نصر المجالي من لندن: تحدث تقرير صحافي في لندن اليوم، عن جريمة قتل عنصرية راح ضحيتها رجل كردي في مدينة سوازي في مقاطعة ويلز في المملكة المتحدة، وتعتقد الشرطة البريطانية أن الجريمة تمت لأسباب عنصرية.

ونشرت صحيفة (الغارديان) اليوم تفاصيل الجريمة التي راح ضحيتها كالان كاوا كريم، وهو لاجئ كردي كان من معارضي صدام حسين، الأمر الذي دعاه إلى الفرار قبل أكثر من عامين إلى المملكة المتحدة التي منحته حق اللجوء.وكان كريم (29 عاما) الذي كان يحمل في كردستان العراق اسمًا حركيًا هو "هوشيار" وهو يعني "المتيقظ دائمًا" كونه كان مطاردًا لسلطات الأمن في النظام العراقي السابق، الذي خاض معارك عديدة ضده، حتى اعتقاله بعد جرحه في ساقه بسبب طلق ناري، وسجن لمدة عامين، ولم تقدم له سلطات صدام العلاج اللازم وكانت النتيجة أن تم بتر ساقه وتركيب ساق اصطناعية له.

وفي روايتها للحادث نقلًا عن مصادر الشرطة وأقرباء للكردي القتيل قالت (الغارديان) إن الحادث وقع فجر الإثنين الماضي في شارع خلفي في مدينة سوانزي الشمالية في ويلز، حيث ذهب كريم لشراء بعض شطائر البيتزا مع زميل له.

وأضافت أن الرجلين مرا في طريقهما على إحدى الحانات التي تغص بالرواد حيث تناولا الجعة، ويقول زميل كريم أن وجودهما أثار ريبة بعض الرواد، وحين غادرا الحانة "فوجئت على حين غرة بسقوط كريم أرضًا وكان رأسه ووجهه ملطخين بالدماء من جراء ضربة وجهت إليه في مؤخرة الرأس، حيث فارق الحياة على الفور".
وبعد الحادث مباشرة هرعت الشرطة للتحقيق في الأمر ومطاردة الفاعلين، لكنها لم تتمكن من العثور عليهم، وقالت الصحيفة البريطانية إن الشرطة تعتقد أن الجريمة نفذت لدواع عنصرية.

يذكر أن كريم ومعه 60 كرديًا عراقيًا آخرين كانوا قد نقلوا من مركز للجوء في مدينة ميدلزبورة في وسط إنجلترا العام الماضي، لإسكانهم على نفقة الدولة في مدينة سوانزي، الأمر الذي أثار ردة فعل غاضبة من جانب سكان المدينة وخصوصا الحي الذي تم إسكانهم فيه.

وغالبا ما يواجه طالبي اللجوء رفضا من سكان المدن التي يتم نقلهم إليها، ووقعت جرائم عديدة في السابق أودت بحياة الكثيرين سواء كانوا من العراقيين أو من الجنسيات الأخرى. يذكر أن شقيقا لكريم اسمه نزار كان التحق به قبل ستة أشهر، ومنح حق اللجوء أيضا وهما يسكنان سوية مع عدد من الأكراد العراقيين في شقة متواضعة.
وتستعد الجالية الكردية العراقية في ويلز إلى إرسال جثمان كريم إلى مسقط رأسه في مدينة دهوك الكردية في شمال العراق، حيث هو كان متزوجا ولم يصحب زوجته معه حين فر من العراق.

وأعرب أفراد الجالية عن هلعهم جراء الجريمة "التي وقعت في بلد يحترم حقوق الإنسان، ويقدس الحريات"، وقالوا " هربنا من بطش صدام لنواجه القتل من الخلف، ويبدو أن الحال في عهد صدام كان أفضل، على الأقل كنا نعرف من هو عدونا وهو يجابهنا من الأمام"، كما أعربوا عن قلقهم من استمرار تصاعد الأفعال العنصرية ضدهم، وقالوا "لم نعد آمنين على أنفسنا في مجتمع تتصاعد فيه الكراهية في هذا الشكل".