حيان نيوف من حلب : أكد السائق السوري مصطفى سالم ( أبو أحمد ) ، من مدينة حلب السورية ، لـ "إيلاف " وجود قرابة 300 سائق سوري إضافة إلى لبنانيين وأتراك تمنعهم القوات الأميركية من دخول الأراضي السورية وذلك في منطقة اليعربية على الحدود السورية العراقية. وقال سالم إن هنالك إمكانية لهؤلاء السائقين للعودة إلى بغداد ولكن لا يمكنهم الآن دخول سورية.
وحول الطريقة التي تمكّن من خلالها العودة لبلاده ، أكد مصطفى سالم أنه وباعتبار أن العودة مسموح بها فقد " عدت إلى الخلف باتجاه بغداد وأخذت طريقا جديدة باتجاه سورية غير الطريق التي تغلقها القوات الأميركية". ووصف المشاهد التي رآها على جانبي الطريق بـ"المرعبة " من " سيارات وشاحنات منفجرة ومحترقة " إضافة إلى حصول تفجيرات كان " يتطاير منها اللحم البشري وتصل إلى فوق شاحناتهم ". وأضاف " بغض النظر عن المسافة المضاعفة التي نقطعها إذا عدنا لبغداد فإن هنالك خطورة كبيرة علينا وقد تعرضنا للسرقة من قبل جماعات مسلحة أثناء عودتنا باتجاه بغداد وقالوا لنا حرفيا روحكم ولا الفلوس فكنا نعطيهم الفلوس ونقود السيارات بسرعة إضافة إلى أن طريق العودة غير المغلقة فيها ألغام ".
وأثناء منعهم من الدخول إلى الأراضي السورية ، قال أبو أحمد إن القوات الأميركية التي تقود مركبات ( بي تي إير ) كانت " مرتاحة جدا " لأنها وضعت الشاحنات أمامها وبالتالي حمت نفسها من أية هجمات. وتابع أبو أحمد " لقد اتجهنا إلى العراقيين وطلبنا منهم المساعدة بعد أن فرغ طعامنا وعظمت معاناتنا ولكنهم أبلغونا أن الأمر ليس بأيديهم وإنما بيد الأميركان. ذهبنا إلى الاميركيين فيقول لنا الجندي أن نأتي بأمر من جنراله وغير ذلك لا يستطيع أن يقدم لنا أي شئ ".
وحول توقعاته بالفترة التي من المحتمل أن يقضيها السائقون تحت الاحتجاز ، قال أبو أحمد إن هنالك من يقول حتى الخامس من الشهر القادم وآخر من الاميركيين يقول ل 45 يوما والبعض من شرطة المرور أبلغنا أن هذه المنطقة أغلقت نهائيا و لا يمكن العودة منها أبدا ". وقال " علمت أنهم سمحوا لصهاريج المازوت والبنزين بالمرور وأما الناقلات والشاحنات بقيت مكانها ".
ووصف أبو أحمد أوضاع السائقين قائلا " إن بعض أهالي المنطقة قدموا وطلبوا منا أن نعطيهم القليل من الماء لأننا نحمل معنا في كل شاحنة كبيرة قرابة مائة لتر فكنا في منطقة تعاني من أزمة مياه ويوجد في المنطقة خبز حصلنا عليه وهذا يمكن أن يستمر لأيام وليس لفترة طويلة ".
وناشد السائق السوري جميع الإعلاميين ونشطاء حقوق الإنسان التدخل عالميا للعمل على السماح لزملائه بالعودة ، وقال " أخشى أن يأتي العيد وهم في وضعهم الصعب ". وأكد أبو أحمد أن اثنين من زملائه قد قتلوا أثناء محاولتهم عبور " التنف " ولكنه " غير متأكد إذا كان ذلك على يد القوات الأميركية أو جماعات السطو".
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان بسورية طالبت السلطات السورية والعراقية بالتدخل العاجل لإطلاق سراح ثلاثمائة سائق سوري احتجزتهم القوات الأميركية في طريق عودتهم إلى سورية ومنعتهم من الدخول إلى الأراضي السورية.
وأوضحت مصادر المنظمة العربية لحقوق الإنسان ، في تصريح لـ " إيلاف " ، أن "هناك قرابة 300 سائق سوري كانوا موجودين في العراق يقومون بنقل البضائع من سورية إلى العراق وأثناء عودتهم ومحاولتهم الدخول إلى الأراضي السورية منعتهم القوات الأميركية من الدخول وقد ازداد العدد حتى وصل إلى 300 سائق يقودون 300 آلية سورية".
وقالت المصادر " نتيجة لوجود انفجارات في منطقة الحدود السورية - العراقية وداخل العراق فقد عمدت القوات الأميركية لوضع دبابات في مقدمة ومؤخرة الرتل وطوقت الرتل لتمنعه من الدخول إلى الأراضي السورية".
وتتوقع مصادر عديدة أن تكون القوات الأميركية أقدمت على احتجاز ثلاثمائة سائق سوري في إطار " شكوك عراقية - أميركية مشتركة في السائقين السوريين الذين يدخلون العراق بأنهم يشاركون في العمليات " . وتناقلت شائعات منذ أيام في الشارع السوري مفادها أن " جثة سائق سوري دخل العراق كسائق وقتل هنالك وتبين فيما بعد أنه يشارك في عمليات وأعيدت جثته من أربعة أيام ".