الملك في الافتتاح دعا لرص الصفوف والحفاظ على المنجزات
برلمان البحرين يلتئم بعد سبات خمسة شهور

سارة رفاعي من المنامة: بعد سبات برلماني دام خمسة شهور افتتح عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الثاني لمجلسي الشورى والنواب ، وقال الملك حمد في كلمته انه يسعدنا اليوم أن نفتتح دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الثاني للمجلس الوطني ضمن مسيرتكم البرلمانية الحافلة التي أصبحت غنية بالدروس والتجارب الجديرة بالنظر والاستفادة لتوجيه ذلك من اجل مصلحة الوطن والمواطنين . وأضاف انه من ثوابت هذه المسيرة أن المجلس الوطني بجناحيه يمثل كسلطة تشريعية وحدة الوطن والشعب وهذه هي مسئوليته الكبرى ، فهو المظلة الجامعة لمختلف ألوان الطيف الوطني والعاكسة لوحدتها والتقائها في سبيل البناء المشترك ولابد من الارتقاء بمستوى هذا التلاقي والعمل على دعمه والحرص على نقاء صورته فهو المرآة المعاصرة لذلك النموذج التاريخي في ماضي البحرين للتعايش الإنساني السمح بمختلف أطيافه .

وتطرق الملك في كلمته إلى البطالة والقضاء عليها حيث قال أن بلاده استطاعت أن تخفض معدلات البطالة إلى ادني مستوى لها لتستقر عند معدل ( ثلاثة فاصل ثمانية في المائة ) خلال الثلاثة شهور الأخيرة وهو معدل طبيعي وآمن يضع بلدنا في مصاف الدول المتقدمة التي نجحت في معالجة ظاهرة البطالة والسيطرة على أثارها الضارة مع تقديم كافة أوجه الحماية والدعم للعاطلين عن العمل سواء من حيث تقديم المزايا التي كفلها قانون التأمين ضد التعطل أو من خلال برامج التوظيف والتدريب التي تعمل بجد ومثابرة لتوفير عملا لائقا وحياة كريمة ومستقرة لكل مواطن.

وأشاد الملك بما تحقق من إنهاء الملف الإنساني الحقوقي المعروف بمشكلة (البدون) التي أصبح حلها اليوم حسب الملك مطلبا عالميا في مختلف الدول ، ولم يبق في البحرين من يعاني منها حيث أصبح الجميع سواسية في الانتماء والمواطنة دون تمييز. وفي ظل التطورات الأخيرة على الساحة الاقتصادية قال الملك quot; لقد تابعنا وما زلنا نتابع باهتمام ارتفاع الأسعار العالمية ومدى تأثيرها على الوضع المعيشي للمواطنين البحرينيين ، وأصبح في مقدمة الأولويات التي حظيت باهتمام كبير من الدولة في الآونة الأخيرة التصدي للآثار السلبية الناجمة عن هذه الزيادة الملحوظة في معدلات التضخم نتيجة ارتفاع أسعار مختلف أنواع السلع والخدمات ، واتخذنا للتخفيف من ذلك إجراءات تنفيذية حكومة واعتمدنا مجموعة متكاملة من البرامج والمشاريع التي تهدف إلى تحسين مستويات الرواتب والعلاوات والتوسع في برنامج المظلة الاجتماعية من خلال صرف المساعدات للأسر المحتاجة وتفعيل التأمين ضد التعطل ، وإضافة إلى ما سيتم في الميزانية العامة للدولة للسنتين الماليتين القادمتين ، فقد أمرنا برصد اعتماد إضافي ملحق بالميزانية ويخصص للإسراع في وتيرة تنفيذ المشاريع الإسكانية مما سيلبي اكبر عدد ممكن من طلبات المواطنين الحالية quot;.

وأكد انه صاحب هذا التحول النوعي التقرير الدولي بشأن نجاح البحرين في تقليص درجة الفقر حسب المعايير الدولية وتنمية الأسر محدودة الدخل والانجازات التنموية المكملة بما يضع البحرين في مستوى الريادة ، حيث أصبحت البحرين تواجه اقل نسبة للتضخم في المنطقة. وقال إنه من المقرر أن تقدم الحكومة رؤية البحرين الاقتصادية وإستراتجيتها الوطنية ، والتي أعدت من قبل مجلس التنمية الاقتصادية بجهود ومتابعة الشيخ سلمان بن حمد ال خليفة ولي العهد الذي لم يدخر جهدا في سبيل بلوغ هذا الهدف الوطني المشرف وذلك بوضع رؤية لمستقبل مملكة البحرين تتمحور حول الوطن والمواطن من منطلق جعل المواطن البحريني الخيار الأوحد والمستفيد الأول من ازدهار وخيرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مملكة البحرين .

واختتم الملك حديثه بالتأكيد على أن البحرين تستحق كل اهتمام ورعاية، وهذه دعوة للجميع لرص الصفوف وتقديم المصلحة الوطنية فوق كل شيء، وان كافة السلطات والمؤسسات وسائر ألوان الطيف الوطني مدعوة للوقوف عند هذه المسئولية التاريخية . من جانبه قال علي صالح الصالح رئيس مجلس الشورى quot; نحن نستهل دور الانعقاد العادي الثالث من الفصل التشريعي الثاني نشعر بعظم مسئوليتنا الوطنية وسنبذل كل ما نستطيع من جهد صادق للقيام بدورنا البرلماني في مسيرة العمل الوطني ضمن صلاحياتنا الدستورية التشريعية منها والرقابية وبالتفاعل مع تلك الرؤى الخيرة التي ناديتم بها من أجل الاستمرار في تطوير الإطار التشريعي السليم لتجسيد وتحقيق الأهداف الطموحة لمشروعكم الوطني الكبير quot;.

وأضاف quot; أننا في السلطة التشريعية ندرك تماما أهمية التعاون البناء مع حكومتكم الموقرة بقيادة الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الذي لم يتوقف عطاؤه الخيِّر في سبيل إعلاء مكانة البحرين وازدهارها ، ومساندة ودعم الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى الذي أصبح معلماً مضيئاً في مسيرة العمل الوطني نحو التطور والنماء .

وأكد الصالح مخاطبا الملك quot; ونحن إذ نشارككم الاهتمام بتحسين الوضع المعيشي للمواطنين ، وتوفير فرص العمل الكريمة لهم ، والسكن اللائق ، والتعليم الجيد ، والرعاية الصحية المناسبة ، فيجب أن يأخذ ذلك الأولوية في برنامج عملنا في دور الانعقاد الحالي ، كما أن المملكة تنعم بعلاقات وطيدة من التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة ، وإن هذه العلاقات تدار بما يلزمها من حرص ودراية ، عاملة على تحقيق مصالح المملكة ، والمحافظة على استقلالية القرار الوطني .