عبدالله زقوت من غزة : أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، اليوم ، قراراً بإعادة انتشار قوات الأمن الفلسطيني على كامل حدود قطاع غزة ، حيث سيتم تنفيذ الجزء الأول من عملية الانتشار اليوم الذي بدأ في المنطقة الشمالية إلى جنوب مدينة غزة ، بينما ستنفذ القوات في غضون الساعات الـ 48 القادمة ، المرحلة الثانية من إعادة انتشارها التي ستمتد من جنوب غزة إلى كافة المناطق الحدودية.

وطلب عباس من كافة الأجهزة الأمنية تكثيف تواجدها في مختلف المدن و القرى و المخيمات الفلسطينية ، للحفاظ على النظام العام و توفير الأمن و الحماية لهم و لممتلكاتهم .

وقال الرئيس الفلسطيني إن قوات الأمن الفلسطيني بدأت اليوم انتشارها في مناطق مختلفة من قطاع غزة من أجل حماية الحدود الفلسطينية من أي عدوان و هذه هي مهماتها الأساسية.

وأضاف عباس في تصريحات صحافية عقب آدائه صلاة الجمعة في غزة أن قواته لم تستطع في فترات ماضية القيام بواجباتها ، والآن أمكن تسهيل لها كل الأمور من أجل أن تقف على الحدود لتقوم بواجباتها كقوات أمن وطني .

ومنذ ساعات صباح الجمعة ، انتشرت قوات كبيرة من الأمن الفلسطيني في أنحاء متفرقة من مناطق شمال قطاع غزة في إطار خطة الرئيس الفلسطيني عباس لوقف إطلاق صواريخ القسام على البلدات الإسرائيلية و البدء في مفاوضات جادة مع الإسرائيليين .

وتأتي عملية إعادة الانتشار في غزة بعد يومين من الهدوء في قطاع غزة ، لم تسجل فيهما أي أحداث عنف تذكر أو إطلاق صواريخ على المستوطنات الإسرائيلية ما يدلل على استئناف التعاون بين الجانبين الفلسطيني و الإسرائيلي في المجال الأمني بعد جلسات تشاورية عقدها مسؤولي الأمن في الجانبين .

و قالت مصادر أمنية فلسطينية لـ " إيلاف " ، إن نحو ثلاثة آلاف من عناصر الأمن الفلسطيني أخذوا مواقعهم في منطقتي بيت حانون ، و بيت لاهيا ، شمال قطاع غزة و هي المناطق التي عادة ما يطلق منها الفلسطينيين قذائفهم على المستوطنات الإسرائيلية .

وأضافت أن القوات الفلسطينية ستتجنب أي اشتباكات مع المقاومين الفلسطينيين الذين يطلقون القذائف على المستوطنات ، لكن ستعمل هذه القوات بطرق إيجابية و سلمية على منعهم في حال تقدم أحد منهم لذلك .
ولاقت خطوة نشر القوات الفلسطينية على الحدود و المعابر الفلسطينية ارتياحا واسعا لدى أوساط الشارع الفلسطيني الذي يحذوه الأمل في استقرار الأوضاع و عودة الأمن و الهدوء إلى قطاع غزة الذي شهد خلال الفترة الأخيرة موجة كبيرة من الهجمات الإسرائيلية التي أوقعت عدد هائل من القتلى و الجرحى في صفوف الفلسطينيين .

وقال أبو محمد سلمان إن انتشار القوات الفلسطينية خطوة في الاتجاه الصحيح نحو إعادة الأمور و ترتيب الأوضاع الداخلية الفلسطينية في ظل الهجمة الإسرائيلية الشرسة على الشعب الفلسطيني .

واضاف أبو محمد لـ " إيلاف " : " إنني اليوم سعيد كغيري مثل آلاف الفلسطينيين الذين يريدون العيش بسلام ، و أن تتوقف الهجمات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني ، و يعم الهدوء و تنتعش الحالة الاقتصادية للفلسطينيين .

وشرعت قوات الأمن الفلسطيني في تفتيش و مراقبة كافة السيارات التي تسير باتجاه مناطق التماس مع الإسرائيليين ، بينما سيرت القوات دوريات راكبة لحراسة الطرق المؤدية إلى المعابر الحدودية لا سيما معبري إيرز و كارني .

وصادق وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز على نشر قوات الأمن الفلسطينية، بعد جلسة تشاورية عقدها مع القيادة الميدانية للجيش الاسرائيلي شمال قطاع غزة.

وقال أحد ضباط الجيش للإذاعة الاسرائيلية : " إن التنسيق مع وجود القوات الفلسطينية ضروري لمنع الاحتكاكات ، و نحن نعمل على أن تثبت القوات ( الفلسطينية ) وجودها ".

وهددت إسرائيل بشن هجوم واسع النطاق على قطاع غزة حال لم تتمكن السلطة الفلسطينية من القيام بواجباتها لمنع الهجمات الفلسطينية على الإسرائيليين ، ووقف إطلاق صواريخ القسام و القذائف على المستوطنات الإسرائيلية .

وألمح عباس إلى وجود اتفاق لم يحدد موعداً له يقضي بوقف إطلاق النار بين الجانبين ( الفلسطيني و الإسرائيلي ) ، و قال " هناك حوارات ، و هذه حوارات تأخذمنحىً إيجابياً و جدية ، و لكن لا أدري إذا كانت ستصل إلى أي نتائج قريباً أم لا ".