عبد الله الدامون من الرباط: انتهت أمس (الأحد) الألعاب الأوليمبية في أثينا وبدأ الآلاف من العمال في إعادة العاصمة اليونانية إلى وضعها السابق. لكنها لن تعود أبدا كما كانت على الرغم من الأعلام التي ستنزع واللافتات والجداريات التي ستقتلع. ستبقى تلك الروح الأوليمبية التي سكنت أثينا لمدة ستة عشر يوما.
سيشتغل الكثير من عمال النظافة في إزالة ما خلفه مئات الآلاف من السياح والزوار من علب المشروبات الفارغة وأكياس البطاطس المقلية وأعقاب السجائر في جنبات الأزقة والشوارع.
سيحتاج عمال النظافة اليونانيون إلى الكثير من الجهد لإزالة ما خلفه الزوار والرياضيون في شوارع المدينة. لكنهم سيحتاجون إلى مجهود أكبر لجمع بقايا الأحلام المجهضة من ملاعب المدينة وشوارعها. فليس كل رياضي ذهب إلى أثينا عاد إلى بلاده بالذهب أو الفضة أو النحاس. المئات منهم تكسرت أحلامهم مثل كؤوس هشة وتناثرت أطرافها على أرضية الملاعب والشوارع.
لم تمنح أثينا ذهبها للجميع, والكثيرون عادوا منها كما دخلوها أول مرة. حفاة عراة من أي إنجاز. هؤلاء لم يتركوا في المدينة غير بقايا أحلام مرمية جنبا إلى جنب مع علب المشروبات الغازية أو أكياس البطاطس الفارغة.
هناك رياضيون كبار جاؤوا إلى اثينا بأحلام كبيرة وعادوا منها يجرون ذيول الخيبة. أحيانا يفشلون بسبب سنتمتر ناقص. أحيانا بسبب جزء واحد من الثانية. في مرات كثيرة يتوعكون في آخر لحظة وينسحبون تاركين الذهب لغيرهم. هؤلاء الرياضيون لا يخسرون لوحدهم. بل تخسر معهم بلدانهم والكثير من عشاقهم.
هناك رياضيون في الجمباز يتدربون ثمان ساعات في اليوم وحين يدخلون الحلبة يؤدون عرضا رائعا لكنهم في آخر قفزة تنزلق رجلهم سنتمترا واحدا ذات اليمين او ذات الشمال فيذهب كل مجهودهم سدى.
ليست الرياضة سوى وجه من وجوه الحياة الأكثر إشراقا والأكثر ظلمة في آن. وحده الحظ يقرر في النهاية من يكون الفائز. الجهد الكبير يبذله الجميع تقريبا. لكن القليلين جدا من يجنون ثمرة هذا الجهد.
التعليقات