سمية درويش من غزة: تعكف وزارة البيئة الفلسطينية على إعداد تقرير مفصل عن تأثير مفاعل "ديمونة" في النقب على الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث بدأت تظهر حالات سرطان وعقم وسط سكان مدينة الخليل (10 كلم عن منطقة المفاعل) وحالات تشوه خلقي ملحوظ لدى المواليد الجدد جنوب الضفة.

وقال يوسف ابو صفية وزير البيئة ان إسرائيل قامت بتوزيع عقار اليود "اللوجول" على السكان وأفراد الجيش تحسبا لوقوع كارثة.

وأشار الوزير الفلسطيني في تصريحات صحافية،الى ان السلطة الفلسطينية إزاء هذا الوضع طلبت من وزراء الصحة والبيئة العرب توفير أقراص اليود للمواطنين الفلسطينيين المحيطين بمنطقة النقب، بالإضافة الى ثلاثة آلاف سجين فلسطيني في المنطقة دون جدوى، كما طالبت الهيئة العربية للطاقة الذرية بإعداد خطة طوارىء عربية لمواجهة أي كارثة إشعاعية منذ اكتوبر/ تشرين الأول 2002 والى الآن لم يتم شيء فتلوث الهواء عابر للحدود والأجيال.

وأكد ابو صفية ان ضعف الامكانات يحول دون إدخال أي جهاز يتعامل مع قياس الإشعاع النووي في أراضي السلطة الفلسطينية حتى فيما يختص بالعمل في المجال التطبيقي الطبي.

وأضاف لا يقتصر الأمر على ما يتهددنا من مفاعل ديمونة، فهناك الحظر الذي تفرضه إسرائيل على كل من يحاول توثيق هذه الجرائم، فقد اثبتت البحوث وجود نسب من اليورانيوم المنضب في عينات بول الفلسطينيين، وتحتاج الى مسوحات يقوم بها متخصصون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما تقوم إسرائيل بتدمير البنية الأساسية الفلسطينية من محطات مياه وصرف صحي وهدمت 700 الف منزل واقتلعت مليوني شجرة، وكان آخرها بيت حانون شمال القطاع، التي كانت مصدر الفواكه للبلاد، فقد جرفت 130 الف شجرة حمضيات وكذلك الغطاء النباتي في رفح.

وذكر ابو صفية ان المأساة التي يعيشها المواطنون الفلسطينيون الآن تتمثل في اختلاط مياه الصرف الصحي والصناعي بمياه الشرب.

وأشار الى ان المياه العادمة تنساب بشكل متعمد من المستعمرات والمصانع الإسرائيلية وبكميات كبيرة نحو الأراضي الفلسطينية.وذكر ان هذه المياه العادمة اختلطت بمياه قرية بئر سليمان، وبيت حانون وقلقيلية، فضلا عن 20 ألف طن مخلفات صلبة تحتاج إلى إزالة.

يذكر بان وسائل الأعلام المحلية الفلسطينية وخاصة المهتمة منها بقضايا البيئة كانت قد نشرت سابقا تقاريرا وصورا لفلسطينيين مشوهين ومصابين بأمراض السرطان بسبب الإشعاعات وتأثيرات مفاعل ديمونة عليهم.