نصر المجالي من لندن: شهدت عمان أمس قرانا غير مسبوق بين الملكية الهاشمية والصحافة والدبلوماسية، حين تم الاحتفال بزفاف الأمير علي بن الحسين بالصحافية مراسلة شبكة الأخبار الأميركية (سي إن إن) ريم وهي ابنة الدبلوماسي المخضرم ووسيط الحال العراقي ومن قبلها أفغانستان ،الأخضر الإبراهيمي.

وفي مضارب الهاشميين التي أقيمت على غير العادة في ساحات القصر الملكي الأردني، حيث أقيمت سرادقات من بيوت الشعر (وهي بيوت البدو الأردنيين وفي الجزيرة العربية والعراق لأوقات مضت) ، وهي تعبير عن تاريخ تراثي طويل وبعيد، تم الاحتفال بزفاف الأمير علي بن الحسين وهو نجل العاهل الهاشمي الراحل الحسين بن طلال من زوجته الثالثة الراحلة الملكة علياء طوقان التي قضت في حادث طائرة هيليوكبتر في منتصف السبعينيات بعد أن كانت في مهمة إنسانية في مدينة الطفيلة الجنوبية الأردنية.

والعروس هي الصحافية المرموقة، مراسلة شبكة الأخبار الأميركية (سي إن إن ) في منطقة الشرق الأوسط ريم ابنة الوسيط الدولي وزير خارجية الجزائر ورجل المهمات الصعبة منذ عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، الأخضر الإبراهيمي السبعيني العمر، الذي نجح حتى اللحظة أفغانيا وعراقيا، تأصيلا لسياسات الجزائر المعتدلة رغم ما تواجه هي الأخرى من العنف والإرهاب.

والعرس الملكي الصحافي الدبلوماسي في عاصمة الهاشميين، سبقته مبادرة غير مسبوقة، بإلغاء كل المظاهر الملكية، والاستعاضة عنها بحفل بسيط شارك فيه أبناء البلاد الأردنية عامة، وممثلو الدول من السفراء والمبعوثين الأجانب الممثلين لدى المملكة، ولم توجه دعوات رسمية إلى أي شخص من الخارج.

وكان بيان صدر عن الديوان الهاشمي، في الأسبوع الماضي، قال أنه بناء على رغبة الأمير علي بن الحسين، فإن جميع نفقات حفل الزفاف ستذهب إلى العائلات الأردنية المحتاجة، وبادر شقيقه الملك بإصدار مرسوم بذلك، حيث سعت جهات عديدة تختص في الشان الإنساني لتنفيذ الرغبة الملكية..

يذكر أن الأمير علي بن الحسين هو قائد القوة الخاصة لحماية شقيقه الملك برتبة عقيد في الجيش الأردني، هو رئيس اتحاد كرة القدم الأردني الذي حقق انتصارات مرموقة للمنتخب الأردني في تصفيات آسيا التي اختتمت في الشهر الماضي .

والأمير علي هو الأخ غير الشقيق للعاهل الهاشمي، وهو في نهاية العشرينيات من العمر حيث هو من مواليد العام 1975 ، وهو خريج كلية ساندهيرست الملكية البريطانية، كم أنه خريج جامعات أميركية وبريطانية في الفلسفة السياسية، ومن هواياته الرياضية كرة القدم وركوب الخيل والتزلج على الماء والجليد والأكروبات الرياضية الجوية، حيث هو مظلي بارع متمرن، حيث كان أسس في التسعينيات نادي المظليين الشباب، وخلفه من بعد ذلك في الرئاسة شقيقه الأمير حمزة ولي العهد.

واحتفالا بعقد قران وزفاف الأمير علي بن الحسين بالآنسة ريم الإبراهيمي أقام الملك عبد الله الثاني أمس مأدبة غداء كبرى لشيوخ ووجهاء العشائر والمخيمات والفعاليات الشعبية والشبابية والرياضية وأعضاء السلك الدبلوماسي وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين في المملكة.

وحيا الملك في كلمة له خلال حفل الغداء الذي حضره الأمراء والشيخ محمد بن راشد ال مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع في دولة الإمارات العربية المتحدة والدبلوماسي العربي الأخضر الإبراهيمى والد العروس الملكية الصحافية ريم، أبناء الأسرة الاردنية الواحدة قائلا "نحن في غاية السعادة أن نكون معكم في هذا اليوم المبارك، وان نلتقى بهذه الوجوه الطيبة التي توافدت من كل مكان من مملكتنا العزيزة للمشاركة في فرحتنا بزفاف سمو الأمير علي بن الحسين". معربا عن بالغ تقديره لحرص الأردنيين على المشاركة في حفل زفاف سموه"، كما عبر عن أطيب تحياته لأبناء شعبه الوفي في كل مكان من ربوع الوطن الغالي".

يذكر أن ولي عهد دبي الشيخ محمد بن راشد المكتوم كان اقترن قبل شهور بشقيقة الأمير علي، الأميرة هيا بنت الحسين، حيث جمعتهما الصدفة في هواية الفروسية رغم فارق السن الكبير، ورغم أن الشيخ المكتومي متزوج من ابنة عم له منذ ربع قرن، وله منها أبناء وبنات. وبالتالي، فإن المصاهرة الأردنية الجديدة تمتد ما بين الجزائر دبلوماسيا وإمارة دبي، حيث الدبلوماسية غربا، والفروسية شرقا.

وفي الأخير، فإن الأمير علي الذي اختاره والده الراحل في منتصف الثمانينيات في رسالة موثقة وجهها إلى ولي العهد السابق ولي عهد ثانيا، يعتبر راهنا من أخلص المخلصين لشقيقه الملك، وهو يرافقه كظله مخلصا له، وهو الوحيد الذي عبر في تصريح لصحيفة أميركية قبل عامين بالقول "نحن أبناء الحسين الخمسة كقبضة أصابع اليد الواحدة هكذا انفتاحا للناس، وتشددا في الحق والعدالة".