عبد الله الدامون من الرباط: حين كان المغرب يحقق الانتصارات في كأس إفريقيا للأمم االتي جرت في تونس (شباط) فبراير الماضي كان التونسيون يتعاطفون مع المغاربة ويتمنون لهم الفوز تلو الفوز. وحين وصل المغرب إلى النهاية ليواجه المنتخب التونسي بدأ التونسيون يتمنون للمغاربة هزيمة منكرة تذهب بأحلامهم أدراج الرياح.
التونسيون الذين كان كل حلمهم هو الحصول لأول مرة في تاريخهم على كأس إفريقيا، اكتشفوا قبل مباراة النهاية التي جمعتهم بالمغرب أن الوفد المغرب اصطحب معه ساحرا كبيرا يمهد له الطريق للفوز في كل المباريات. وانتشرت هذه الإشاعة بشكل كبير في تونس وصار كل مغربي يتهم بالسحر حتى تثبت براءته. بل هتف الجمهور التونسي قبيل المباراة بعبارات تفيد أن السحر المغربي لن ينفع معهم هذه المرة. وحين انتصر التونسيون نسوا السحر المغربي وفرحوا بكأسهم التي حصلوا عليها بعد عناء.
مياه كثيرة مرت تحت الجسر واليوم ينتظر المغاربة مباراة اليوم (السبت) لكي يثأروا من المنتخب التونسي الذي هزمهم في المباراة النهائية لكأس إفريقيا للأمم.
المنتخب المغربي يخوض لقاء اليوم بملعب ( الأمير مولاي عبد الله) بضواحي العاصمة المغربية الرباط في إطار تصفيات المجموعة الإفريقية الخامسة المؤهلة إلى كأس العالم بألمانيا وكأس إفريقيا للأمم في مصر وهو يضع نصب عينيه تلك الهزيمة المرة التي تلقاها قبل أشهر في العاصمة التونسية ويطمح المدرب المغربي الزاكي بادو إلى إعادة الاعتبار إلى لاعبيه الذين انهزموا "بشكل غير متوقع" بهدفين لهدف واحد وفازت تونس بالكأس الإفريقية.
ومن المنتظر أن يخوض المنتخب المغربي هذه المباراة بالتشكيلة نفسها التي لعبت مباراة النهاية بملعب 7 نوفمبر بتونس باستثناء لاعبين أو ثلاثة تعرضوا للإصابة.
المدرب المغربي الذي ذرف الكثير من دموع الحسرة حين خسر مباراة النهاية سيعمل في مباراة اليوم على الانتقام من منتخب حرمه من تحقيق إنجاز تاريخي, لكنه في كل الأحوال سيحذر من مفاجأة سيحاول التونسيون، بقيادة مدربهم الفرنسي لومير، خلقها في قلب العاصمة المغربية.
ويبدو المدرب المغربي متفائلا خلال تصريحاته حول هاته المباراة التي ستكون نقاطها الثلاث حاسمة في تأهيل المنتخبات المتنافسة.
ودخل المنتخب المغربي معسكرا إعداديا في المركز الوطني لكرة القدم بمنطقة المعمورة (شمال الرباط) فيما وصل المنتخب التونسي إلى المغرب مباشرة من باريس اول أمس (الخميس) وأقام بفندق هيلتون في الرباط.
المباراة اتي سيقودها طاقم تحكيم من مصر ستعيد إلى الأذهان الأجواء الحماسية التي طبعت مباراة المنتخبين في نهاية كأس إفريقيا لكنها ستكون هذه المرة مجرد وسيلة من أجل هدف أكبر وليس هدفا في حد ذاته.
التعليقات