نبيل شـرف الدين من القاهرة: في ما فسره مراقبون بأنه تراجع بشأن الدور المصري عقب انسحاب اسرائيل من قطاع غزة، أعلنت القاهرة على لسان المتحدث الرئاسي المصري ماجد عبد الفتاح، الذي استنكر ما اسماه "نغمة إسرائيلية متزايدة"، تقول ان مصر في سبيلها أن "تخلع يديها من القضية الفلسطينية، مؤكدا أن هذا لم يحدث، غير أنه استدرك قائلا "غير أن مصر ايضا لا تستطيع أن تتدخل في القضية الفلسطينية بالثقل والتعمق المطلوب في ظل استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على الفلسطينيين واخرها مجزرة غزة"، على حد تعبير عبدالفتاح.
وأثار إعلان مصر استعدادها للقيام بدور امني في غزة انتقادات كثيرة من جانب المراقبين في القاهرة، كان أبرزها ان الانسحاب سوف يخلق فراغاً سياسياً وفوضى أمنية في غزة قد تؤدي إلى نشوب صراع بين الفصائل الفلسطينية، وهو ما بدت بوادره واضحة خلال الفترة الماضية، ويقول دبلوماسي رفيع تحدثت معه (إيلاف) إن مضمون الخطة المصرية لضمان السيطرة علي الوضع الأمني من جهة حدودنا الشرقية أمر مبرر ومفهوم، لكن تطبيقها مرهون بخطوات محددة من الجانب الاسرائيلي والفلسطيني، ولم تتوافر هذه الشروط وبالتالي أجهضت الفكرة من الجانبين.
وعودة إلى المتحدث الرئاسي الذي مضى قائلاً إن الغارة وتبرير اسرائيل لها بأنها لمقاومة الارهاب تعوق جهود مصر "التي لا يمكن زيادتها في ظل انتهاكات اسرائيل لجميع القواعد ورفضها تقديم اي ضمانات".
وبعد ساعات من زيارة أحمد ابو الغيط، وزير الخارجية المصري، وعمر سليمان مدير المخابرات العامة إلى مقر رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات في رام الله بالضفة الغربية، قصفت الدبابات والطائرات الاسرائيلية معسكر تدريب لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في غزة يوم الثلاثاء الماضي مما اسفر عن مقتل 15 فلسطينياً، كما سربت أنباء تحدثت عن أن المحادثات التي أجراها المسؤولان المصريان مع الفلسطينيين لم تحسم العديد من النقاط الخلافية بين ياسر عرفات ورئيس وزرائه أحمد قريع، خاصة ما يتعلق بالمسائل الأمنية.
واستهدفت الغارة الإسرائيلية ناشطين معظمهم اعضاء في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، بينما كانوا يقومون بتدريبات عسكرية في ملعب لكرة القدم شرق مدينة غزة في موقع غير بعيد عن الخط الفاصل بين الاراضي الفلسطينية واسرائيل.
ووفقاً لخطة مصرية اعلنت في وقت سابق من هذا العام، كانت مصر تعتزم إرسال مئات من خبراء الامن الى غزة لمساعدة السلطة الفلسطينية في استعادة سيطرتها، لكن مصر طلبت ضمانات من اسرائيل بأمن خبرائها وضباطها، وأن اسرائيل لن تعاود مهاجمة قطاع غزة فور وصولهم لاداء مهامهم هناك، فضلاً عن معارضة داخلية واسعة لفكرة إرسال أي خبراء أو رجال أمن إلى غزة، مع الاكتفاء بتدريب عناصر الأمن الفلسطينين في مصر.
- آخر تحديث :
التعليقات