عاشوراء مر بأقل الخسائر
مئات الالاف احتفلوا بذكرى مقتل الحسين في العراق
عبد الرحمن الماجدي من أمستردام، وكالات: مرت ذكرى عاشوراء في العراق هذا اليوم باقل الخسائر مقارنة بالعام الماضي حين تمكن ارهابيون انتحاريون من قتل قرابة 170 عراقيا في كل من بغداد وكربلاء.
وقد استعدت الشرطة والجيش العراقيان لهذه المناسبة منذ أيام بتشديد الاجراءات الامنية في عموم العراق ومناطق الاحتفال العاشورائي في كربلاء والكاظمية ببغداد بشكل خاص.
وأشاد عراقيون اتصلت بهم ايلاف هذا اليوم بجهود الشرطة والجيش العراقيين في حفظ الامن بالاضافة الى فرق المتطوعين من المدنيين.
وكان الاحتفال بهذه المناسبة ممنوعا من قبل النظام العراقي السابق. ولم يقتصر الاحتفال على المسلمين الشيعة فقط بل يشمل السنة وغير المسلمين أيضا من الساكنين في مناطق ذات اغلبية مسلمة.
وقد تمكن ارهابي من اقتحام خيمة عزاء اقامتها عائلة سنية عراقية قرب مسجد شيعي بدراجة مفخخة قتل اربعة عراقيين وجرح 37 اخرون وكان احد أفراد العائلة ضمن الضحايا. وتمكن افراد الحرس الوطني من قتل انتحاري آخر حاول اقتحام حفل عزاء آخر في الرصافة.
ويعتبر الاحتفال بهذه الذكرى مقدسا كل عام حتى أبان فترة حكم النظام السابق اذ لجأ المواطنون للاحتفال بها سراً. حيث يستذكرون قصة مقتل الامام الحسين بن علي ابن ابي طالب في عام 61 للهجرة، حيث قتل مع أصحابه و آل بيته جميعا وحملت رؤوسهم على الرماح من كربلاء حيث دارت المعركة الى دمشق مع سوق نساءهم اسرى الى مقر الخليفة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان. وتتم في هذا اليوم قراءة قصة متل الامام الحسين ومادار في المعركة حسب مارواه المؤرخ ابي مخنف عبر ما تواتر على ألسن الرواة اليه.
فيما يقوم آخرون بعد ذلك باللطم على الصدور او ضرب الظهر بالسلاسل او تطبير الرؤوس بالسيوف وهي عادات اصبحت مقرونة بعاشوراء ويعارضها عدد كبير من رجال الدين الشيعة.
وقد شبه مواطنون عراقيون اليوم بما جرى يوم الانتخابات حيث تحدوا تهديدات الارهابيين بقتلهم. وكان الشيعة في انحاء العراق امضوا ليلة بيضاء امس تيمنا بالليلة الاخيرة للامام الحسين قبيل مصرعه بعد ان عاشوا نهارا دمويا.
وشهد صباح اليوم تدفق حشود كبيرة من الشيعة على كربلاء للمشاركة في مسيرات بعضها راجلا.واتخذت الحكومة العراقية تفاديا لاعتداءات مماثلة جديدة قرارا باغلاق الحدود البرية للعراق بين 17 و22 شباط/فبراير لمنع تدفق المزيد من الزائرين الى العتبات المقدسة حيث عزت الحكومة كثرة الضحايا في عاشوراء العام الماضي الى تدفق الزائرين الى كربلاء من خارج العراق الامر مكن الارهابيين من التسلل بينهم بالاضافة الى قلة خبرة رجال الامن والجيش العراقيين وقتئذ.
على صعيد آخر قتل عراقيان اخران واصيب عشرون بجروح عندما سقطت قذيفة هاون قرب مسجد في حي الاعظمية السني.
وفي بعقوبة على بعد 60 كلم الى الغرب من بغداد قتل عراقيان وجرح ثلاثة في هجوم انتحاري وقع عند مدخل القيادة العامة للجيش العراقي في المدينة.
واوضح انس كريم الضابط في الشرطة ان السيارة المفخخة وصلت الى الحاجز العسكري بعيد دخول قائد الجيش في محافظة ديالى الى مقر القيادة العامة. واضاف كريم الذي يقع مكتبه قبالة مقر القيادة ان "موكب اللواء حيدر اياد مر عبر الحاجز تلته سيارة +شيفروليه+ قام سائقها بتفجيرها".
وفي سامراء افادت مصادر امنية ان شرطيين ومدنيين عراقيين اثنين قتلوا في هجمات اليوم السبت في منطقة سامراء في حين عثر على جثث خمسة جنود اعدموا بالرصاص شمال بغداد.
وفي كركوك شمال العراق قتل رجل دين كردي ينتمي الى الحزب الديموقراطي الكردستاني اليوم السبت في مدينة كركوك المتعددة القوميات.
وقال اللواء شيركو شاكر حكيم قائد شرطة محافظة التأميم وكركوك كبرى مدنها، ان "الشيخ ملا محمد رستم كاكا رئيس اللجنة الكردية لهيئة علماء الدين (السنية) قتل برصاص اطلقه مجهولون على سيارته شرق كركوك عند الساعة 55،10 بالتوقيت المحلي
أنصار عبد العزيز الحكيم: علاوي يشكل لجنة تحقيق
في بغداد شكل رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته اياد علاوي لجنة وزارية للتحقيق في مقتل ثلاثة من انصار المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بزعامة عبد العزيز الحكيم، كما جاء في بيان رسمي اليوم السبت.
وقال البيان الصادر عن الدائرة الاعلامية في مجلس الوزراء "شكل رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي لجنة وزارية للتحقيق في قضية مقتل ثلاثة اشخاص ينتمون لقوات بدر"، مضيفا ان علاوي "استنكر هذا العمل الاجرامي والوحشي الذي اقترف من قبل عناصر جاوزت حدود المسؤولية".
وكان عبد العزيز الحكيم الذي تراس اللائحة الشيعية التي حققت فوزا ساحقا في الانتخابات العراقية في 30 كانون الثاني/يناير، اتهم الشرطة في بغداد بتعذيب ثلاثة اشخاص من قوات بدر حتى الموت.
وتضم قوات بدر عناصر سابقين في فيلق بدر التابع للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق. واضاف البيان ان رئيس الوزراء "شدد على ضرورة احالة المتهمين الى القضاء كي ينالوا جزاءهم العادل".
واوضح ثائر النقيب الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء العراقي ان اياد علاوي "يتابع ملابسات القضية"، مضيفا انه "يؤكد على انزال اقسى العقوبات بحق من مارس هذه الاعمال الوحشية التي ترفضها الحكومة العراقية".
وفي السياق نفسه، اصدرت وزارة الداخلية العراقية اوامر بالقاء القبض على اشخاص متهمين بتلك الجريمة "متوعدة بمراقبة جميع المقصرين".
التعليقات