عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: مع دخول اتفاق السلام في النجف يومه الثالث توجهت أنظار المراقبين وفوهات المدافع و الدبابات صوب مدينتي الصدر ببغداد والفلوجة في الرمادي غربا لما يمثلاه من تحد مازال قائما للحكومة العراقية المؤقتة. وبعد ثلاثة أيام من الهجمات العسكرية الاميركية لأهداف منتقاة في المدينتين جوا وبرا، اجتمع اليوم (الاحد) شيوخ عشائر من مدينة الصدر ذات الاغلبية الشيعية ويدين معظم سكانها بالولاء لمقتدى الصدر بمسؤولين من الحكومة العراقية ومثلهم من القوات الاميركية التي تحاصر المدينة منذ اسابيع ، و دار الحديث بين المجتمعين حول السبل الممكنة لوقف المواجهات العسكرية داخل المدينة التي تعاني انعدام الخدمات وتفشي الامراض والبطالة التي يرى بعض المراقبين بانها من اسباب انضمام الكثير من شباب المدينة لجيش المهدي الذي يحقق طموحاتهم في الاعتراض المسلح على الحكومة، اذ لايحظى أي حزب سياسي عراقي باي اتباع او شعبية في هذه المدينة اسوة بمدن العراق الاخرى وهو امر يفسر الى حد بعيد لجوء المسؤولين الحكوميين لشيوخ العشائر لنزع فتيل العنف فيها لما تشكله النزعة العشائرية من ثقل.
وفيما لم يرشح من اجتماع شيوخ مدينة الصدر والمسؤولين الحكوميين والاميركيين سوى بحث وقف المواجهات، طالب شيوخ عشائر الفلوجة بإعمار المدينة، الأمر الذي سينهي المواجهات فيها حسب ماورد من اجتماعهم برئيس الوزراء الدكتور اياد علاوي في بغداد، متمنين ان يستجيب لمطالبهم. وتتهم الحكومة مسلحي الفلوجة بايوائهم مجموعات ارهابية من خارج العراق مسؤولة عن خطف وقتل العديد من العراقيين والاجانب.
تاتي هذه الاجتماعات بعد تهديدات متبادلة بين مسؤولين في الحكومة العراقية ومساعدين لمقتدى الصدر في بغداد، اذ صرح عبد الهادي الدراجي مسؤول مكتب الصدر في بغداد بان جيش المهدي "لم يحل وانه مازال قائما ولن يحل وهو ليس جيشا نظاميا انما مكون من عامة الشعب فما ان انتهت المواجهات حتى عاد اعضاؤه كل الى حال سبيله، "واضاف في تصريح لوكالة رويترز " ان انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر لن يشاركوا في اي عملية سياسية تجري في البلاد مادام الاحتلال موجودا... ان وجود الاحتلال يفقد اي عملية سياسية مصداقيتها." واضاف ان وجود القوات الامريكية في العراق سيفرغ اي عملية سياسية من محتواها"..
قوات الأمن العراقية تبحث عن أسلحة لم يتم تسليمها في النجف |
من جانب اخر وصلت اول بعثة اوربية الى بغداد قادمة من لاهاي اليوم برئاسة وزير الخارجية الهولندي بن بوت، والذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، لمناقشة سبل تعزيز الدعم الاوروبي للعراق.
وسوف يلتقي بوت الذي يرافقه ممثلون عن المفوضية الاوروبية وعن المجلس الاوروبي، كلا من الرئيس العراقي غازي الياور ورئيس الوزراء اياد علاوي ووزير الخارجية هوشيار زيباري، بالاضافة الى مبعوث الامم المتحدة في العراق. وجاء في بيان وزارة الخارجية الهولندية "ان البعثة الاوروبية سوف تناقش مع السلطات العراقية سبل تعزيز دعم الاتحاد الاوروبي للعراق". واشار البيان الى ان الاتحاد الاوروبي يرغب بشكل خاص في دعم عملية نشر الديموقراطية في العراق وفي بناء دولة القانون بالاضافة الى نشر حقوق الانسان في العراق.
ومن المفترض ان يعود بوت مساء اليوم الاحد الى هولندا.
| ||
وقال الشيخ عبد الستار عبد الجواد، العضو في هذه الهيئة لوكالة "نناشد خاطفي الصحافيين الفرنسيين اطلاق سراحهما فورا". واضاف ان "الهيئة من حيث المبدأ لا تؤيد اتباع مبدأ الاختطاف لتحقيق المطالب وخاصة عندما يتعلق الامر بالصحافيين والاعلاميين لانهم يوصلون صوتنا وقضيتنا الى العالم".
واكد "فرنسا دولة صديقة للعراق ومؤيدة للقضية العراقية ونحن ممتنون لها لانها مؤيدة للعراق حتى اكثر من الحكومة العراقية نفسها". واوضح عبد الجواد ان مسالة "اختطاف هذين الصحافيين لا تخدم القضية العراقية في شيء وهي ستجعلنا نصنع اعداء جدد ونخسر اصدقاء قدامى وستجعل الصحافيين يترددون في المجيء الى العراق مستقبلا". واعتبر عبد الجواد ان "قضية منع الحجاب هي مسألة داخلية لفرنسا وعندما نتدخل في شؤونها الداخلية سنجعلها عدوة لنا".
واشار الى انه "على الرغم من ذلك فاننا نناشد فرنسا ان تراعي العاطفة الدينية الاسلامية وعلاقاتها وصداقاتها مع العالم الاسلامي وتعيد النظر في مسألة منع الحجاب لانه ليس من مصلحة فرنسا هذا القرار فهي كانت على الدوام صديق العرب والمسلمين". وقال ان "معركتنا الاولى مع المحتل، والمفروض التفرغ لهذا العدو".ورأى عبد الجواد انه "اذا كان الخاطفون اسلاميين فعليهم ان يحترموا الشريعة الاسلامية وان يطلقوا سراح الصحافيين".
التعليقات