توتر مستور في زوايا عرش آل وندسور
ماذا بين ملكة بريطانيا وولي عهدها تشارلز؟

نصر المجالي من لندن: كشف كتاب جديد نشر في العاصمة البريطانية اليوم عن توتر دائم في العلاقات بين ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث الثانية ونجلها الأكبر ولي العهد الأمير تشارلز "، وقالت مارغريت رودس وهي تنتمي إلى العائلة الملكية البريطانية وهي ابنة شقيقة الملكة الأم التي توفيت قبل عامين، إن الملكة إليزابيث تعتبر ابنها "صعب المراس، ومتهورا، وهو بقي معاندا لحقيقة طفولته غير السعيدة".

وقالت رودس التي تعيش في شقة استأجرتها من الملكة في جناح في قصر وندسور في غربي لندن في كتاب ألفه جايلز براندريث تحت عنوان "فيليب وإليزابيث..صورة لزواج" الذي بدأت صحيفة (صنداي تلغراف) اليمنية البريطانية واسعة الانتشار بنشره على حلقات أسبوعية "هذا الحقائق يجب أن تتكشف ولا مجال لرفضها، أو إخفائها، فالأشياء ذهبت بعيدا بالأمير تشارلز".

وأضافت رودس التي كانت تعمل وصيفة للملكة الأم الراحلة في حديثها للمؤلف "المعروف عن تشارلز منذ زمن بعيد أنه مزاجي ومتهور، وتعتبره أمه الملكة على الدوام صعب المراس، وهذا كان يشكل صعوبات للعائلة الملكية، التي تنقسم على نفسها". وأعطت العائلة الملكية البريطانية الضوء الأخضر لنشر الكتاب أمام الجمهور، كما كانت منحته مجالا لإجراء مقابلات مع عديد من أفراد العائلة الملكية وحاشيتها.

يشار في هذا المجال إلى أن الأوساط البريطانية، ظلت تتكلم طيلة العقد الماضي عن ضرورة التغيير في سلسلة العرش، حيث اقترح تعيين الأمير وليام النجل الأكبر للأمير تشارلز وليا للعهد، ليخلف جدته الملكة ( 76 عاما) بدلا من والده (55 عاما) إن أصابها أي مكروه مفاجئ.

وجاءت هذه الاقتراحات بعد طلاق الأمير تشارلز في العام 1995 ، من الأميرة الراحلة ديانا التي قتلت في حادث سيارة بباريس العام 1997 وهي أم نجليه الأميرين وليام وهاري، وكذلك من بعد اعترافه علنا بعلاقة غرامية مع كاميلا باركر بويلز التي تم طلاقها هي الأخرى من زوجها السابق في الحرس الملكي، وترفض الأعراف البريطانية تولي الملك من جانب رجل يقترن بامرأة مطلقة.

وكان الملك الراحل إدوارد السابع تخلى عن عرش آل وندسور، في ثلاثينيات القرن الفائت لصالح شقيقه الأمير جورج السادس والد الملكة الحالية لاقترانه مع سيدة أميركية كانت مطلقة هي ويليس سيمبسون، حيث هجر الزوجان العاشقان بريطانيا ليمضيا نهاية حياتهما في فرنسا.

وقالت السيدة رودس "في الوقت الذي تبدو فيه الملكة مقتصدة في نفقاتها إلى درجة البخل، فإن الأمير تشارلز على عكسها تماما في نفقاته الباهظة التي يصرفها على رفاهيته وحفلاته الكثيرة، كما أن لديه حاشية من العاملين والموظفين تقدر بمائة شخص، وتحتج الملكة باستمرار على اصطحابه لعدد كبير من الخدم والمعدات حينما يذهب في أية زيارة خارجية".

وفي الختام، يقول مؤلف الكتاب أن الملكة وزوجها الأمير فيليب دوق أدنبره الذي هو صديق للمؤلف، منزعجان تماما من انتقادات كان وجهها ابنهما ولي العهد قبل عشر سنوات انتقد فيهما كفاءتهما كوالدين له. وكان الأمير تشارلز صرح في كتاب ألفه عنه الصحافي البريطاني جوناثان ديمبلبي بأنه "يحس أنه عانى طفولة صعبة، حيث عاش مع أب حازم، وأم غير مهتمة به"، يذكر أن الأمير تشارلز كان الولد المدلل لجدته الملكة الراحلة الأم وهو يبدو خسر بوفاتها أحد أهم الأشخاص في حياته.