نابلس: قتلخمسة ناشطين فلسطينيين صباح اليوم في غارة اسرائيلية على نابلس شمال الضفة الغربية، بينما أكد رئيس وزراء إسرائيل أرييل شارون أن حكومته ستتعامل مع رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات بالطريقة ذاتها التي تعاملت بها مع الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي. من جانبه، قال سمير مشهراوي أمين سر حركة فتح في قطاع غزة إن إسرائيل لا ترغب في وجود الرئيس عرفات في الضفة الغربية وهي جادة في تهديدها بإبعاده. في المقابل،تحقق مديرية الانفصال (المسؤولة عن تنفيذ خطة الانفصال) في تهديدات تلقتها في الأيام الأخيرة عبرالهاتفبالتعرض لشارون.
وفي حوار تنشره صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليومقال شارون إن عرفات لا يختلف عن الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي لأن ثلاثتهم تورطوا في قتل الإسرائيليين، وإن إسرائيل ستتعامل معه بالطريقة نفسها في الوقت المناسب.
من الجانب الفلسطيني، وصف وزير شؤون المفاوضات صائب عريقات تصريحات شارون بأنها خطيرة. وقال عريقاتإن تلك التهديدات تمثل جزءا من السياسة التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية لتدمير السلطة الفلسطينية وبث الفوضى بينهم. وشن نبيل شعث وزير الخارجية الفلسطيني هجوما على آرييل شارون على هامش اجتماعات لجنة مبادرة السلام العربية المنعقدة في الجامعة العربية.
مقتل خمسة ناشطين فلسطينيين في غارة اسرائيلية في نابلس
وقال مسؤول في كتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة فتح التي يتزعمها عرفاتان اربعة من القتلى ينتمون الى كتائب الاقصى بينما ينتمي الناشط الخامس الى الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين. وكانت مصادر امنية فلسطينية ذكرت ان حوالى حوالى عشرين من سيارات الجيب والدبابات الاسرائيلية توغلت في القطاع الغربي من الحي القديم للمدينة وقامت بتطويق مبنى فيه.
إسرائيل جادة في تهديدها بإبعاد عرفات
وقال أمين سر حركة فتح في مقابلة صحافيةمع "العالم الآن" أن الجانب الإسرائيلي لن يقدم على هذه الخطوة إلا إذا شعر بأن هناك قبول عالمي لهذا الموضوع وعدم وجود رد فعل فلسطيني قوي.
وفيما يلي نص المقابلة
لم يتم حتى الآن تشكيل وفد فتح للمفاوضات لكنه ذكرأن رئيس الحكومة الفلسطينية السابق محمود عباس لن يرأس وفد فتح في المفاوضات كما أشيع من قبل. من سيرأس وفد فتح؟
لحد الآن لم يتم إبلاغأي شخص بالمشاركة،وحتى لم يتم تشكيل الوفد.
عندما يتم تشكيل الوفد ويترأس الوفد اسم معين، فإذا كان هذا الشخص لا يتميز كقائد مثلا أو كقوة رمزية له، برأيك هل سيتأثر الحوار الوطني-الفلسطيني الداخلي؟
رئاسة الوفد عامل مهم ومؤثر في الحوار وتؤثر على سير الحوار والأداء والنتائج بالتأكيد. من هنا يجب أن يكون رئيس الوفد مفوض بالصلاحيات ومعهم موقف واضح حتى يتمتع بمرونة كافية لإنجاح الحوار. وبلا شك يجب أن يتمتع بشخصية قوية ويجب أن يكون له علاقات مع الآخرين تحظى بالثقة من قبل المجموع الوطني ويجب أن يكون عضو في المركزية لحركة فتح. أتمنى بتشكيل الوفد بأسرع وقت ممكن.
هل تلمس جدية في بدء هذا الحوار؟
الجدية تنطلق من ضرورات وحاجات فلسطينية في ما يتعلق بالوضع الداخلي وكما أن الوضع الفلسطيني على محك عملي في هذه المرحلة وعلينا أن نحدد آليات جديدة تضع الوضع الفلسطيني على الطريق الصحيح والسليم يقودنا إلى تحديد أهدافنا الوطنية. من هنا اعتقد أن مجموع الفصائل الوطنية والإسلامية تشعر بخطورة الوضع الداخلي وبضرورة إنجاز شيء فلسطيني حقيقي وبرنامج فلسطيني يتوافق عليه الفلسطينيون. هذا دافع كافي أن يحفز الجميع على التمتع بمستوى عالي من الجدية والمسؤولية لإنجاح الحوار.
نفهم أنه من فترة وجيزة أعلنت مصر أنها عاجزة عن استمرار تكملة دورها فيما يتعلق بالمسعى الإسرائيلي والمسعىاستتبابالأمن داخل قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي من هناك. ونلاحظ من جهة أخرىأن هناك مفاوضات تبدأ في مصر. ألا تجد تناقضا في هذا الأمر؟
من الواضح أن مصر حاولت ولا زالت تلعب دورا مهما ليس فقط من باب الوقوف إلى جانب الموضوع الفلسطيني والقضية الفلسطينية، هناك أيضا مصلحة مصرية في ذلك. والموضوع الفلسطيني يؤثر في الأمن القومي العربي ومصر تتأثر بكل الأمور السلبية بلا شك ولكن الجهود المصرية قوبلت بعقبات كثيرة وتراجع عن بعد التفاهمات التي حدثت حتى بما يتعلق بموضوع الانسحاب من قطاع غزة وحتى تنجح مصر في هذا الضوء كان لها مجموعة شروط وبدون هذه الشروط لن يكون هذا الأمر مقبول على الفلسطينيين. لم تتلقى مصر على مدار الأشهر الماضية اجابات واضحة من الطرف الإسرائيليإضافةإلى الممارسات الإسرائيلية التي أحرجت الجانب المصري وأفقدتهأمام الشارع الفلسطيني بعض الكرامة. بمعنى ان يتزامن مجزرة في غزة. هذا القصف الذي فقدنا من جرائه 14شهيدا وعشرات الجرحى، مع زيارة وفد مصر رفيع المستوى من وزير الخارجية المصرية إلى وزير المخابرات وهذا في منتهى الوقاحة وعدم الأخلاق السياسية في التعاون. وهذا يدل على أنإسرائيل ليست حريصة على إنجاح الدور المصري. هي أيضا تريد أن تثبت للولايات المتحدة أو لغيرها ان مصر غير قادرة على القيام بدور رئيسي في المنطقة وبالتالي شارون مستفيد في استمرار الوضع بهذا العجز على كل المستويات العربية حتى ينفذ الأمور من وجهة نظره. وشارون بالأفعال يمارس إفشال الدور المصري وإحراج مصر بشكل واضح ومن هنا تلعب مصر دورا فعالا، تحاول أن يخرج الجانب الفلسطيني من المأزق الداخلي. إذا لم تنجح الجهود مع الطرف الإسرائيلي اعتقد أن مصر تحاول لعب دور في تطوير الموقف الفلسطيني الداخلي والتركيز على الحوار الفلسطيني الداخلي عله ينجز شيئا فلسطينيا تعزز موقف القوة الفلسطيني وتدفع العالم إلى دعم هذا الموقفطالما أنجز موقفا فلسطينيا موحدا ومتوافق عليه وبرنامج سياسي بالحد الأدنى، اعتقد أن هذا سيحظى على احترام العالم وسيدفع الأوروبيينإلى دعم موقفنا.
هناك لوم كبير على الدور المصري من قبل الطرف الإسرائيلي وهو الذي يؤدي إلىإحراج الدور المصري ولكن هناك معلومات تشير أن الرئيس عرفات ممتعض نوع ما الطرف المصري من طريقة تصرف الرئيس عرفات وعدم التزامه مع الوفد المصري بما يعلم أمامه من التزامات وقضايا وأمور حساسة، وهناك قادة فلسطينيين يقولون أن الرئيس عرفات لا يغير المفسدين الذين هم حوله؟
بتقديري إن الجانب المصري لم يعلن ولم يقدم أي احتجاج من ردود الرئيس عرفات حتى هذه اللحظة وربما يكون هناك بعض الملاحظات من قبل المصريين على الرئيس عرفات ولكن بتقديري لا يستطيع أحدأن يلوم الرئيس عرفات. أما في الشق الداخلي والوضع الداخلي والضرورات الوطنية والحاجات الفلسطينية بالإصلاح لا شك نحن أيضا سجلنا ملاحظات على أداء الرئيس عرفات وسجلنا موقفنا بصرفالنظر عن خطة شارون. وعن الموضوع السياسي هناك حاجة وطنية فلسطينية لإجراءإصلاحات حقيقية تعيد الاعتبار للمؤسسة الفلسطينية وتعمم الديموقراطية وهذه خطوة جيدة على طريقالإصلاح وان تمكن المواطن الفلسطيني من اختيار من يشاء ويحاول الاختيارالرجل المناسب في المكان المناسب. بلا شك هذه أهم خطوة على طريق الإصلاح ولكن نحتاج في ما يتعلق بحالة الفلتان استقلال القضاء وتعزيز دور القانون. وتحتاج إلىإجراءات جدية من الرئيس أبو عمار ويجب أن يسارع أبو عمار باتخاذ هذه الإجراءات حتى يتجنب ذلك.
هل اقترب موعد استبعاد الرئيس عرفات من الضفة من قبل الإسرائيليين؟
الإسرائيليون يحاولون إثارة هذا الموضوع وبتقديري الشخصي يحاولون تحقيق مكاسب سياسية أيضا من ذلك. وكل مرة يثار هذا الموضوع تمارس الدول الأوروبيةوأحيانا الولايات المتحدة الأميركية ضغطا على إسرائيل بعدم تنفيذ هذا التهديد ومن خلال هذا الرجاء وهذا التمني من إسرائيل تستطيع إسرائيلأن تكسب من ذلك وان تحقق بعد المكاسب وثانيا تحاول جس النبض الشارع الفلسطيني والمؤسسات الفلسطينية من جراء طرح هذا الموضوع. إذاأردنا الحديث عن النوايا هي بلا شك لا ترغب وجود الرئيس عرفات وهي جادة بكل تهديداتها سابقا وأنا لا أقلل من أهمية هذه التهديدات ولكن أناأقولأن الجانب الإسرائيلي يعلم تماما أن الحديث يدور تماما عن رئيس فلسطيني منتخب وهذا يضعف الموقف الإسرائيليأمام العالم ويعزز موقف أبو عمار. لا اعتقد أن الجانب الإسرائيلي سيقدم على هذه الخطوة إلاإذا شعر بان هناك قبول عالمي لهذا الموضوع وعدم وجود رد فعل فلسطيني قوي وحقيقي يوجه رسالة للإسرائيليينأن هذا الأمر لا زال يعتبر خط احمر أمام الفلسطينيين. كل هذه العوامل إذا لم تتوفر لصالح موقف الرئيس عرفات والموقف الفلسطيني ستقدم إسرائيلبالطبع على هذه الخطوةgt;
الشرطة تحقق في تهديدات بقتل شارون
في المقابل،صرح قائد شرطة منطقة القدس اللواء إيلان فرانكو أمسأن مديرية الانفصال (المسؤولة عن تنفيذ خطة الانفصال) تلقت في الأيام الأخيرة، محادثات هاتفية تهدد بالتعرض لرئيس الحكومة، أرييل شارون. وحسب أقواله، فقد شرعت الشرطة في أعقاب التهديدات التي وصلت مكاتب مديرية الانفصال في القدس، صباح اليوم، أيضًا، بالتحقيق المكثف في محاولة لضبط المتصلين.
وتطرق قائد شرطة القدس إلى مظاهرة اليمين في ميدان "صهيون"، أول أمس، وقال إن الشرطة قامت خلال المظاهرة بمصادرة مناشير ولافتات وسلمتها للادعاء العام لفحص ما إذا كانت هناك تجاوزات تلزم فتح ملف تحقيق. وأعربت أوساط في اليمين المتطرف في إسرائيل عن عدم خشيتها من تسليم المناشير واللافتات إلى الادعاء العام. وقال ناشط اليمين المتطرف، إيتمار بن غفير، إنهم سيشعرون بالسرور إذا تم التحقيق معهم من قبل الشرطة ومحاكمتهم بسبب مضامين المناشير واللافتات، التي خضعت جميعها لفحص جهات خبيرة في القضاء. وقالت مصادر مقربة من شارون إن الأجواء العامة تشجع على التحريض مضيفة أن على الشرطة أن تقوم بعملها والتحقيق في ما هو مطلوب.
تخوف من أعمال مخلة بالنظام العام
ويقول اللواء فرانكو إن الشرطة تتوقع وقوع أعمال مخلة بالنظام في القدس وخارجها وذلك كلما اقترب موعد تنفيذ إخلاء المستوطنين. وتستعد قوات الشرطة في القدس لتعزيز تدابيرها الأمنية حول مكاتب حكومية ومكان سكن رئيس الحكومة والحرم القدسي وأماكن أخرى تتسم بالحساسية، وذلك خشية التعرض لها من قبل عناصر اليمين المتطرف أو من قبل التنظيمات الفلسطينية.
وصرحت مصادر أمنية مؤخرًا في حديث لـ"ArabYnet" بوجود حالة قلق في جهاز الأمن العام (الشاباك)، حيث يفضلون هناك بقاء رئيس الحكومة في مكتبه وعدم مغادرته. وتناول شارون خلال جلسة الحكومة هذا الأسبوع، التهديدات التي يتعرض لها الجنود والساسة على خلفية خطة الانفصال، وطلب من وزير الدفاع ووزير الأمن الداخلي العمل على وضع حد لهذه الظاهرة.
وتناول اللواء فرانكو قضية الجدار الفاصل وقدر أنه إذا لم يحدث مزيد من التأخيرات بسبب الالتماسات إلى القضاء، فإن جدار حاضن القدس سيستكمل في غضون سنة، وهو ما يتوقع أن تصاحبه أعمال مخلة بالنظام، على حد قوله. ولا يتوقع اللواء فرانكو أن تقل عمليات التسلل إلى القدس ويتوقع زيادة التعاون بين سكانها العرب وجهات خارجية.
التعليقات