ولا يزال الضمير العربي نائمًا
هل كان في يوم... العرب أخوة؟
سلوى اللوباني من القاهرة: يذاع حصريًا على قناة زووم quot; أوبريت الضمير العربيquot;... بأداء أكثر من 100 نجم عربي من مختلف الدول العربية... فكرة ورؤية وإخراج أحمد العريان... وقد نجح العريان بأن يقدم لنا فيلمًا وثائقيًا عن واقعنا العربي خلال 10 سنوات.. قدم لنا من خلال المشاهد أحداث عام 1998 حتى عام 2008.. بدءًا من تفجيرات كينيًا وتنزانيًا عام 1998 وعملية ثعلب الصحراء في العراق، والقصف الاسرائيلي لجنوب لبنان والمقاومة... ومن ثم في عام 2000 الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان وتحرير الجنوب اللبناني.. واقتحام شارون الحرم القدسي واغتيال الطفل محمد الدرة... وفي عام 2001 تفجير مركز التجارة العالمي ومعتقل جاونتانامو... والمجازر الاسرائيلية في جنين... وقضية الجدار الفاصل. أما في عام 2003 كانت الحرب على العراق... وفي عام 2004 كان اغتيال الشيخ احمد ياسين وتواجد الجيش البريطاني والجيش الاميركي في العراق... ووفاة الرئيس عرفات. وكان اغتيال الحريري عام 2005 وقضية الرسوم الدنماركية وحرية الاديان، وفي عام 2006 حرب تموز في لبنان.. وبداية اقتتال حماس وفتح واختلاف الطوائف والاحزاب اللبنانية... والى الاقتتال الطائفي في العراق. وفي عام 2007 كانت احداث جامعة بيروت العربية... وتفجيرات المغرب والجزائر والسودان والعراق ولبنان والاغتيالات الاسرائيلية في فلسطين والاقتتال الفلسطيني الفلسطيني... وفي عام 2008... لا يزال العنف مستمرًا.
الضمير العربي... عادل
اعتقد أن الاوبريت نجح في أن يوجعنا.. أن يصدمنا أكثر بواقعنا.. ولكن هل سينجح بالفعل في ايقاظ الضمير العربي كما تقول كلماته وألحانه الرائعة.. quot;ماتت قلوب الناس.. ماتت بنا النخوة.. نسينا في يوم ان العرب اخوة؟.. أيقظوا ضمير الامة.. رجع لها الاحساس.. صحي ضمير الناسquot;.. واقعنا العربي كما جسدته مشاهد الاوبريت من الاحداث التي وقعت في 10 سنوات الماضية عبارة عن مجزرة بشرية تحت ستار الديمقراطية والحرية وحب الوطن.. رجال مقيدون.. رجال منحنون أمام جنود من بريطانيا واميركا وحتى أمام جنود عربية.. رجال عاريون.. رجال تسحل.. رجال يعذبون بالكهرباء وبالكلاب.. رجال يبكون.. رجال عاجزون أمام احتضار أولادهم.. رجال لا يدرون ماذا يفعلون!! ونساء تبكي.. نساء تلطم.. نساء تصرخ على فقدان اقارب واطفال. أما واقع الاطفال العرب فحدث ولا حرج... أطفال خائفون.. أطفال مرعوبون.. أطفال فقدوا عائلاتهم.. أطفال مشوهون... أطفال تحطمت كل طموحاتها.. أطفال يتمنون أن يعودوا الى منازلهم... الى جانب كل هذا المشهد العربي المأسوي تطالعك الصور بالجثث والاكفان والجنازات... وأشلاء ودماء. ولا أخفي عليكم انني أجد بان الضمير العربي من المحيط الى الخليج جدا منصف وعادل في هذه المجزرة البشرية.. لانه لا يفرق بين شيوخ أو رجال أو نساء أو أطفال.. ولا حتى بين مسلم ومسيحي.. ولا حتى بين سني وشيعي.. فالمجزرة تطال الجميع.. الجميع بلا استثناء.. يا له من ضمير عربي سيفخر به أولادنا.. هنيئا لنا بالضمير العربي.. حقيقة أخشى أن نحسد عليه!
الضمير العربي.. وجهانالجميل في هذا الضمير العربي انه مواكب للعصر.. فهو يوقع على اتفاقيات حقوق الانسان وحقوق الاطفال باستعراضات رائعة.. مع بالونات ومفرقعات.. وبالطبع مع السجاد الاحمر.. هذا وجهه الاول الذي يقول نحن ضد القمع الجسدي والفكري.. ونقف الى جانب الانسان بصرف النظر عن اسمه ولونه وعقيدته وجنسيته! اما الوجه الاخر.. الوجه الباطني.. كل ضمير يدعي انه أفضل وأشرف من الاخر.. ويطالب بقتل الانسان العربي بناء على اسمه ولونه وعقيدته وجنسيته.. فلا عمل لكل ضمير عربي في الحياة سوى وضع السم للضمير الاخر.. وكما يقول الاوبريت quot;ماتت قلوب الناس.. ماتت بنا النخوة.. نسينا في يوم ان العرب أخوةquot;.. هل بالفعل كان الضمير العربي متآخيًا سابقًا؟ هل اتفق الضمير العربي على أي أمر سابقًا؟ ويطالب الاوبريت الضمير العربي بأن يصحو.. أي أن هذا الضمير العربي كان مستيقظًا سابقًا قبل عشر سنوات!! اذن ماذا فعل سابقًا عندما كان مستيقظًا للقضية الفلسطينية.. وللمشكلة اللبنانية.. وللمأساة العراقية؟ اعتقد بان الضمير العربي نائم.. ولا يزال نائمًا.. المشهد العربي أو الصورة سوداء جدا من خلال هذا الاوبريت.. واذا كان هناك من سيقول بانها مؤامرة اميركية اسرائيلية على الضمير العربي.. أقول يجب على الضمير العربي أن ينظر الى نفسه أولا.. أن يحاكمها أولا.. لان هذا الضمير له دور كبير بما يحدث في الواقع العربي.. واعود هنا الى نزار قباني الذي جسد لنا الضمير العربي بكلمات بسيطة.. عميقة.. في لقاء تخيلي له مع عمرو بن العاص..
عمرو بن العاص:اين تصدر هذه الصحف؟
نزار قباني: في العواصم العربية
عمرو: وهل هناك اكثر من عاصمة عربية واحدة؟
نزار: طبعًا هناك 21 عاصمة عربية.. والبقية تأتي
عمرو: وهل عندكم خليفة واحد؟
نزار: عندنا خلفاء!
عمرو: وهل عندكم جيش واحد؟
نزار: عندنا واحد وعشرون جيشا
عمرو: عظيم.. والى اين وصلت هذه الجيوش؟
نزار: وصلت الى دماغ الانسان العربي
عمرو: وامبراطورية العرب التي زرعناها ذات يوم في ما وراء البحار؟
نزار: اعطتك عمرها
عمرو: والخيل والليل والبيداء
نزار: اعطتك عمرها ايضا
عمرو: هل افهم من ذلك انكم لم تعودوا موحدين؟
نزار: لم نعد موحدين.. ولا وحدويين
عمرو: هل الحكم لديكم شورى؟
نزار: الحكم لدينا شوربة
عمرو: اذن ماذا بقي منكم؟
نزار: لساننا الطويل
عمرو: وماذا بقي من العرب؟
نزار: اسم ثلاثي موجود في القاموس
عمرو: وما هي احلام الانسان العربي؟
نزار: ان يحصل على علفه اليومي.. وينال الحقوق التي اقرتها الامم المتحدة لبقية الحيوانات
عمرو: وكيف تفكرون في الخروج من هذا الشرط المهين؟
نزار: ومن قال لك اننا نستطيع ان نفكر؟
عمرو: حسنا.. اكتبوا في وصف حالتكم..
نزار: ومن قال لك اننا نستطيع ان نكتب؟
عمرو: اذن ما هو الحد الادنى للحريات المتاحة لكم؟
نزار: نحن نتناسل بحرية.. ونتبول بحرية.. ونموت بحرية
عمرو: ولماذا لا تقاومون؟
نزار: نخشى ان يصادروا منا حرية التبول!!
عمرو: انني لم اسمع في حياتي عن حالة ازقت من حالتكم..
نزار: ولا نحن سمعنا..
الحلم العربي من المحيط الى الخليج.. هو اعتراف الضمير العربي بانسانية الانسان في هذه المنطقة.. ولا يزال الحلم مستمرًا!!
التعليقات