أحمد عبدالعزيز من موسكو: أعرب قطاع واسع من المراقبين أنه من العبث انتظار أي رد فعل من جانب الرئيس الأوكراني ليونيد كوتشما على التصريحات التي أدلى بها يانوكوفيتش لاعتبارات كثيرة، من بينها ضمان سلامة كوتشما نفسه في حالة إذا ما سارت الأمور على خط مستقيم ووصل فيكتور يوشينكو إلى السلطة. وذلك في الوقت الذي رحب فيه أمين منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وزير خارجية بلغاريا سلمون باسي بنتائج الانتخابات الرئاسية الأوكرانية التي فاز فيها مرشح المعارضة الموالي للغرب فيكتور يوشينكو، وقدم تهانيه للشعب الأوكراني.

وكان رئيس الوزراء الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش قد أعلن تمسكه بنجاحه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن نتائج الجولة الثالثة التي فاز فيها منافسه فيكتور يوشينكو باطلة. وفي مؤتمر صحفي بثته العديد من المحطات التلفزيونية المحلية والعالمية قال رئيس الوزراء الأوكراني الخاسر في الانتخابات الرئاسية فيكتور يانوكوفيتش أنه لا يستطيع البقاء في السلطة في ظل الظروف السياسية الراهنة. وفي ما صرح بأنه سيقدم استقالته إلى الرئيس ليونيد كوتشما، مشددا على نيته البقاء في الساحة السياسية، أفاد بأنه سيشارك بنشاط كبير في العمليات السياسية الجارية بأوكرانيا، ولكنه لن يوافق على أي منصب في الحكومة الجديدة.

من جهة أخرى رفضت اللجنة المركزية للانتخابات البت في طلب يانوكوفيتش اعتبار نتائج الجولة الثالثة من الانتخابات الرئاسية باطلة في جميع الدوائر التي بلغ عددها 225 دائرة. وقالت نائبة رئيس اللجنة المركزية للانتخابات مارينا ستافنيتشوك بأن الطلب رفض بسب عدم وجود حوادث محددة وصريحة تخالف القانون الأوكراني، وفشل أنصار يانوكوفيتش في تقديم أدلة قاطعة على وقوع مخالفات.

وفي توقع يمكن أن يغير الاتجاه العام لتقديرات الخبراء والمراقبين حول انقشام أوكرانيا، رأت دوائر سياسية روسية أن الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته ليونيد كوتشما سوف ينحاز كليا إلى جانب يوشينكو تفاديا لسيناريو تقديمه للمحاكمة بسبب اتهامات سابقة فجرتها يوليا تيموشينكو حليفة يوشينكو. إضافة إلى ذلك استبعد المراقبون أن تؤثر علاقات "البيزنس" بين كوتشما ويانوكوفيتش على موقف الأول، نظرا لأنه في حالة استقالة الثاني سيكون قد فقد نفوذه في اتخاذ أي رد فعل على مواقف حليفه السابق.