المدير السابق لهيئة الاذاعة البريطانية يتهم بلير "بخداع" العالم بشأن العراق
لندن : اتهم المدير السابق لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) غريغ دايك الذي دفع الى الاستقالة في كانون الثاني الماضي، رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بانه "خدع" العالم بشأن العراق. وكان دايك اضطر للاستقالة بعد تحقيق لهيئة الاذاعة والتلفزيون البريطانية العامة يتهم الحكومة بالمبالغة في التهديد العراقي لشن الحرب.
ودان دايك في كتاب سيصدره بعنوان "القصة من الداخل" ونشرت صحيفتا "الاوبسرفر" و"ذي ميل اون صنداي" مقاطع منه ان رئيس الوزراء "خدعنا جميعا". واضاف ان "التاريخ لن يكون في مصلحة بلير وسيثبت ان كل القصة فضيحة سياسية كبيرة".
ورأى دايك ان توني بلير "اما لا يتمتع بالكفاءة اللازمة فاقحم بريطانيا في حرب على اساس سوء تفاهم او انه كذب عندما قال في مجلس العموم البريطاني انه لم يكن يعرف ما تعنيه عبارة "45 دقيقة". وقد اشار ملف الحكومة البريطانية حول الترسانة العراقية الذي قدمه بلير الى اعضاء مجلس العموم في ايلول/سبتمبر 2002، بعبارات غير واضحة الى قدرة العراق على نشر "بعص اسلحة الدمار الشامل" في اقل من 45 دقيقة.
لكن بلير قال بعد ذلك في جلسة مناقشات في المجلس حول التدخل الاميركي البريطاني في العراق في آذار/مارس 2003 عشية بدء الحرب بدون موافقة الامم المتحدة، انه لم يكن يعرف طبيعة الاسلحة التي يمكن ان تنشر خلال 45 دقيقة.
وكانت هذه القضية بدأن مع بث هيئة الاذاعة البريطانية في ايار/مايو 2003 لتحقيق اعده الصحافي اندرو غيليغان يؤكد ان الحكومة البريطانية بالغت في حديثها عن التهديد العراقي في ملفها في ايلول/سبتمبر 2002.
واستند غيليغان في تقريره الى معلومات سربها الخبير الحكومة في شؤون التسلح ديفيد كيلي الذي انتحر في تموز/يوليو 2003 بعد اسبوع من كشف اسمه للصحف مما ادى الى فتح تحقيق مستقل عهدت به الحكومة الى القاضي براين هاتن.
وقد انتقد تقرير هاتن هيئة الاذاعة البريطانية واعفى الحكومة من المسؤولية الى حد كبير مما اثار انتقادات من جانب الصحف.
التعليقات