ترشيحه للرئاسة باللافتات وعلى كل لسان
أسهم قائد الجيش الأكثر صعوداً في لبنان
إيلي الحاج من بيروت: تملأ المناطق اللبنانية لافتات تشيد بالجيش، وتبث أقنية التلفزيون على اختلافها كليبات فيديو بين وقت وآخر تؤكد الإلتفاف حول المؤسسة العسكرية التي لم يبق في الواقع غيرها خارج إطار التعطيل الذي تسبب به تنازع الطوائف والأحزاب على أشلاء الدولة اللبنانية . وتحمل اللافتات التي علقت في أعقاب اندلاع المواجهات في الشمال بين الجيش وتنظيم quot;فتح الإسلامquot; منذ 20 أيار/ مايو الماضي ، وهي تحمل تواقيع بلديات وأحزاب وهيئات وجمعيات متعددة ويركز بعضها على مواصفات قائد الجيش العماد ميشال سليمان ، مترجمة بذلك انطباعًا أنه لم تبق وسيلة للخروج مكن الأزمة السياسية الخانقة التتي تتخبط فيها البلاد منذ سبعة أشهر وأكثر إلا الجيش.
عون يعقد خلوة مع صفير ويتفق مع الحريري على لقاء قريب |
وكان العماد سليمان الذي عرف أن يحافظ على موقعه عند نقطة وسطى بين طرفي النزاع المولاة والمعارضة أعلن في حديث صحافي قبل نحو شهرين أن الترشح لرئاسة الجمهورية ليس واردًا، وأن جل ما يتطلع إليه هو الإنتهاء من خدمته في المؤسسة العسكرية والتحوّل إلى التقاعد، خصوصاً أن الدستور يلزم موظف الفئة الأولى الإستقالة من منصبه قبل ستة أشهر ليحق له الترشح للرئاسة أو عضوية مجلس النواب. إلا أن الأوساط السياسية تلهج هذه الأيام باسم العماد سليمان باعتباره المرشح الأوفر حظاً لرئاسة الجمهورية. ويعود ذلك إلى استحالة تمكن فريق الغالبية الحكومية والبرلمانية من توفير النصاب بثلثي أعضاء مجلس النواب المكوّن من 128 نائباً وحاجتها تالياً إلى التوافق مع قوى المعارضة لتأمين إنعقاد الجلسة .
أما انتخاب رئيس بغالبية النصف زائد التي يقود لواءها رئيس الهيئة التنفيذية لحزب quot;القوات اللبنانية quot; سمير جعجع فتعني إذا تحققت بفتوى دستورية ما أن هذا الرئيس الذي سيكون من قوى الغالبية أو القريبين منها سيمضي عهده بدءًا من الدقيقة الأولى لانتخابه وهو يدافع عن شرعيته.
ومن شأن توافق الثلثين على الجلسة أن يؤمن تعديل الدستور لمرة واحدة ، مرة أخرى ، لانتخاب قائد الجيش رئيساً. وقد أعلن السياسي المخضرم ميشال المر الذي يسعى باستمرار إلى اكتساب صفة quot;صانع الرؤساءquot; في لبنان أنه يؤيد ويسعى إلى تأمين وصول قائد الجيش إلى رئاسة الجمهورية ، علما أن علاقة وثيقة تربط بين نجله وزير الدفاع الياس المر والعماد سليمان .
وكان البطريرك الماروني نصرالله صفير قد أعلن معارضته تعديل الدستور من أجل أشخاص، لكن هذا الموقف كان قبل اندلاع المعارك في الشمال مع quot;فتح الإسلامquot; وتمادي جرائم التفجير والإغتيالات التي تثير خوفاً لدى المسيحيين في لبنان وتجعلهم يتطلعون إلى المؤسسة العسكرية لحمايتهم . كما جاء هذا الموقف قبل انطلاق quot;معركة التجييشquot; السياسي والشعبي العلني لقائد الجيش.
أما الموقف الأميركي في هذا الشأن فعبر عنه سفير الولايات المتحدة في لبنان جيفري فيلتمان في مقابلة تلفزيونية الخميس . سئل فيلتمان هل يؤيد تعديلا دستوريا لانتخاب قائد الجيش رئيسا للجمهورية، فأوضح ان quot;ثمة فرقا بين تعديل الدستور حاليا وبين تعديل الدستور قبل ثلاث سنوات، ففي ذلك الوقت بدا واضحا أن تعديل الدستور الذي يجب ان يكون وثيقة مقدسة كان بناء على طلب دولة أجنبية. جارتكم( سورية) طلبت من أعضاء البرلمان ان يغيروا الدستور ويمددوا ولاية الرئيس اميل لحود. والبرلمان نفذ الأوامر. ليس الجميع بل بنسبة كبيرة، والبعض عاش ندما على ذلك لاحقا، والبعض الآخر لم يعش طويلا رغم أنه وافقquot;.
وأضاف: quot;أعتقد ان لدى المجتمع الدولي ملء الثقة بقيادة الجيش، والشعب اللبناني أظهر ان لديه ملء الثقة ليس بقيادة الجيش فحسب، بل بالقيادة السياسية فوق الجيش أي الدور الذي أداه نائب رئيس الحكومة ورئيس الحكومة. انه لمن الرائع ان نرى هذه الوحدة وراء الجيش بكامله. هذا مصدر قوة رائع للبنان، انها اشارة أمل ان نرى مؤسسة وطنية تتجاوز أي انقسامات طائفية وتحظى بمجال واسع من الدعم من كل الأطياف السياسية. أما عن الدور السياسي الذي ينجم عن ذلك، فهذا أمر على البرلمان والشعب اللبناني ان يقرراه وليس على الولايات المتحدة تقريرهquot;.
وهذا الموقف أن لا رفض أميركياً للعماد سليمان رئيساً.
أما قوى 8 آذار المتحالفة مع سورية ، باستثناء الجنرال عون، فلا تنفك يوميًا عن إعلان تأييدها لمواقف سليمان الأقرب إليها من كل طرف آخر خارجها. ولذلك دعا جعجع عون في حديث صحافي نشر الجمعة إلى التفاهم على رئيس للجمهورية، لكن عون رفض هذا العرض بعد ساعات وأصر على المضي في ترشيحه .
التعليقات