بعد رحيل مشرف: محمد ميان سومرو رئيسا لباكستان مؤقتا
أخيرا غادر المغوار ... لكن ماذا بعده؟
عبد الخالق همدرد: رغم الرفض المتكرر من جانب الرئيس السابق الباكستاني الجنرال مشرف ومؤيديه لتقديم استقالته بناء على طلب التحالف الحاكم، لم يبق أمامه سوى تقديم الاستقالة يوم أمس الاثنين خلال إلقاء كلمته الأخيرة أمام الشعب على الإذاعة والتلفزيون الوطني. كما غادر قصر الرئاسة بعد استعراض لحرس الشرف آخر مرة، في حين أجرى لقاءات توديعية مع قائد القوات المسلحة الفريق أول برويز كياني ورئيس السلاح الجوي الباكستاني، إضافة إلى قاضي القضاة عبد الحميد دوغر.
وقد أكد خلال كلمته التي استغرقت ساعة كاملة لكن بصوت لم تكن فيه تلك القوة التي تميزت به كلماته أثناء ارتدائه لزي المغاوير؛ إلا أنه رفض جميع الاتهامات التي وُجهت إليه مشيرا إلى أن إعداد قائمة الاتهامات حق الشعب والدفاع عن نفسي حقي؛ إلا أنه أكد أنه لا يمكن للحكومة إثبات أي اتهام ضده.
وهذا أسلوبه الذي تبناه منذ أول يوم من حكمه بأنه يصدر الأحكام على القضايا دون أي محاكمة، كما أنه اشتهر خلال حكمه الذي دام أكثر من ثماني سنوات بمنح quot;صكوك الغفرانquot; للمتهمين قبل إجراء أي تحقيق. ولعل آخر تلك الصكوك كان من نصيبه. أضف إلى ذلك أنه أبدى عزمه على مواجهة الاتهامات ضده.
محمد ميان سومرو رئيس الدولة المؤقت
أدار قاضي القضاة عبد الحميد دوغر حفل تأدية اليمين الدستورية لمحمد ميان سومرو رئيس مجلس الشيوخ كالرئيس الانتقالي، حسبما ينص عليه الدستور، بأن رئيس مجلس الشيوخ سيتولى منصب الرئيس في أي حالة لم يمكن للرئيس مباشرة أعماله. وسيتولى هذا المنصب إلى حين انتخاب رئيس جديد، في حين من المتوقع أن يتم ذلك خلال 30 يوما وفق الدستور.
ومن الجدير بالذكر أن رئيس باكستان لا ينتخب عن طريق الاقتراع المباشر؛ بل تنحصر كليته الانتخابية في البرلمان بغرفتيه: الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ والمجالس الإقليمية الأربعة. وينتخب الرئيس عبر اقتراع سري.
مساعدو مشرف: مشرف لن يغادر البلاد
أكد بعض مساعدي مشرف أنه لن يغادر البلاد بعد أن قدم استقالته؛ لكن يرى مراقبون أن بقاء مشرف في البلاد بعد تخليه عن الحكم سيكون أمرا صعبا، بيد أن الصحافة المحلية أشارت إلى أنه ليست هناك دولة أبدت رغتبها في إيواء مشرف لديها. كما أن الجميع يرون أن حياته ستكون معرضة للأخطار جراء إجراءاته التي قام بها ضد القاعدة والمجموعات المسلحة، إضافة إلى أنه لن يقدر على الصمود أمام سيل جارف من الدعاوي القضائية التي يمكن أن تتدفق على المحاكم فور إعادة القضاة المعزولين أو حتى قبلها.
وقد قام مواطن بتسجيل بلاغ أولي ضد مشرف في محطة لشرطة العاصمة إسلام آباد دعا فيه إلى وضع اسمه في قائمة المحظورين من السفر إلى الخارج إضافة إلى محاكمته باتهام إلغاء الدستور وسوء استخدام صلاحياته وبيع المواطنين الباكستانيين واتهامات أخرى يعاقب عليها القانون الباكستاني بالإعدام والسجن المؤبد.
ردود فعل دولية على استقالة مشرف:
middot;أفغانستان: نأمل أن تقود استقالة مشرف إلى تقوية الحكومة المدنية والنظام الديموقراطي في باكستان، حسبما قال المتحدث باسم الخارجية الأفغانية سلطان أحمد بهين.
middot;الولايات المتحدة: سيواصل الرئيس بوش العمل مع باكستان بعد الرئيس برويز مشرف لمكافحة الإرهاب والقضايا الأخرى؛ على حد قول الناطق باسم البيت الأبيض. كما أكدت ذلك وزيرة الخارجية كوندو ليزا رايس أيضا.
middot;وزير الخارجية البريطاني: استقالة الرئيس مشرف قد أنهت quot; مرحلة خطرة من التاريخ الباكستانيquot;.
middot;الخارجية البنغلاديشية: أننا نأمل بأن الشعب الباكستاني يقرر مصير بلاده.
تداعيات استقالة مشرف:
middot;السياسية الداخلية: قد تؤدي إلى انشقاق التحالف الحاكم الذي يجمع بين خصوم الماضي.
middot;الساحة الأمنية: قد أبدى التحالف الحاكم عزمه على مواصلة الحرب على الإرهاب؛ ويمكن أن العمليات العسكرية الأخيرة في المناطق القبلية قد جددت للولايات المتحدة بأن جهودها لمكافحة الإرهاب لن تكون أقل من جهود مشرف.
middot;العلاقات الخارجية: ستتواصل سياسات مشرف في الحرب على الإرهاب وهو أكبر مطلب أميركي وبناء عليه فإن الولايات المتحدة ستحاول المماشاة مع الحكومة الجديدة. كما أن الحكومة ستواصل عملية السلام مع الهند التي بدأها مشرف عام 2004.
middot;الاقتصاد: تعزم الحكومة الجديدة على تصحيح مسار الاقتصاد الباكستاني بعد مغادرة مشرف؛ لأن التضخم قد بلغ الذروة خلال السنوات الأخيرة.
التعليقات