الفلوجة، بغداد، روما: وشنت اليوم طائرات أميركية هجمات جوية على بلدة الفلوجة، بينما وصف وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الضربات الجوية الأميركية لأهداف مسلحين أجانب في مدينة الفلوجة بأنها فعالة جدًا. وأعلن الجيش الأميركي ان جنديًا أميركيًا قتل ليل امس في هجوم على قافلة أميركية في شمال بغداد، في أعقاب اعلان مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية ان حصيلة القتلى من الجنود الاميركيين في العراق تجاوزت عتبة الالف رجل. على صعيد آخر، انضم رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني إلى زعماء المعارضة في الحث على اتخاذ موقف موحد في أعقاب خطف امرأتين من موظفي الاغاثة في بغداد.

قصف جوي للفوجة
وقال شهود عيان ان طائرات حربية أميركية شنت اليوم هجمات جوية على بلدة الفلوجة العراقية أوقعت 6قتلى و23 جريحا ختى الآن وفق مصادر طبية في مستشفى المدينة. وترددت أصداء انفجارات مدوية جنوب شرقي الفلوجة حيث قال الجيش الأميركي انه قتل ما يصل الى مئة مقاتل في اشتباكات عنيفة يوم الثلاثاء. وقال متحدث عسكري أميركي انه لم ترد اليه معلومات عن الهجمات الجوية.

زيباري يعتبر الضربات الجوية فعالة
من حانبه، شدد زيباري على صعوبة تفادي سقوط ضحايا مدنيين في مناطق مأهولة. وقال إن الغارات تتم بناء على معلومات يتطوع بتقديمها سكان الفلوجة مؤكدا وجود شقاق بين السكان المحليين والمسلحين الأجانب المتحصنين في المدينة. لكن زيباري أشار إلى أن الحكومة العراقية ليست لديها خطط لشن هجوم كبير على مدينة الفلوجة الواقعة غرب العاصمة بغداد. وفي سياق متصل، أعرب زيباري عن اعتقاده بأن الاتفاق الذي أنهى القتال في مدينة النجف الشيعية الشهر الماضي سوف يصمد. ودعا سكان مدينة الصدر في بغداد إلى التعاون مع السلطات من أجل تسهيل إعادة إعمار مدينتهم. وكان زيباري يتحدث أثناء زيارته للأردن ضمن جولة تشمل أيضا اليمن والسودان ومصر.

إيطاليا غاضبة بسبب خطف موظفتي إغاثة
من جانبه، حث بيرلسكوني على اتخاذ موقف موحد في أعقاب خطف موظفتي اغاثة في بغداد. وكان شهود عيان قالوا ان مسلحين خطفوا امرأتين ايطاليتين تعملان لحساب منظمة انسانية واثنين من العراقيين في وسط بغداد يوم الثلاثاء. وأضافوا ان رجالا مسلحين ببنادق من طراز (ايه.كي. - 47) اقتحموا مبنى يضم منظمات انسانية وخطفوا الايطاليتين ورجلا وامرأة عراقيين. وقال متحدث باسم المنظمة التي تطلق على نفسها اسم "جسر إلى بغداد" إن اسمي الموظفتين سيمونا باري وسيمونا توريتيا.

ولدى سماعه نبأ الخطف عاد بيرلسكوني مبكرا إلى روما لحضور اجتماع طارىء مع وزرائه للدفاع والداخلية والخارجية. وقال في بيان "إن الحكومة وإيمانا منها بأن الارهاب يجب مواجهته بموقف موحد للبلاد اقترحت عقد اجتماع غدا مع ممثلي المعارضة." وأضاف البيان أن وزير الخارجية فرانكو فراتيني أجرى اتصالات مع ممثلي طائفتي السنة والشيعة في بغداد الذين أدانوا بشدة الخطف وطالبوا بالافراج الفوري عن المرأتين.

دعوة بيرلسكوني إلى الوحدة ردد صداها خصومه الذين ينتقدون رئيس الوزراء لنشره 2700 جندي في العراق على الرغم من أن استطلاعات الرأي العام تظهر أن معظم الايطاليين يفضلون اعادة هؤلاء الجنود إلى الوطن. ولايطاليا ثالث أكبر مفرزة من القوات في العراق بعد الولايات المتحدة وبريطانيا. وقال بيير فاسينو زعيم حزب المعارضة الرئيسي ديمقراطيي الوسط "يجب فعل كل شيء وبذل كل مبادرة لانقاذ هاتين المرأتين."

خطف المسلحون في العراق ما يزيد على مئة من الاجانب والعراقيين منذ نيسان(أبريل) في حملة ترمي إلى طرد الشركات والقوات الاجنبية من البلاد. ووقعت معظم حالات الخطف خارج بغداد ومن المؤكد أن يثير حادث الخطف الاخير بواعث قلق أمنية.

وزارة الداخلية العراقية تعتبر عملية خطف الرهينتين الايطاليتين "تصعيدا خطيرا"
في سياق متصل اعتبرت وزارة الداخلية العراقية اليوم ان عملية اختطاف الايطاليتين اللتين تعملان لحساب منظمة غير حكومية في العراق "تصعيد خطير" توليه الوزارة اهمية كبرى.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية صباح كاظم ان "عملية خطف الرهينتين الايطاليتين تصعيد خطير لمسلسل خطف الرهائن الاجانب في العراق". واكد ان "المسؤولين في الوزارة يولون هذه المسألة اهمية كبرى وعقدوا سلسلة اجتماعات بهدف البحث عن سبل جديدة للحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي تقوم بها عصابات".

واوضح ان "حصولها في بغداد يعني ان عمليات الاختطاف يمكن ان تحدث في اي مكان في العراق"، مؤكدا ان هذه العمليات "ستؤثر على العراق في كل النواحي ليس الامنية فقط وانما والسياسية والاقتصادية".

سي إن إن: عدد الجنود الاميركيين القتلى في العراق بلغ الالف
واشنطن: افاد احصاء لشبكة التلفزة الاميركية سي.ان.ان، ان عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في العراق منذ بدء الحرب بلغ اليوم الثلاثاء عتبة الالف.
وكانت الحصيلة الرسمية لوزارة الدفاع الاميركية حتى الساعة 00،15 ت غ اليوم الثلاثاء ما تزال 990 قتيلا منذ بدء اجتياح العراق في اذار/مارس 2003، لكن هذه الارقام تعكس تأخيرا بالمقارنة مع البيانات التي يصدرها الجيش الاميركي ميدانيا. وقد قتل ثلاثة جنود اميركيين اليوم الثلاثاء في بغداد، كما ذكر الجيش الاميركي. واعرب كل من وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد ورئيس هيئة اركان الجيوش ريتشارد مايرز عن اسفهما اليوم لارتفاع عدد القتلى مؤخرا في صفوف الجيش الاميركي في العراق والذي اقترب من عتبة الف قتيل. وقال رامسفلد "يبدو ان الجيش الاميركي سوف يعلن قريبا عن خسارة الف ضحية قتلوا بايدي الارهابيين والمتطرفين". واضاف مايرز من جهته "لقد ارتفع مؤخرا عدد الضحايا في صفوف الجيش الاميركي والقوات العراقية والمجموعات المسلحة". وقال "ان اساليب العدو لزعزعة الاستقرار في العراق باتت اكثر تطورا (..) لقد لاحظنا زيادة عدد العمليات الانتحارية".