بحضور قادة 53‏ دولة بأبوجا
إنطلاق القمة الأفريقية الرابعة

نبيل شرف الدين من القاهرة: إفتتح الرئيس النيجيري أولوسيجون أوباسانجو اليوم الأحد أعمال القمة الرابعة للاتحاد الأفريقي بحضور كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة و‏53‏ دولة أفريقية‏، حيث يناقش الملوك والرؤساء الأفارقة حزمة من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية‏,‏ إضافة إلى النزاعات الأفريقية‏,‏ وفي مقدمتها أزمة إقليم دارفور السوداني، وقضايا ساحل العاج (كوت دو فوار)، والكونغو، ورواندا، فضلاً عن قضايا أخرى ملحة مثل مكافحة الفقر والأمراض المتوطنة مثل الملاريا والإيدز‏,‏ ومسألة التمثيل الأفريقي في مجلس الأمن الدولي وهذه هي المرة الأولى التي تعقد فيها القمة الأفريقية تنفيذا لقرار الاتحاد الأفريقي بعقدها مرتين في كانون الثاني (يناير)، وحزيران (يونيو) ابتداء من العام الحالي‏,‏ بعد أن كانت القمة الاعتيادية تعقد مرة واحدة فقط في حزيران‏,‏ وذلك بهدف إتاحة الفرصة والوقت لمناقشة أكبر قدر من القضايا والموضوعات الملحة التي تواجهها القارة‏,‏ والدليل على ذلك أن جدول أعمال القمة الحالية يتراوح بين‏ ثلاثين وأربعين‏ بندا‏,‏ مما يصعب الإلمام بكافة القضايا .

مقاعد مجلس الأمن
وكان المجلس الوزاري الأفريقي قد اختتم أعماله برفع تقرير إلى القمة متضمنا جدول أعمال القمة ومشروعات القرارات والتوصيات، كما ناقش الاجتماع أيضا كيفية استكمال بقية هياكل الاتحاد الأفريقي‏,‏ حيث أعربت العديد من الدول الأفريقية عن رغبتها في استضافة مقار أجهزة الاتحاد‏,‏ وكان مقرراً أن تحدد الدول ذلك في القمة إلا أن الوزراء قرروا إرجاء ذلك إلى اجتماع المندوبين لبحثه من جديد‏,‏ ولتحديد المعايير التي ينبغي توافرها في الدول المضيفة واستأثرت مسألة توسيع مجلس الأمن على مناقشات اجتماعات المجلس التنفيذي الأفريقي، الذي خصص جلسة كاملة امتدت خمس ساعات لبحث ذلك البند, حيث افتتح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الجلسة بإلقاء بيان مفصل أكد ثوابت الموقف المصري من المسألة والتزام مصر بما طالب به إعلان هراري من تخصيص مقعدين دائمين وخمسة مقاعد غير دائمة في المجلس الموسع للقارة الأفريقية، وشدد على ضرورة التعامل مع الأمر بشكل يرتكز على منظور شامل لإصلاح الأمم المتحدة بكافة أجهزتها وعدم اختزال المسألة في توسيع مجلس الأمن، ولفت أبو الغيط إلى أنه من الأهمية تصحيح الظلم التاريخي الواقع على القارة الأفريقية والمتمثل في ضعف نسبة تمثيلها الحالي في المجلس , وقال رغم أنها أكبر المجموعات الجغرافية في الأمم المتحدة عددا وتشغل قضاياها نحو 55 % من أعمال المجلس, فإنها أقل القارات تمثيلا به .

تجدر الإشارة هنا إلى أن المناقشات دارت على أساس المقترحات المتداولة حاليا في الأمم المتحدة, وهي تخصيص مقعدين دائمين وأربعة مقاعد غير دائمة للقارة الأفريقية في مجلس الأمن الموسع, وهي المقترحات التي ستتولى مجموعة العمل الأفريقية تحديد موقف القارة بشأنها, ورفع توصيات في هذا الخصوص إلى المجلس التنفيذي والقمة الأفريقية .

فيتو أفريقي
على صعيد ذي صلة أكد أبو الغيط أن مصر تتابع باهتمام المشاورات التي تجري في إطار لجنة أفريقيا وحرصها سواء على مستوى اتصالاتها الثنائية أو بالمشاركة مع الدول الأفريقية على إبداء وجهه نظرها بشأن التقرير الذي سيصدر عن اللجنة وتطلعها لأن يدعم مشاركة جادة وبناءة بين أفريقيا والدول المتقدمة والمؤسسات الإقليمية والدولية المعنية بما يدعم الجهود الأفريقية لتنفيذ برامج (نيباد) والمشروعات المطروحة في إطارها وفقا للأولويات التي طرحتها المبادرة، بحيث يتضمن التقرير الآليات المناسبة للمتابعة والتنفيذ .
يذكر أن لجنة بلير هي لجنة مشكلة من 17 مفوضا بمبادرة من رئيس وزراء بريطانيا للتوصل إلى تقرير شامل يتضمن سبل مواجهة القضايا والمشكلات الأفريقية، ومن المقرر أن تعرض نتائجه على قادة دول مجموعة الثمانية خلال القمة القادمة في اسكتلندا خلال تموز (يوليو) من العام الحالي .

وحول الاقتراح بمنح حق النقض (الفيتو) لكل الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الموسع, قال أبو الغيط إن مسألة الفتيو من المسائل التي تم طرحها على الاجتماع وسبق تكليف مجموعة العمل الخمسة عشر ببحث الأمر، وما إذا كان سيتم الحصول على حق الفيتو للدول الأفريقية التي ستمثل القارة كدول دائمة العضوية, أم ستمضي في الصميم على موضوعها الذي يطلب بإعطاء الفيتو كلية .

واختتم وزير الخارجية المصري تصريحاته قائلاً إن المجلس الوزاري الأفريقي عرض مقترحاته على القمة لتشكيل لجنة الـ15 لإعادة النظر في قرارات هراري في ضوء هذه المعطيات الجديدة وستبقى التفاصيل محل مناقشة وبحث على مستوى اللجنة التي ستعقد في سوازيلاند نهاية شباط (فبراير)، أو مطلع آذار (مارس) المقبل، وقدمت اللجنة تقريرها الذي سيتم طرحه مرة أخري على اجتماع وزاري استثنائي للنظر في هذه التوصيات تمهيداً لطرحها على القمة الأفريقية في تموز (يوليو) القادم، موضحاً أن هذه القمة هادئة جدا لأن هناك الكثير من المسائل التي جرت مناقشتها.