عبدالله المغلوث من فلوريدا: قال بيل ريتر المدعي العام في مدينة دينفر الأميركية: " قرار العفو الذي أعلنه السعودي إبراهيم الكوهجي عن قتلة ابنه: مشعل السويدي، وطارق الدوسري، ونايف اليوسف، لن يؤثر على القرار الذي أصدرته محكمة كولورادو بمعاقبة نايف اليوسف بالسجن مدى الحياة".

بيل ريتر
ضاف ريتر: "نحترم نظام القضاء السعودي، لكن الجريمة ارتكبت على أراضينا وسيعاقب اليوسف في دينفر، بينما الدوسري والسويدي هربا إلى السعودية قبل ان نقبض عليهما ونتعامل معهما كما تنص الأنظمة القضائية في الولاية التي ارتكبوا الجريمة على أرضها".

وقال جيري لوزو محامي نايف اليوسف :"العفو المفاجئ قد يساهم ببعض الفائدة، لكنه لايضخ الكثير من الأمل، نظام القضاء السعودي يسمح بتدخل ديني وعائلي لكن نظامنا مختلف".

يذكر انه في العاشر من يناير(كانون الثاني) 2001، استدرج السويدي، والدوسري، واليوسف الضحية عبدالعزيز الكوهجي (22عاما) إلى منزلهم، وهناك قيدوه بالإكراه في كرسي وحصلوا على الأرقام السرية لبطاقاته البنكية قبل أن يقتلوه ويرمونه في احدى النفايات، و استطاعت السلطات الأمنية بدينفر الوصول للجثة في منطقة "إري" بعد أسابيع من البحث.

وقبض على اليوسف في اميركا وقبضت سلطات الأمن السعودية على مشعل السويدي عند النويصيب بين الكويت والسعودية، بعد أن فر من أميركا باتجاه الكويت وسعى للدخول إلى السعودية براً،

الضحية عبد العزيز الكوهيجي
في حين تم القاء القبض على طارق الدوسري عند وصوله الى مطار الملك فهد الدولي في الدمام.

يقول المحامي جهاد المحيسن الذي يملك مكتبا للمحاماة بمدينة دينفرالأميركية لـ (إيلاف) عن مدى إمكانية ترحيل اليوسف إلى السعودية:"لم توقع اميركا اتفاقية تبادل المجرمين مع أميركا، لأن الأخيرة تخضع للنظام الفيدرالي الذي يمنح كل ولاية حقها في تطبيق لوائحها والنصوص الواردة في دساتيرها دون تدخل، تطبيق الاتفاقية سيحرج الولايات المتحدة مع شركائها".

قال القانوني وديع المحيسن الذي يعمل في مكتب شقيقه: "قرار ترحيل اليوسف لايستطيع أن يبت به حتى الرئيس الأميركي، حاكم الولاية بيل أنز هو الوحيد الذي يملك النفوذ في هذه القضية الشائكة".

السوري منار الزعيم الذي وقعت في منزله الجريمة التي هزت كولورادو واميركا آنذاك، يعود 4 سنوات إلى الوراء ويتذكر على مسامع "إيلاف": "تخلصت من المنزل الذي أملكه و استأجره مني الثلاثة مبكرا، اذكر جيدا عندما زارني طارق الدوسري، والخوف يقفز من وجهه، والأرق يسكن ملامحه، وجهه يقطر تعبا وقلقا، ملابسه مبعثرة على جسده على غير عادته، أبلغني أنه سيسافر إلى السعودية الليلة متذرعا بمرض والده الشديد، مؤكدا أن نايف سيزورني في الغد ومعه إيجار الشهر".

الوجبة الأخيرة
وتابع منار الذي يملك مقهى عربيا في دينفر حاليا: "لم أر نايف ورفيقيه منذ ذلك اليوم، ولكن قرأت في الصحف بعدها بأسابيع تفاصيل ماحدث وربطتها بزيارة الدوسري المرتعشة لي".
أما وسام الخشن الذي يعمل طباخا في مطعم "هاوس أوف كباب " بدينفر فروى لـ "إيلاف" قصة " الوجبة الأخيرة"، يقول: "اتصل بي ليلة الحادثة السويدي قائلا: سيجيء اليوم حبيبنا عبدالعزيز من السعودية، نريد منك ان تصنع لنا اطباقا خاصة و منوعة من المشويات".

نايف اليوسف
كمل: "جاء السويدي للمطعم واستلم الطلب، ناولني بطاقة الكوهجي البنكية، قبلتها بدون تردد كوني أعلم بصداقتهما وكرم عبدالعزيز، مازلت اتذكر عبدالعزيز ومعطفه الأسود الذي يغطي جسده وقلبه الأبيض".

يذكر أن الجريمة تمت ليلة وصول الكوهجي من اجازة عيد الميلاد والتي قضاها بين اسرته في الظهران(شرق السعودية)، يقول صديقه السعودي ماجد الطرابلسي الذي مازال يدرس حتى اللحظة في جامعة كولورادو التقنية: "كان يتصل بأسرته يوميا، يختلف عن الجميع في طبيعة علاقته مع اسرته، يتبادلان الاهتمام بوضوح، شعرت بفقدهم وقلقهم وحزنهم، اتمنى ان يرحم الله الفقيد ويسكنه فسيح جناته".

سجن مؤبد لليوسف
واصدرت محكمة دينفر في الخامس من يناير(كانون الثاني)2004 قرارا بإدانه نايف اليوسف (24عاما) وصنف القضاء الأميركي الجريمة من الدرجة الأولى ومن ابشع مايكون.

جهاد المحيسن
عد أن اعترف اليوسف بمشاركته فيها مع الدوسري والسويدي. وبدت على اليوسف في قاعة المحكمة علامات الصدمة البالغة من الادانة، وراح يهز رأسه غير مصدق، ويضع يديه على شفتيه وعينيه من هول المفاجآة، وقال إنه بريء من الجريمة التي وقعت في يناير (كانون الثاني) 2001 عندما استدرج هو الكوهجي الى منزله في دينفر، متحايلا عليه مع زميليه، اللذين قام أحدهما باستقباله في المطار حين وصل من عطلة أمضاها عند عائلته بالظهران، ثم استدرجوه الى شقة اليوسف، وهناك أقعدوه وربطوه وبدأوا بخنقه بهدف سلبه ما لديه من مال وبطاقة سحب مالي، اضافة الى وثيقة ملكيته لسيارة جديدة، مسرعين بعد رمي الجثة في مكب للنفايات الى سحب 20 الف دولار من حسابه الخاص.

وكان اليوسف قد نفى خلال التحقيق علمه المسبق بخطة قتل الكوهجي، التي أثبت الادعاء العام أنه أعدها مع زميليه اللذين كانا يشاركانه السكن، وكلاهما لاذ بالفرار بعد التخلص من جثة الضحية. وحاول اليوسف خلال الادلاء باعترافاته ابعاد شبح الاعدام عن رقبته بالقاء التهمة على زميليه، زاعما أنه ذهب لشراء طعام من مطعم مجاور، وحين عاد وجد الكوهجي مقيدا على كرسي في قبو أسفل البيت، وزميلاه يعذبانه ويحاولان الحصول منه على معلومات عن حسابه المصرفي "فتدخلت لفك قيوده، لكن السويدي وهو زميلي الاخر في السكن، وجه بندقية الى رأسي وهددني بأنه سيقيدني الى جانبه ان لم أتوقف عن الصراخ". وذكر أن الدوسري قام بعد ساعة من استجواب ضحيته حول رقم حسابه المصرفي باحضار حبل غليظ استخدمه في شنقه "ثم هددني بأنه سيكون جزائي القتل اذا ما تفوهت بكلمة مما رأيت وسمعت، وستلحقني كذلك خطيبتي وشقيقي في السعودية" وفق افادته التي اعترف خلالها بمشاركته في حمل الجثة والتخلص منها في مكب النفايات، ثم تنكره في شخصية القتيل ليسحب من صراف -بنك ويلس فارغو- 20 الف دولار، كان الضحية يضعها باسمه لغرض تغطية مصاريفه الدراسية والمعيشية وكانت شرطة دينفر قد عثرت على جثة الكوهجي في 8 فبراير (شباط) في أعقاب اعتقال اليوسف الذي دل ضباطها على مكانها وتحديدا بجوار دكان (سفن اليفن). وورد في ملف التحقيقات أيضا أن أحد المشاركين في الجريمة أعاد سيارة الكوهجي لمتجر سيارات كان الطالب قد اشتراها منه، مدعيا أنه صاحبها بعد استخدامه لهويته.


طارق الدوسري: نقلنا الجثة إلى مكب للنفايات
وقال طارق الدوسري (25 عاما) لصحيفة "الوطن السعودية " من داخل زنزانته في الثاني من فبراير (شباط) 2003: " كنا أصدقاء وعلاقتنا جيدة إلا أننا لم نكن ندرك خطورة الانسياق وراء تعاطي

وسيم الخشن
المخدرات التي كان الحصول عليها هو هدفنا ومهما كانت الطريقة خاصة وأن المخدرات متوفرة بشكل كبير في الولايات المتحدة وهناك حرية كبيرة في تعاطيها في الجامعات والشوارع بعكس الحال في السعودية التي تحاربها بشتى السبل".

أضاف: "كنا ثلاثة أنا و مشعل السويدي ونايف اليوسف نسكن ونأكل ونشرب ونخرج معاً، وكنت أدرس بجوار الجامعة التي يدرس بها الكوهجي أما اليوسف والسويدي فكانا يدرسان في جامعة واحدة مجاورة .. وقد تعرفنا نحن الثلاثة على الكوهجي عن طريق أخ لليوسف...أما الجريمة فحدثت تحت تأثير المخدرات حيث كانت حاجتنا للمال ماسة جدا وعندما أصبح الكوهجي جثة نقلناه إلى مكب للنفايات قبل أن يتم اكتشافها".

عفو عائلة الكوهجي
منحت عائلة الكوهجي قبل 3 ايام عفوا عن كل من مشعل السويدي وطارق الدوسري الذين صدر بحقهما حكم بالاعدام من المحاكم الشرعية في الدمام ومحكمة التمييز كما شمل العفو نايف اليوسف الذي يقضي حليا حكما بالسجن مدى الحياة في سجون ولاية كولورادو.

وجاء الاعلان عن العفو بعد جلسة "شفاعة" شارك فيها كل من الأمير عبد العزيز بن سلمان، مساعد وزير البترول السعودي، وسعد بن عبد العزيز العثمان، وكيل امارة المنطقة الشرقية من السعودية، والشيخ محمد بن زيد آل سليمان، رئيس محاكم المنطقة الشرقية، بالاضافة الى والد عبد العزيز الكوهجي، وعدد من اعمامه واخواله واخوانه الاثنين، حيث اعلن بعدها الأمير عبد العزيز بن سلمان ان والد الكوهجي وعائلته تنازلوا عن حقهم الخاص لوجه الله، وسيتم، بعد موافقة الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية تشكيل لجنة يرأسها الشيخ محمد بن زيد آل سليمان لجمع تبرعات لبناء مسجد باسم عبد العزيز الكوهجي. وأعلن الأمير عبد العزيز أنه سيكون أول المتبرعين.