التصغير) وبدون زعل ياصديقي ( لمدة سنة في السجن وفي زنزانة واحدة أبان حرب يناير 1986م المشئوم سابقاً )، ويا صاحبي عندما كنت في المرحلة الأولى من بعد استلامكم لوظيفة مجلس الوزراء التي وضعك فيها فخامة الرئيس من بعد أن نال موافقة الحزب الحاكم ( المؤتمر الشعبي العام ) الذي أصبحت لا تعترف به.

وبدون أن أراعي مكانتك الرفيعة التي أنت فيها بسبب عدم احترامك لمن لا تزيد عليه بمكانة سياسية، واجتماعية لا بالمنصب الذي جاءك بالصدفة فإنني متساوياً معكم في الحقوق والواجبات كمواطن، والفرق الذي بيني وبينك وتتميز به هو أنك كسبت أكثر مما تحتاج إليه في حياتك، وأنا خسرت حتى كل ما كان يفترض أن أتركة لأولادي وهو المسكن المكمل لحقوقي الحياتية، بعته من أجل الدفاع عن الوحدة والديمقراطية، وتأتي اليوم وتقول لي قف عن ممارسة الحقوق الديمقراطية التي هي واحدة من أبرز الثوابت الوطنية للوحدة.
أمام كل ما ذكرته وما لم أذكره أرجوا أن يكون الشعب اليمني ومعه قيادته الأمنية على مسار الوحدة والديمقراطية وأن يحكم بيني وبينكم بما عند كل واحد منا، وما عمله من أجل الوحدة وهل جنى من عملة مكسباً أو خسارة، وأقول لك رأيي فيك، ورأيي في نفسي أنك الكاسب وأنا الخسران وتريد لي فوق ذلك أن تفصلني عن العمل كأن العمل الذي أعمل فيه واحداً من ممتلكاتك الشخصية.

أعذرني أيها العبد القادر إذا أردت أن تجير الإنجازات التي تحققت خلال فترة اعتلائك على عرش الحكومة لنفسك فاعلم أن ما تحقق هو محصلة نهائية ناتجة عن جهود من سبقوك أمثال الأستاذ / عبدالعزيز عبدالغني، والدكتور عبدالكريم الإرياني والدكتور فرج بن غانم وما اضطرني إلى ذكر ذلك هو عدم احترامك لشخصي وما بدر مني كان رد فعل مناسب وطبيعي وأرجو أن تتقبله بصفة غير رسمية لأن من يحترم مكانه الرسمي لا يقول ما لا يليق بوظيفته الرسمية.
وفي الختام تحيا الوحدة والديمقراطية وتسقط أنت لأنك الحوت الذي يخاف منه أهل الصنابيق الصغيرة.

سلام...
محمد علي بامسلم
وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لقطاع علاقات العمل