عامر الحنتولي من عمان : قالت مصادر دبلوماسية وإعلامية في العاصمة الأردنية عمان الليلة لـ"إيلاف"، إن قائد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل قرر الإستجابة لنصائح سورية "عليا" بضرورة مغادرة الأراضي السورية باسرع وقت، حفاظا على حياته بعد تلقي الإستخبارات السورية معلومات شبه مؤكدة عن وجود سيناريوهات عسكرية إسرائيلية جاهزة لضرب منشآت سورية في العمق السوري بسبب إيواء دمشق لما تسميه الدولة العبرية "حركات فلسطينية ارهابية". ولفتت المصادر إلى أن مشعل التقى أمس (الاربعاء) مسؤولا سوريا كبيرا ، وأن الأخير أبلغه أن دمشق لم تعد مكانا ملائما لمشعل المتخفي والغائب عن الأنظار خوفا من عمليات عسكرية إسرائيلية تستهدفه. وأكدت المصادر، أن خالد مشعل الذي يتنقل بصعوبة بالغة هذه الأيام بين مقر اقامته داخل السفارة الإيرانية في العاصمة السورية دمشق وبين مقار تقام فيها أنشطة سياسية وإعلامية للحركة، أبلغ السوريين عزمه علىالإنتقال الى العاصمة الإيرانية طهران بهدف سحب حجة إسرائيل السياسية لمهاجمة دمشق عسكريا طبقا لتهديدات إسرائيلية علنية أطلقها جنرالات حرب وساسة اسرائيليون في الآونة الأخيرة. وأشارت المصادر، أن وفدا إيرانيا زار دمشق الأسبوع الماضي ورتب لسفر مشعل جوا الى طهران للإقامة هناك دون أن يعني ذلك بحسب المصادر أن مكوث مشعل هناك سيكون دائما، حيث سيقوم بزيارات سرية الى دمشق وبيروت ليترأس اجتماعات للحركة الفلسطينية، التي صار مشعل قائدا عاما لها منذ نيسان( أبريل) الماضي حيث اغتيل عبدالعزيز الرنتيسي الذي آلت اليه القيادة بعد اغتيال مؤسس الحركة وزعيمها الروحي الشيخ أحمد ياسين في آذار (مارس)الماضي. وتقيم أسرة مشعل في العاصمة الأردنية عمان الا أن السلطات الأردنية ترفض السماح لمشعل الذي يحمل الجواز والجنسية الأردنيين الدخول الى الأردن ما لم يعلن تخليه عن عضويته بحركة حماس.
وطبقا لمصادر أخرى، فإن دمشق تلقت نصائح مصرية خلال زيارة الرئيس المصري حسني مبارك القصيرة والمفاجئة أمس الى دمشق بضرورة تجنب كل عناصر التوتر والتصعيد في المنطقة ، وإبطال الذرائع الإسرائيلية أمام العالم.
يذكر، أن دمشق تهدد بالرد العسكري على اسرائيل في حال أقدمت الأخيرة على تنفيذ تهديداتها بضرب أهداف سورية تزعم أنها تأوي ارهابيين فلسطينيين، حيث كانت سوريا امتنعت عن الرد على غارة إسرائيلية نفذتها طائرات إسرائيلية قبل نحو عام على عين الصاحب قرب العاصمة السورية دمشق، الا أنها شنت حملة سياسية ودبلوماسية ضد تل أبيب في المحافل الدولية.