نبيل شرف الدين من القاهرة: جدد اليوم الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الازهر إدانته لعمليات خطف المدنيين والصحافيين بالعراق وما حدث من احتجاز لاطفال المدارس في روسيا، مؤكدا أن هذا أمر يرفضه الاسلام ويأباه الضمير الانساني، وأنه يعد جريمة كبرى ضد كل المعاني والقيم الدينية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الازهر كان أول مؤسسة دينية في العالم الاسلامي أدانت احداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)، ووصفتها بأنها عمل آثيم.

وأوضح شيخ الازهر أن الجهاد لم يشرع في الاسلام إلا للدفاع عن أمرين أولهما الدفاع عن النفس الانسانية وثانيهما لنصرة المظلوم، لافتاً إلى أن الفرق بين الجهاد والارهاب كالفرق بين السماء والارض وأضاف أن من يحاول الخلط بين الجهاد والارهاب يكون جاهلاً.وأكد شيخ الازهر أن السلام يعد أحد أهم مقاصد الشريعة الاسلامية، مشيرا إلى أن الاسلام هو دين الامان وأنه يرفض العدوان على الآمنين ويعتبر أن كل من دخل دولة إسلامية هو آمن وتكون الدولة مسئولة عن سلامته .واعتبر شيخ الأزهر أن الحوار بين أتباع الديانات السماوية هو خير طريق للتواصل كما أنه يمثل قمة الانسانية وطريق التفاهم الحقيقي ويؤدي الي معرفة كل جانب بالاخر، مشيرا إلى أن الحوار يعتبر خير وسيلة للبعد عن الحروب والمنازعات وغيرها من الامور التي تولد العنف والفساد للمجتمع الانساني.

وقال طنطاوي إننا نؤمن بأن الحروب في زماننا هذا لا توصل الي نتائج بل تؤدي الى تدمير بلاد بأكملها موضحا أن الاديان السماوية التي أنزلها الله على الانسان هي لسعادة البشر وليست لشقائهم.

جاء ذلك خلال لقاء شيخ الازهر اليوم مع الدكتور روان ويليامز رئيس أساقفة كانتربري الذي يزور القاهرة حاليا، تلبية لدعوة من شيخ الأزهر وذلك بمناسبة اجتماعات الحوار السنوي بين الازهر الشريف والكنيسة الاسقفية في العالم.

ومن جانبه أكد الدكتور روان ويليامز أن الاعوام القليلة الماضية شهدت تفهما كبيرا بين العالم الاسلامي والغرب وتولدت نتيجة لذلك ثقة، مشيرا إلى أنه لايمكن أن يكون هناك سلام إلا بتوفر الثقة بين الجانبين، مشيراً إلى أنه في الاعوام السابقة بدأ الكثيرون من الاوروبيين يتفهمون الاسلام بصورة أفضل وبدأنا نفهم جيدا الفرق بين دارالسلام ودار الحرب.

وعقب اللقاء ألقى رئيس أساقفة كانتربري محاضرة أكد فيها على ضرورة تأسيس منبر أو منتدى في بريطانيا تعبر فيها المجتمعات المسلمة عن مخاوفها وأسباب قلقها وتناقشها بحرية وكذلك مناقشة كيفية تصرف هذه المجتمعات إذا ما وقع أي منها تحت التهديد أو الهجوم الصريح، معرباً عن أمله في أن تتوحد جهود العالمين الاسلامي والمسيحي رغم اختلافاتهما بهدف إظهار معايير مختلفة من السلوك التي لا تتفق والحروب الصليبية والارهاب والاضطهاد.

تجدر الإشارة إلى أن اتفاقية الحوار بين الازهر والكنيسة الاسقفية وقعت في كانون الاول (يناير) في العام 2002 في لندن، ويمثل الجانب الاسلامي في رئاسة لجنة الحوار الشيخ فوزي الزفزاف وكيل الازهر ويمثل الجانب المسيحي المطران الدكتور منير حنا انيس.