عبد الله الدامون من الرباط: الصينيون يكرهون اليابانيين, ليس فقط لأنهم سيلعبون ضدهم مباراة النهاية لكأس آسيا للأمم، بل لأن الشعب الصيني لم ينس لليابانيين غزوهم للصين وممارساتهم الكولونيالية أيام كان إمبراطور طوكيو يسرح ويمرح في آسيا كالقط في عالم الفئران.

اليوم تغيرت الكثير من الأشياء ونسي الكثيرون حزازات الماضي وأحقاد الأجداد, لكن الصينيين يكرهون اليابانين في الكرة وفي غير الكرة.

منذ بداية منافسات كأس آسيا والصينيون يهتفون من أعماقهم لأي منتخب يلعب ضد المنتخب الياباني. كانوا يتمنون أن يخرج اليابانيون منذ الدور الأول لأنهم لا يطيقون رؤيتهم في التلفزيون، فكيف يطيقونهم على ملاعبهم, والأدهى من كل ذلك أنهم صاروا مجبرين على لعب مباراة النهاية ضد عدوهم التاريخي.
كان الصينيون يتمنون لعب النهاية ضد منتخب أقل حظا من اليابان, أو على الأقل, منتخب بعيون مخنلفة كعيون البحرينيين أو الإيرانيين, لكن الأقدار جعلتهم يلتقون بغريمهم التاريخي في كل شيء.

جمهور كرة القدم في البلدان العربية ربما لن يستمتع كثيرا بهذه المباراة اليوم ستجري بين أناس يشبهون بعضهم كثيرا وبعيون صغيرة. الجمهور العربي يعتقد أن الكثير من الفرص السهلة ستضيع, ويتمنى من الفيفا أن تخصص كرات أكبر حجما حتى يتمكن لاعبو الفريقين من رؤيتها بسهولة.

اليابان اكتشفت كرة القدم في وقت متأخر وخطت في ذلك خطوات كبيرة وتأهلت إلى النهائيات العالمية وحصدت ثلاثة ألقاب آسيوية, أما الصين فهي في طور اكتشاف كرة القدم وكان منتخبها إلى وقت قريب يتعلم هذه الرياضة كما يتعلم الطفل المشي.

مباراة اليوم هي إذن مباراة في التاريخ والجغرافيا والسياسة وعلوم الحرب. لكن المشكلة الكبيرة أن الكثير من المتفرجين لن يستسيغوا هذه المباراة النهائية بين بلدين كانا إلى وقت قريب يصدران الكاراطي إلى العالم, فصارا اليوم يلعبان مباراة النهاية في كرة القدم.