المالكي يصعد شجرة الإنتظار بعد موافقته على الإتفاقية مع واشنطن
رئيس الوزراء العراقي يحرج حلفاء الأمس- خصوم اليوم

عبد الرحمن الماجدي- إيلاف: فاجأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خصومه السياسيين مرتين خلال اسبوع بعد ان أوحت تصريحاته وتحركاته لهم انه يتجه لعدم الموافقة على الإتفاقية مع واشنطن قبيل وبعد الانتخابات الأميركية التي فاز بها مرشح الحزب الديمقراطي باراك أوباما الداعي لسحب القوات الأميركية من العراق خلال 16 شهراً وفق تصريحاته الانتخابية. لكن موافقة الحكومة العراقية على الاتفاقية في السادس عشر من شهر نوفمبرالجاري ورفعها لمجلس النواب العراقي لمناقشتها والتصويت عليها سمح للمالكي بالتفرغ لملفات طالما تأجلت مثل النظام الفيدرالي ومركزية الدولة والصلاحيات الممنوحة للاقاليم وللاحزاب والميليشيات حيث شن هجوماً هو الأول من نوعه ضد خصومه الذين كانوا بالأمس القريب حلفاءه كالحزبين الكرديين والمجلس الاسلامي العراقي والحزب الاسلامي كاشفاً عن مخالفات هذه الأحزاب للدستور ومحاربة بعضها للقوات الحكومية مشيراً الى منع دخول العراقيين غير الكرد لمناطق إقليم كردستان دون وجود كفيل كردي لهم.

ووفقا لمتابع عراقي فان خصوم المالكي كانوا يعولون على تظاهرات التيار الصدري والمتعاطفين معه وانسحاب تلك التظاهرات الرافضة للاتفاقية لاجزاء كبيرة اخرى من الشارع العراقي لاحراج المالكي اذا ماوقع الاتفاقية لارباك حزبه حزب الدعوة الاسلامية انتخبايا واظهاره منقادا للادراة الاميركية ومخالفا لمطالب الشارع العراقي خاصة من انتخبه. لكن خطاب المالكي بعد توقيعه الاتفاقية بايام سحب البساط من تحت خصومه بقوله ان مناقشات المجلس السياسي للامن الوطني ومجلس الوزراء شملت جميع الكتل المشاركة في الحكومة وقد وافق جميع الاطراف عليها خاصة في مجلس الورزاء. متحديا خصومه ان كانت مطالبهم وطنية وغير حزبية داعياً الى فتح جميع الملفات التي تجاوزا بها الدستور.

ويضيف المتابع ان خصوم رئيس الوزراء العراقي لجأوا الى بحث عدم شرعبة مجالس الاسناد التي طالب المالكي بان تشمل كل المحافظات بما فيها نينوى وكركوك حيث يتمتع الحزبان الكرديان بنفوذ كبير لهما. الامر الذي حدا برئيس الجمهورية جلال الطالباني بجمع الكتل السنية من أجل اللعب على وتر طائفي وفق مارشح من كلام النائب عن الكتلة العربية المستقلة السنية عمر الجبوري لوسائل الاعلام في خطاب انسحاب كتلته quot;من كل ما ترتب على اجتماع القوى البرلمانية في مقر رئيس الجمهورية يوم أمس الجمعة ولا ترشح ممثلاً عنها في لجنة التنسيق والمتابعة quot; التي انبثقت عن الاجتماع. وجاء ذلك بعد تصريحات القادة الكرد مهاجمين رئيس الوزراء ومجالس الاسناد التي دعا لها المالكي حيث وصفه بيان الكتلة العربية المستقلة تصريحات القادة الكرد quot;بانها معادية لاستقرار الأوضاع الأمنيةquot;. وأعلن الجبوري تأييده لكل مواقف رئيس الوزرء بهذا الشان.

وكان رئيس الجمهورية الطالباني أرسل لرئيس الوزراء رسالة تطالبه بحل مجالس الاسناد، وهي تجمعات عشارئرية غير مسلحة ارتبط اسمها برئيس الوزراء المالكي كداعم لها،وقد وزعت الرسالة اليوم على وسائل الاعلامتطالبه بايقافهاالى حين الاتفاق حولها هذه بالتوافق. ولم يرد المالكي حول تلك الرسالة رسمياً غير ان خطابه قبل أيام أشار لها ضمنيا بان هذه المجالس غير مسلحة وغير تابعة لحزبه ولاعلاقة شخصية او حزبية له معها متهما في ذات الوقت احزابأ بتاسيس مجالس وميليشيات باموال الدولة لمصالح حزبية. لكن خصوم المالكي يرون في تأسيس مجالس الاسناد لاسباب انتخابية حيث تدين جميع هذه المجالس بالولاء لرئيس الوزراء المالكي مما يتخوف منه خصومه من فوز كاسح لحزبه في انتخابات مجالس المحافظات بعد نحو شهرين، إذ تشهد جميع محافظات العراق خاصة في الوسط والغرب والجنوب تظاهرات من قبل مجالس الاسناد مؤيدة للمالكي وللاتفاقية الأمنية. حيث ظهر المطالبين بالغاء هذه المجالس بمظهر المعاقبين لها على مواقفها تجاه الاتفاقية الأمنية التي وافق عليها خصوم المالكي من الكرد والعرب السنة والشيعة في مجلس الوزراء ويعلنون تحفظهم عليها علناً الان، وأظهرهم بمظهر المنزعجين من موافقته على الاتفاقية وهم الاقرب لواشنطن منه،وسيوافقون عليها لاحقاً وفق مقرب من إحدى الكتل البرلمانية الكبيرة المخالفة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي ضمن راحة مؤقتة حين وافق على الاتفاقية ورماها للبرلمان يتناطح عليها الموافقون والمخالفون، صاعداً فوق شجرة الانتظا مدداً رجليه ومتفرجاً على ماسيفعله خصومه المحرجين بتصريحاته التي عرت أقوالهم وأفعالهم منتظراً جولة جديدة من أشواط السياسة التي أتقن لعبها بحرفة هذه المرة داخلياً، مستعداً لوصول العائدين من فريق الخصوم لصفه حيث كان انسحاب الكتلة العربية المستقلة بعد يوم من اجتماعهم ضده، وتردد المجلس الاعلى وغزله للمالكي تحت مقولات ضمان وحدة الائتلاف الشيعي بداية الجولة الثالثة من اللعبة التي كسب شوطيها السابقين.