نبيل شرف الدين من القاهرة: في الوقت الذي يصوت فيه مجلس الامن الدولي اليوم على مشروع قرار أميركي، يهدف لفرض عقوبات على صناعة النفط في السودان، اذا لم يوقف ما وصفه المشروع الأميركي بالأعمال الوحشية في اقليم دارفور، فقد أعلن عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية عن عملية تنسيق تجري بين الدول العربية والافريقية إضافة إلى دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، هي الصين، للحيلولة دون صدور هذا القرار، أو تخفيف لهجته وتجاوز مسألة العقوبات التي تنوي واشنطن وحليفاتها توقيعها على السودان.

وتتهم الولايات المتحدة الخرطوم بدعم الميليشيات العربية المعروفة باسم "الجانجويد"، والتي يلقى عليها بالمسؤولية عن الممارسات اللانسانية التي ارتكبت ضد سكان القرى الافارقة في دارفور، ونفت الخرطوم مراراً وفي أكثر من مناسبة انها تدعم "الجانجويد".

ووصفت الامم المتحدة الوضع في دارفور بأنه أسوأ أزمة انسانية في العالم قتل فيها 50 الف شخص ووصفت الولايات المتحدة الاحداث هناك بأنها ابادة جماعية، غير أن الصيغة الاخيرة لمشروع القرار الأميركي تقر بأن السودان "زاد من تعاونه مع الوكالات الانسانية التابعة للامم المتحدة وشركائها".

مؤتمر المعارضة

وفي القاهرة توقع مصدر دبلوماسي رفيع أن يزورها كل من الرئيس السوداني عمر البشير مصر، وجون جارنج رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، وذلك في وقت لاحق قبيل نهاية شهر أيلول الجاري، لإجراء مشاورات مع الرئيس المصري حسني مبارك تتعلق بتطورات الأوضاع في السودان عموماً، وبشأن قضيتي الجنوب ودارفور على نحو خاص.

وتتواكب الزيارة المرتقبة مع استئناف الحوار بين الحكومة السودانية وتجمع المعارضة، حيث يمثل الخرطوم فيه نائب الرئيس علي عثمان طه، ويمثل المعارضة السيد محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الاتحادي ورئيس التجمع، لوضع اللمسات النهائية على اتفاق بين الجانبين للعمل خلال المرحلة المقبلة، إضافة إلى إقرار الاتفاق النهائي بين الحكومة والحركة الشعبية بقيادة جون جارنج، وذلك قبل تشكيل الحكومة الانتقالية التي تسعى حكومة البشير إلى تشكيلها من جميع ألوان الطيف السياسي في السودان، على اختلاف المشارب.

وفي الخرطوم وصلت في وقت سابق اليوم السبت السيدة لويز اربور رئيس مفوضية حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة لمساءلة الحكومة السودانية عن خطتها لتدارك الأوضاع باقليم دارفور، ويرافقها في هذه المهمة مستشار مخصص في عمليات الابادة الجماعية، وقد صرحت قبيل وصولها ان لديها اسئلة محددة جدا ستطرحها على المسئولين فى الخرطوم بغية الحصول على تقديرات وافيه عن ازمة الإقليم المنكوب.

كما كشف ذات المصدر عن اتصالات بين القاهرة والصادق المهدي، زعيم حزب الأمة، وأنه سوف يزور القاهرة حتى يكون الحوار المتقب جامعاً لشتى ألوان الطيف، ويسفر عن نتائج عملية بعد أن تعهدت مصر بتأمين كافة عناصر النجاح، وذهب المصدر إلى حد توقع فيه أيضا أن يشارك كل من البشير شخصياً، وجون جارنج في إحدى جلسات هذا الحوار.