الرئيس السلوفاكي في حديث لإيلاف
ندعم إيجاد حل سلمي لمشكلة الشرق الأوسط بروح القرارات الدولية

الياس توما من براغ: أكد الرئيس السلوفاكي ايفان غاشباروفيتش أن الشرق الأوسط والعملية السلمية فيه هما من أولويات السياسة الخارجية لبلاده وأن سلوفاكيا تحاول أن يكون تناولها للموضوع متوازنا وموضوعيا .

وأضاف في حديث أدلى به لمراسل quot; إيـــــلاف quot; في براغ أن السلام والأمن فقط هما اللذان يخلقان الظروف للتنمية الشاملة في المنطقة .

وأكد أن إحلال السلام العادل في الشرق الأوسط هو جزء مهم من الاستقرار العالمي وان بلاده تؤيد الحلول السلمية لكافة الصراعات في العالم وذلك بروح القرارات المعنية للمجتمع الدولي ولاسيما قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن .

وأشار إلى أن الأولوية الأعلى لكل دولة في العالم بما فيها دول الشرق الأوسط تكمن في توفير الاستقرار والأمن وحماية حدودها الداخلية والخارجية .

ورأى أن الوضع في الشرق الأوسط مرتبط بالصلات التاريخية للمنطقة وبالمواجهات المباشرة بين العالم العربي وإسرائيل غير أن كل القرارات الجوهرية التي تمت حتى الآن تخفي في داخلها مشكلة القضية الفلسطينية .

واعتبر أن هذه المسألة هي في المقام الأول قضية ثنائية الطابع وبالتالي يتوجب على الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني التوصل إلى اتفاق بشأنها .

وعبر عن ثقته بان المحادثات ستحقق نتيجة ايجابية على الرغم من الإبطاء الحاصل في إحراز تقدم في العملية السلمية في الشرق الأوسط والناجم حسب رأيه عن عدم تحسن الأوضاع أثناء العمل على حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني واستمرار التوتر في العلاقات العربية الإسرائيلية .

ورأى أن سلوفاكيا ودول الاتحاد الأوروبي من المعسكر الشرقي سابقا تمتلك في العلاقة تجاه الشرق الأوسط رصيدا لا تمتلكه أوروبا الغربية والولايات المتحدة وهو تجربتها في التحول تحت الضغوط السياسية والاقتصادية للقوى العظمى الغربية وإدخال نموذج الديمقراطية الغربية في الدول الشيوعية سابقا .

وشدد الرئيس السلوفاكي على رغبة بلاده في تكثيف التعاون مع الدول العربية ولاسيما في المجال الاقتصادي ومجال المساعدات الفنية وتأسيس شركات مشتركة وفي مجال الاستثمار وأبدى استعداد بلاد لتوسيع الاتصالات التجارية المباشرة والتعاون في مجالات عديدة مثل المجال المائي وحماية وتنقية مصادر المياه والطاقة والآليات والصناعات الكيماوية والصيدلانية والصناعات التحويلية والغذائية والخشب ومجال البيئة والسياحة ..

كما عبر عن رغبة بلاده في تطوير الاتصالات بين بلاده والدول العربية في مجالات أخرى مثل الثقافة والعلوم والتعليم والصحة والرياضة مشددا على انه يوجد مجال كبير في كافة هذه المجالات لتطوير التعاون .

وأشار إلى أن الكثير من الطلاب من الدول العربية حصلوا في الأعوام القليلة الماضية على التعليم الجامعي في سلوفاكيا لذلك رأى أن هناك إمكانية للعمل بمبدأ المعاملة بالمثل حيث يمكن للطلبة السلوفاك ان يحصلوا على منح دراسية للدراسة في الجامعات اللغة العربية مثلا .

كما عبر عن رغبة بلاده في قيام تعاون متبادل في مجال الدبلوماسية المتعددة الأطراف مقوّما بشكل ايجابي تعاون بلاده مع الدول العربية في الأمم المتحدة وبقية المنظمات الدولية واستعداد سلوفاكيا لتعميقها.

وأكد أن العلاقات الجيدة بين بلاده والدول العربية انعكست في دعم الدول العربية لترشيح سلوفاكيا لعضوية مجلس الأمن في الفترة بين 2006ــ 2007 .
وشدد على ضرورة البحث عن طرق جديدة لتحسين quot; علاقات العولمة quot; ومكافحة الإرهاب والكفاح من اجل الحريات الشخصية والحقوق الإنسانية والمدنية في القرن 21 معربا عن قناعته بأنه يتوجب في البداية تقديم تنازلات وإزالة المقاطعات السياسية والخلافات في النقاشات السياسية المختلفة التي يدفع ثمنها دائما المواطن العادي.

وردا على سؤال حول موقف بلاده من نشر الولايات المتحدة درعها الصاروخي في وسط أوروبا وتحديدا في دولتين مجاورتين لبلاده أكد أن بلاده لم تقف ضد وضع القاعدة الرادارية في تشيكيا والقاعدة الصاروخية في بولندا غير انه اعترف بوجود أراء مختلفة حول الأمر في بلاده بما فيها الموقف الرافض لرئيس الحكومة روبرت فيستو غير انه أشار إلى أن فيتسو نفسه أكد عدة مرات أن هذا الرأي هو رأيه الشخصي الذي لا يعتزم تغييره.

وأضاف إننا نحترم حق الدول الجارة باتخاذ قراراتها الخاصة بوضع الرادار والقاعدة الصاروخية على أراضيها غير أنني أرى شخصيا بان هذه القضية يجب أن لا تكون مشروعا ثنائيا فقط مع الولايات المتحدة وإنما يمكن أن يشارك فيها حلف الناتو كما أنني على قناعة بأنه سيكون مكسبا أيضا وجود تعاون بين روسيا والولايات المتحدة أو بالأحرى بين روسيا والناتو الأمر الذي لو تم سيكون مشروعا مشتركا أكثر قبولا لكل العالم .

ورأى انه لو تمت الموافقة على هذا المشروع بهذا الشكل لكان جزءا من استراتيجية واحدة للناتو في مكافحة الإرهاب .

وردا على سؤال تعلق برفض اعتراف بلاده باستقلال كوسوفو في الوقت الذي وافقت فيه على المشاركة في البعثة الأوروبية التي ستنفذ عمليا حل quot; الاستقلال تحت الرقابةquot; اعترف أن إعطاء رأي موحد بهذا الشأن في الوقت الحاضر غير ممكن ولذلك من الضروري تناول الأمر بشكل أكثر شمولية .

وعبر عن أسفه بان الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو لم ينجحا في السيطرة على الوضع في كوسوفو لان توقيف عملية هجرة الألبان كان من الضروري إيقافها غير أن الطرفين أخفقا بعد ذلك في توقيف هجرة الصرب وأضاف لقد تم التحرك عندما تم إحراق المساجد غير انه لم يتم التحرك عندما احترقت الكنائس الصربية وانه منذ البداية بدأت بلورة رأي فقط بشأن حل وحيد وهو خلق دولة كوسوفية .

وأشار إلى انه قد أكد منذ البداية حتى قبل إعلان كوسوفو الاستقلال بان الدور الحاسم يجب أن تقوم به الأمم المتحدة ولاسيما مجلس الأمن وطالما انه يوجد القرار رقم 1244 فان هذا الإعلان الأحادي الجانب لا يتوافق مع مبادئ ورسالة منظمة الأمم المتحدة .

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي ترك مسألة الاعتراف بكوسوفو لكل دولة وقد يكون هذا الأمر جيدا أو عكس ذلك غير أنني اعتقد بأنه من وجهة نظر المستقبل وسياسات الاتحاد الأوروبي فان هذا الأمر يمثل خطرا كبيرا لان الاتحاد الأوروبي بهذه الخطوة قد يكون خلق سابقة لبقية دول الاتحاد فعندما ستحصل مشكلة ما يمكن لدول الاتحاد أن تطالب باتخاذ قرارات مستقلة من دون انتظار قرار جماعي للاتحاد .