بهية مارديني موفدة إيلاف الى موسكو: قال الرئيس السوري بشار الاسد انه بحث في اللقاء الثنائي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "القضايا السياسية " ، اما في اللقاء الموسع بحضور الوفدين الرسميين "فقد تم بحث القضايا الثنائية الاقتصادية" .
واوضح الاسد في لقائه مساء اليوم مع رئيس الحكومة الروسية ميخائيل فرادكوف انه تحدث مع الرئيس بوتين في العموميات مع بعض التفاصيل ، مشيرا الى انه سيكون من الجيد بحث التفاصيل اثناء هذا اللقاء . واكد الاسد انه تم التوصل الى تسوية جيدة بالنسبة الى الديون ، منوها بالمواضيع الرئيسية التي طرحها مع الرئيس بوتين.
من جهته قال رئيس الوزراء الروسي ان المباحثات كانت مثمرة وجرى التوقيع على جملة من الاتفاقات المهمة مما يدل على افاق واعدة في العلاقات المستقبلية بين البلدين ، لافتا الى التاريخ العريق في العلاقات بين البلدين .
واعلن فرادكوف عن استعداد روسيا لمواصلة العمل المشترك في شتى المجالات بغية الوقوف امام التحديات التي يتعرض لها البلدان ولضمان التعاون الاقليمي وتعزيز العلاقات الاقتصادية وضمان الاستقرار والامن في الشرق الاوسط .
وبعد مباحثات مغلقة بين الرئيس السوري ورئيس الوزراء الروسي والوفد السوري المرافق تم توقيع محضر الاتفاقية بين روسيا الاتحادية وسورية حول مسألة تسوية الديون السورية لدى روسيا وفق القروض التي قدمها الاتحاد السوفياتي ووقع الاتفاقية عن الجانب السوري وزير المالية ونظيره الروسي ، كما تم توقيع اتفاقية بين الحكومة الروسية والحكومة السورية وقعها عن الجانب السوري عامر لطفي وزير الاقتصاد وعن الجانب الروسي نائب وزير التطوير الاقتصادي والتجاري وتتناول الاتفاقية تشجيع حماية الاستثمارات المتبادلة.
واكد احمد الحسين وزير المالية السوري في مؤتمر صحافي عقده مساء اليوم بعد توقيع اتفاقية الديون المترتبة على سورية تجاه روسيا الاتحادية في المركز الاعلامي الخاص بالزيارة " انه جرى التوقيع على بروتوكول لتسوية ووضع اطار عام واسس الالتزامات المالية المتبادلة الناجمة عن قروض الاتحاد السوفياتي لسورية "
واضاف الحسين انه حرصًا على ان تكون الارقام واضحة ومحددة نؤكد ان اجمالي الدين على سورية هو 14 ونصف مليار دولار وتم اسقاط المطالبات المالية السورية وهي مليار ومئة مليون ليصبح المبلغ 13 مليارا و400 مليون دولار وتم التفاوض عليه ليكون المبلغ الاخير 27 في المئة من المبلغ وهو ما يعادل 3.600.16 مليارات وسوف يسدد جزء منها على مدى عشر سنوات على 20 قسطا متساويا بفائدة 4 في المئة ومجموع الفائدة التي سترتب على سورية سيدفع بالليرات السورية وبسعر صرف 11.20 لليرة السورية مقابل الدولار .
وحول انشاء منطقة حرة سورية روسية اكد الحسين ان المنطقة الحرة من المواضيع التي جرى بحثها خلال القمة السورية الروسية وسيتم خلال اجتماعات اللجنة السورية الروسية في نيسان(ابريل) المقبل مناقشتها .
وردا على سؤال حول الاموال العراقية المودعة في المصارف السورية اشار الحسين الى ان سورية موقفها واضح وصريح ودعت رسميا الحكومة العراقية للتباحث وانهاء هذا الملف وتم تحويل 3.7 مليون دولار لصندوق اعادة اعمار العراق، لافتا الى ان هذا مؤشر على ان سورية جادة ان تعالج كل الملفات بحرص ومسؤولية .
وفي غضون ذلك اعتبر فاروق الشرع وزير الخارجية السوري ان هناك رؤية سورية روسية مشتركة تجاه العراق ، مشيرا الى "ان مواقف البلدين" ان لم تكن متطابقة" تجاه القضايا السياسية "فهي متقاربة جدا بما فيها الوضع في لبنان".
واكد الشرع في تصريح ل"إيلاف" بعد مباحثاته مع سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي "ان وحدة العراق اساسية بالنسبة الى البلدين والعملية السياسية في العراق مهمة على الرغم من الشكوك التي تدور حول نجاحها."
واعرب الشرع عن قلق بلاده على مستقبل العراق و"نامل في ان يكون هذا القلق في غير محله "، كما امل "ان يتمكن الشعب العراقي من تجاوز محنته الخطيرة التي يمر بها وان يتمكن من اعادة بناء العراق على اسس سليمة موحدة خالية من كل اشكال التقتيل" .
ونوه الشرع بان العراق "يمر بمرحلة حساسة للغاية ،ونامل الا يسمح الشعب العراقي لاصحاب الفتن من ان ياخذوا اي مكان مهم في العراق".
ولفت الشرع الى ان المباحثات بين الرئيسين الاسد وبوتين ووزراء البلدين تطرقت الى "كل القضايا ذات الاهتمام المشترك من ايران الى الشرق الاوسط الى السلام الى اسرائيل الى الولايات المتحدة الى النظام الدولي الجديد الى الوضع الاقتصادي في العالم الى مستقبل العراق ".
وحول وساطة روسية بين سورية واسرائيل اكد الشرع "ان روسيا لاتقوم بدور وساطة لكن كونها عضوا دائما في مجلس الامن ودولة كبرى وكانت احد الراعين لعملية السلام تستطيع ان تقوم بهذا الدور من دون ان يكلفها احد بذلك"، منوها بان سورية راغبة في ان تقوم روسيا بدور فاعل في احياء عملية السلام المتوقفة الان ، مشددا على ان الموقف الروسي موقف متماسك وهو مع الشرعية الدولية ومع قرارات مجلس الامن ومبدأ الارض مقابل السلام ومرجعية مدريد وايضا مع حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين.
وردا على سؤال حول تهميش لدور روسي من قبل اسرائيل واميركا في احياء عملية السلام اوضح الشرع "ان هذا الموضوع لايتوقف على طرف معين وهو يرتبط برغبة جميع الاطراف" ، متسائلا "الى متى تستطيع اسرائيل ان ترفض مشاركة اوروبا او روسيا في احياء عملية السلام ؟"، مشيرا الى ان "اسرائيل لاتستطيع ان تتحدى العالم دفعة واحدة والى الابد" .
واكد الشرع ان المباحثات اليوم مع الجانب الروسي كانت جيدة وبناءة واستكمالا للمباحثات التي جرت بين الرئيسين الاسد وبوتين امس ، اما التفاصيل فيستطيع الوزراء ان يتناولوها بشكل اكبر.
وحول سؤال عن القرار 1559 والتصريحات الاميركية حول رفضها لطلب سوري بتحقيق تطبيق القرار 1559 مقابل تسوية شاملة اجاب الشرع ان كل تصريح غير مذكور به اسم المصرح بالامكان وضعه في الدرج وانا لم ار اسم المصرح على هذا الخبر.
وعن رغبة دمشق في تحالف استراتيجي سياسي مع روسيا اجاب الشرع "ان طموحات سورية ان تبني علاقات قوية ومتينة ومستمرة مع اكبر عدد من دول العالم ومع المجتمع الدولي ومن الطبيعي ان تاتي روسيا في مقدمة هذه الدول"، مشيرا الى التاريخ الطويل من العلاقات وسلسلة التعاون السوري الروسي والاتحاد السوفياتي سابقا ، مؤكدا ان احياء هذه العلاقات مهم ويخدم مصلحة البلدين وقضية السلام والامن في المنطقة. صحيفة روسية خاصة تهاجم سورية
وفي موضوع ذي صلة هاجمت صحيفة روسيّة خاصة سورية ، معتبرة ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين" كان كريما مع السوريين في موضوع الديون" المترتبة على سورية والتي اعلن الرئيس السوري بشار الاسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تسويتها بعد القمة السورية الروسية امس.
وذكرت اليوم صحيفة كوميرسان الروسية التي يملكها بوريس بيروزوفسكي الملياردير اليهودي الذي يحمل الجنسية الاسرائيلية ويقيم في لندن فارا من العدالة الروسية ، ذكرت ان بوتين كان كريما في موضوع الديون مع السوريين لانهم لايملكون اموالا لسدادها ولكن لديهم اموالا لشراء الاسلحة .
وقال مصدر سوري ل"إيلاف" ان ماتعلنه الصحافة الروسية المملوكة للوبي اليهودي الروسي يندرج في اطار محاولات التشويش على عملية تطوير علاقات التعاون السورية الروسية وتعكس قلق اسرائيل من تعزيز هذه العلاقات ، مشيرا الى ان الجانب الروسي اكد من خلال مواقفه تجاه قضايا الشرق الاوسط تطابق وجهات النظر الروسية مع سورية من تلك القضايا وهو الامر الذي باتت اسرائيل تحسب له حسابات دقيقة في ضوء ادراكها ان العلاقات السورية الروسية قد ترتقي الى ما كانت عليه ابان الاتحاد السوفياتي حيث كانت سورية ترتبط معه بمعاهدة الصداقة والتعاون الاستراتيجي.
واشار المصدر الى ان سورية ما زالت تعتمد في تسلحها على الاسلحة الروسية.
وفي تصريح ل"إيلاف " قال الدكتور هيثم بدرخان ان الحملة التي شنتها اسرائيل وتبنتها اميركا من اجل صفقة الاسلحة بين سورية وروسيا قبل زيارة الرئيس السوري الى موسكو كانت بهدف اعاقة هذه الزيارة ، معتبرا ان سورية تملك اسلحة دفاعية احدث من "اسكندر اي".
وراى بدرخان وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في الصحافة ومقيم في روسيا منذ 24 عاما ان روسيا انتهجت النهج الديمقراطي نوعا ما بعد التغييرات وسياسة البروسترويكا الاخيرة مما ساهم في التغلغل الصهيوني ليس في السياسة فقط اذ سيطر اللوبي الصهيوني على بعض وسائل الاعلام الروسية غير الحكومية وعلى جزء من القنوات الحكومية .
ولفت بدرخان الى انه من هنا جاء تصوير انعكاسات زيارة الرئيس الاسد الى روسيا في بعض وسائل الاعلام الروسية وطرحها بشكل مخالف للحقيقة لاعاقة الزيارة تحت بند رغبة سورية في التسلح تارة ودعم الارهاب تارة اخرى .
واعتبر بدرخان اننا نعرف تماما ان سورية تملك مثل هذه الصواريخ واحدث من تلك التي يتحدثون عنها "اسكندر اي 280"، معتقدا ان القضية برمتها قضية اعلامية لامعنى لها .
من جهته قال استيبان كولوفين وهو طالب في معهد موسكو للعلاقات الدولية في تصريح ل"إيلاف" انه يعتبر ان زيارة الرئيس السوري بشار الاسد هي خطوة ايجابية بعد زيارات والده الرئيس الراحل حافظ الاسد الى روسيا والاتحاد السوفياتي ، وانها تعزيز جديد للعلاقات السورية الروسية ، معتبرا انه سيتم التوقيع على اتفاقيات تعاون في المجال العسكري خلال الزيارة ، مشيرا الى ان الراي العام موافق على التعاون السوري الروسي في شتى المجالات.