طلب وساطة مصر لدى ُسنّة العراق
الشعلان يبحث 4 ملفات في القاهرة


نبيل شرف الدين من القاهرة: في ختام اجتماعه اليوم الاثنين في القاهرة مع أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري، قال حازم الشعلان وزير الدفاع العراقي إنه طلب منه التوسط لدى "سُنّة العراق" للمشاركة في الانتخابات العراقية المزمعة، وأنه أطلعه على الحقائق الجارية على الساحة العراقية وتأثيراتها على الانتخابات، وأضاف قائلاً إن هناك شريحة من السنة لن تشارك في هذه الانتخابات طواعية، الأمر الذي وصفه بأنه "مؤسف ومؤلم"، موضحا أنه طلب من "الأصدقاء المصريين"، اتخاذ عدد من إجراءات من بينها التدخل لدى السنة لإقناعهم بالمشاركة في الانتخابات، وأنه إذا كانت هناك صعوبة في المشاركة فلا مانع من طرح مسألة تأجيلها لمدة أخرى، معرباً عن اعتقاده بأنه "الطريق الأسلم والأصوب حتى تشارك كافة القطاعات وأطياف المجتمع العراقي في هذه الانتخابات"، التي وصفها بأنها ستكون نقطة فاصلة في تاريخ العراق ومستقبله .

وحث الشعلان الاجتماع القادم لدول الجوار العراقي، الذي تستضيفه العاصمة الأردنية عبر الدفع في اتجاه ضبط الحدود بصرامة، قائلاً إنه إذا لم تكن هناك ضغوط على كافة الأطراف فلن يسفر المؤتمر عن شئ، كما أعرب عن أسفه من أن "الأطراف الأخرى هي التي بدأت بعنجهيتها وفسادها واستغلالها للواقع العراقي الراهن"، على حد تعبيره .

ومضى الوزير العراقي قائلاً إنه انتهز فرصة وجوده في مصر للعلاج وأجرى مباحثات مع عدد من المسئولين فيها وفى مقدمتهم نظيره المصري المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع، وأحمد أبو الغيط وزير الخارجية حيث بحث معهما مجمل الأوضاع في العراق وخاصة المسألة الأمنية، وما وصفه الوزير العراقي بالتدخل الإيراني والسوري في هذا المضمار، معترفاً بأن الوضع الأمني الراهن في العراق صعب بالفعل "لكن لدينا في نفس الوقت كافة الإمكانيات العسكرية لمحاولة تقليص ما يحدث من تدمير أو إرهاب إلى أدنى مستوى من المصاعب" حسب تعبير الشعلان .

أربعة ملفات
وحسب مصادر دبلوماسية في القاهرة فإن الشعلان ناقش مع المسؤولين المصريين عددا من الملفات، تأتي في مقدمتها مسألة عقد بروتوكول تعاون أمني لتدريب المزيد من عناصر الأمن العراقي في مصر, خاصة بعد سابقة تدريب أربع دفعات من عناصر الأمن العراقية في القاهرة، إضافة إلى الاتهامات التي تسوقها الحكومة العراقية المؤقتة لكل من سورية وإيران بدعم المقاومة العراقية والعمليات المسلحة،وكذا بحث مسألة "المؤتمر الوطني العراقي" والتفاصيل الخاصة حول مكان وموعد انعقاده والجهات التي يمكنها المشاركة فيه، فضلاً عن إنهاء ملف المعتقلين المصريين في العراق سواء من هؤلاء الذين تحتجزهم القوات العراقية أو قوات التحالف، وهو الملف الذي توقعت المصادر أن يجري حسمه مع الشعلان خلال هذه الزيارة التي وصفت بأنها خاصة للعلاج .

وجدد الشعلان اتهاماته لإيران وسورية بتورطهما في أعمال العنف في العراق، قائلاً إن لديه من المعلومات المثيرة والموثقة عن تدخل هاتين الدولتين، وأضاف أيضاً "إن المواطن العراقي سوف يشاهد قريبا شريطاً خاصاً باعترافات أحد المتهمين، وهو يدلي بهذه المعلومات حول تورط سورية وإيران، نافياً أن يكون يحمل ضغائن لأي من البلدين، لكنه "ينطلق من اعتباره وزيرا للدفاع" حسب تعبيره .

وسبق أن حذر الشعلان من نشوء ما أسماه "هلالاً صفوياً" في المنطقة يمتد من إيران مرورا بسورية وصولاً إلى لبنان، معرباً عن اعتقاده بأن ذلك من شأنه أن يعيث فسادا في العراق والمنطقة حسب تعبيره، وطالب اجتماع دول الجوار العراقي المقرر عقده في عمان يوم الخميس المقبل بالضغط على سورية وإيران للحيلولة دون دعمهما لما وصفه بجماعات إرهابية تنشط بفاعلية يوميا على الساحة العراقية.