الخرافي والسعدون: لمن النهاية السعيدة؟!
معركة صامتة على رئاسة مجلس الأمة الكويتي
![]() |
أحمد السعدون |
الخرافي أعلن رسميا ترشحه للمنصب بعد فوزه في الإنتخابات الأخيرة التي جرت يوم السبت الماضي، ورغم أن الخرافي قد فاجأ الشارع الكويتي بحلوله ثالثا في الدائرة الإنتخابية الثانية رغم أنه كان يتزعمها خلال الدورات الإنتخابية الماضية، إلا أن أطراف كوتيتة تنوه بإستمرار أن ترتيب المراكز خلال الإنتخابات ليس معيارا للقوة السياسية وصفاء الرؤية السياسية والقدرة على الإسهام في إطفاء الحرائق السياسية، وأن الخرافي كان له دورا بارزا في تبريد أزمة الحكم في الكويت عام 2006 في شأن تنحية الشيخ سعد العبدالله الصباح الذي كان قد عين أميرا للبلاد بعد وفاة الشيخ جابر الأحمد الصباح، إلا أنه لم يقو على أداء القسم الدستوري بسبب حالته المرضية وقتذاك.
و تؤثر أطراف كويتية الى اعتبار الخرافي عامل استقرار في المشهد السياسي بغض النظر عن ارتباكه وعدم وضوحه في شأن الكثير من التوجهات النيابية، إذ لم تخل جلسات كثيرة للمجلس المنحل من اعتبار الخرافي بأنه مال الى أطراف حكومية أو برلمانية على حساب اللوائح والأنظمة، كما أنه عجز مرارا أن يكون إطفائيا لحرائق الإستجواب التي اشتعلت تحت قبة عبدالله السالم في مجلس الأمة، إذ لم يحدث في عهد أي رئاسة سابقة لبرلمان الكويت أن قدمت 3 استجوابات في أقل من أسبوعين، إلا أن هناك من يجزم على عودة الخرافي بقوة الى منصة الرئاسة لإشهار وطرق مطرقته بقوة هذه المرة على سندان الرئاسة لترسيخهيبة رئاسة مجلس الأمة.
![]() |
جاسم الخرافي |
وسط ذلك لم يعلن السعدون بعد ترشحه لرئاسة مجلس الأمة الذي يعقد جلسته الإفتتاحية في اليوم الأخير من هذا الشهر، إلا أن الغبار الذي يثيره حراكه النشط، واتصالاته مع القواعد النيابية يشير بشكل مؤكد الى قرب إعلان ترشحه، لكنه سيكون متريثا بعض الوقت لأنه يريد أن يقرأ بتركيز أكبر الخارطة السياسية قيد التشكيل، ويريد أن يعرف اتجاه الرياح الحكومية، عما إذا كانت ستهب على كرسي الرئيس السابق الخرافي أم لا كي يضع كرسيه هو ويفتح كل قنوات الإتصال مع الجبهات الحكومية لضمان أكبر قدر من التأييد له، على أن يفرض هو هيبته وقوة شخصيته على البرلمان الذي دخل إليه أكثر من 20 نائبا جديدا لا خبرة لهم بدهاليز العمل النيابي الذي يتقنه السعدون، فالمعركة بين الخرافي والسعدون على أشدها وإن كانت لا تزال تحت رماد الإتصالات والمشاورات، وسط تساؤلات ملحة هنا في الداخل الكويتي عمن ستؤول إليه النهاية السعيدة في معركة رئاسة البرلمان، إذ أن من يعتلي المنصة مجددا سيكون ضابطا للإيقاع السياسي أقله داخل قاعة عبدالله السالم.
التعليقات