رام الله: يظهر المرشح المستقل مصطفى البرغوثي الذي لم يتردد يوما في توجيه انتقادات شديدة اللهجة الى السلطة الفلسطينية، في موقع المنافس الرئيسي لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس في الانتخابات الرئاسية الفلسطينية المقرر اجراؤها الاحد.
مصطفى البرغوثي |
ويندد هذا الطبيب الناشط من اجل حقوق الانسان والعامل في منظمات غير حكومية، منذ سنوات عدة بالفساد وبحصر الصلاحيات داخل السلطة الفلسطينية التي ترأسها الزعيم التاريخي الفلسطيني ياسر عرفات حتى وفاته في 11 تشرين الثاني/يناير.
واختار البرغوثي شعارا لحملته الانتخابية "الكفاح من اجل الديموقراطية وضد الفساد وانعدام الامن الداخلي ومن اجل دولة قانون". وصرح لوكالة فرانس برس "نريد وضع حد للاحتلال والتوصل الى تسوية نهائية (مع اسرائيل) بعيدا عن الحلول الموقتة التي لم تجلب لشعبنا سوى مزيد من المعاناة".
ويطالب البرغوثي بعقد مؤتمر دولي للسلام ويدعو الاسرة الدولية الى تقديم دعمها لموازنة قوة اسرائيل. ولا يختلف برنامجه كثيرا حول عدد من النقاط عن برنامج عباس الذي يدعو هو ايضا الى "سلام عادل" واعادة ترتيب البيت الفلسطيني.
غير ان البرغوثي يعتبر ان محمود عباس الذي ظل لفترة طويلة "المسؤول الثاني" بعد ياسر عرفات، "يجسد النظام القديم" وهو "لم يثبت جدارته" بعد.
واعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين انها ستدعم ترشيح البرغوثي. وبعد ان قاطع هذا التنظيم العلماني الانتخابات العامة الفلسطينية الاولى عام 1996، اعلن في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر انه سيشارك في الانتخابات الرئاسية لكنه لن يقدم مرشحا اليها. والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي تعتقل اسرائيل زعيميها الرئيسييين، معارضة لاتفاقات اوسلو التي نصت على الحكم الذاتي للفلسطينيين.
وزار البرغوثي في كانون الاول/ديسمبر دمشق حيث التقى وزير الخارجية السوري فاروق الشرع وممثلين عن منظمات فلسطينية في دمشق ومنها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة.
وينشط عشرات المتطوعين معظمهم من الشبان في المقر العام لحملة البرغوثي الانتخابية في رام الله بالضفة الغربية حيث يقيم، فيجيبون على الهاتف ويعملون على نصوص منشورات.
واوضحت حمودة اميرة الطالبة البالغة من العمر 21 عاما انها تقدمت للمساعدة لان "البرغوثي معارض حقا للفساد".
ومصطفى البرغوثي الذي عاد الى الضفة الغربية بعد حملته الانتخابية في غزة، أسس المبادرة الوطنية الفلسطينية بعد خروجه من "حزب الشعب" (الحزب الشيوعي سابقا) بسبب تدهور علاقاته مع هذا الحزب.
واوقفته الشرطة الاسرائيلية لبضع ساعات الاسبوع الماضي في القدس القديمة لاتهامه بتنظيم تجمع بدون الحصول على اذن في القدس الشرقية المحتلة. وفي 2001، اعتقلت الشرطة الاسرائيلية البرغوثي في القدس الشرقية بتهمة دخولها بدون اذن وقامت باستجوابه.
ويحظى البرغوثي بتأييد 28% من الفلسطينيين بحسب استطلاع للرأي اجري اخيرا، ما يضعه في المرتبة الثانية بعد محمود عباس من حيث فرص الفوز، فيما لم يتخط تأييد المرشحين الخمسة الاخرين 2%.
التعليقات