القدس: هددت اسرائيل سوريا اليوم بعد ان قتل مفجران انتحاريان فلسطينيان 16 شخصا في اول هجوم من نوعه بالدولة اليهودية منذ نحو ستة أشهر.وقال رئيس الاركان الاسرائيلي موشي يعلون أمام لجنة بالكنيست "أيا من كان المسؤول عن استخدام الارهاب ضدنا فإنه لن ينعم بالنوم في هدوء."
واعلنت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) مسؤوليتها عن التفجيرين الانتحاريين المتزامنين اللذين وقعا يوم الثلاثاء في حافلتين بمدينة بئر السبع بجنوب اسرائيل.وقال مسؤولون اسرائيليون ان سوريا تتحمل قدرا من المسؤولية لسماحها لقيادة حماس بالعمل من دمشق.
كما قال المسؤولون إن اسرائيل قد تستأنف حملتها لاغتيال قادة حماس سواء كانوا بالاراضي الفلسطينية أو في الخارج.
وقال يعلون إن على اسرائيل ان "تتعامل مع ... هؤلاء الذين يدعمون الارهاب سواء كانوا أطرافا في السلطة الفلسطينية أو عناصر من حزب الله في لبنان او مواقع قيادة للارهاب تعمل في دمشق بموافقة سوريا."
واستئناف الهجمات ضد قيادة حماس بعد توقفها يمكن ان يشعل دائرة العنف الاسرائيلي الفلسطيني ويعقد خطط اسرائيلية للانسحاب من قطاع غزة في نهاية العام القادم.
وبدد تفجير الحافلتين الامال في انتهاء موجة من التفجيرات الانتحارية داخل اسرائيل وتسبب في سقوط اكبر عدد من الضحايا منذ أن قتل انتحاري من الجهاد الاسلامي 23 شخصا في مطعم بمدينة حيفا في اكتوبر تشرين الاول الماضي.
ودفع هذا الهجوم اسرائيل لشن غارة جوية في العمق السوري كانت الاولى من نوعها منذ 30 عاما وقصفت ما قالت انه معسكر تدريب لمتشددين فلسطينيين.
وقال مصدر حكومي اسرائيلي كبير انه رغم عدم رغبة اسرائيل في تصعيد التوتر على حدودها الشمالية الا انها تريد ان تُذكر سوريا بأن صبرها بدأ ينفد.
وتتهم اسرائيل سوريا بإيواء جماعات ناشطين واستخدام مقاتلي حزب الله كمخلب لها ضد الدولة اليهودية وهي اتهامات نفتها دمشق مرارا.
وقال مشير المصري المتحدث باسم حماس في غزة ان التهديدات الاسرائيلية الجديدة لن تخيف حماس أو الشعب الفلسطيني وان الحرب علنية ومادامت اسرائيل "تواصل جرائمها" فان حماس لن يكون امامها من خيار سوى الدفاع عن الشعب الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة.
وقال اليمينيون المتطرفون الذين ينتقدون شارون ان تفجير الحافلتين يبين حماقة خطة شارون لإخلاء 21 مستوطنة في قطاع غزة في اجراء وصفوه بأنه "مكافأة للارهاب."
وقال شارون ان التفجيرين لن يردعاه عن اخلاء المستوطنات اليهودية في قطاع غزة العام القادم. لكنه توعد في الوقت نفسه بمعركة لا هوادة فيها ضد النشطاء الفلسطينيين الذين يصعدون الهجمات قبل الانسحاب المقترح.
وقال الجيش الاسرائيلي انه دمر اليوم منزل أحد المفجرين الانتحاريين الفلسطينيين في الضفة الغربية بعد ان حاصر مدينة الخليل.
وردا على التفجيرين ايضا دعا الرئيس الاسرائيلي موشي قصاب الى بدء العمل في الجدار العازل الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية في المنطقة التي تقع على الحدود جنوب اسرائيل والتي يعتقد ان المفجرين تسللا منها.
التعليقات