&
إيلاف- نبيل شرف الدين: يبدو أن نهاية أسامة بن لادن ستكون مشكلة كما كانت حياته هكذا للأميركيين وحلفائهم في الشرق والغرب، فقد أبدى مراقبون أميركيون مخاوف من كل الاحتمالات التي تواجه أسامة بن لادن، سواء قتلته قوات التحالف الأميركي، أو ألقت القبض عليه وقدمته للمحاكمة، عن هجمات 11 سبتمبر الماضي على نيويورك وواشنطن، أو اختفت انباؤه تماماً في أعقاب تلك الحملة الجارية
وقال كليفورد بيل رئيس تحرير نشرة "جنيز" العسكرية: "إذا قتل سيصبح شهيدا، واذا حوكم سيصبح شهيدا، واذا سجن سيصبح شهيدا، انه وضع ينطوي على خسارة في كل الاحوال للحكومة الاميركية"، وأضاف: "وهل سيحاكم امام المحكمة الدولية في لاهاي ام في محكمة اتحادية في الولايات المتحدة؟ اذا مثل امام المحكمة في لاهاي لن يواجه عقوبة الاعدام، لكن في الولايات المتحدة سيواجهها".
وقال الرئيس جورج بوش ان بن لادن "مطلوب حيا اوميتا"، بعد الهجمات الانتحارية، وتؤكد بريطانيا اكبر حليف للولايات المتحدة في حربها ضد الارهاب، ان الادلة التي تدين بن لادن واضحة ودامغة، لكن المحللين السياسيين والدبلوماسيين يقولون ان الولايات المتحدة ما زالت تواجه مشكلات خطيرة في ما يتعلق بتقديم بن لادن للمحاكمة، وتساءل المحلل الدفاعي المستقل بول بيفر "أين سيحاكمونه؟" وأضاف: "إنهم لم يهيئوا الساحة، مثلما فعلوا في البوسنة وكوسوفو، ليس هناك جهة توجه اليه الاتهام الرسمي".
ومضى قائلاً إن هناك العديد من الانتحاريين الذين سيكونون مستعدين لبذل ارواحهم اذا اخذ الى الولايات المتحدة، ربما يكون الغرب قلل من شأن حجم التأييد الذي يمكن ان يحشده هذا الرجل.
وقال بيل: "كلما طال امد العمل العسكري زادت السرعة التي يتآكل بها التحالف، هناك بعض المشكلات الحقيقية التي ستظهر اذا اخذ حيا".
إلا أن مسؤولين سابقين في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) اعتبروا أن افضل حل سيكون ان تعثر باكستان او الحركة المناهضة لـ "طالبان" في افغانستان على بن لادن وتقتله، وتساءل أحدهم: "هل تذكرون قضية تشي غيفارا؟ عثرنا عليه، والبوليفيون قتلوه على مرأى من رجالنا، وانتهى الأمر".
وأوضح كارل ليفين النقطة نفسها وبالوضوح نفسه، قائلا "بن لادن يريد ان يقتله الغرب، يجب أن نأمل في الا يحدث ذلك، وان يصطاده الشعب الافغاني".
ويعلم توم كاريو الضابط السابق في القوات الخاصة البريطانية الذي قام بتدريب المجاهدين الأفغان في الثمانينات ضد الاحتلال السوفيتي بالتأكيد حجم التحدي المتمثل في محاولة القبض على بن لادن، ويقول: "أينما كان يجب القضاء عليه، ومن الافضل ان يتم ذلك بايدي مسلمين لكن هل يفعلون ذلك؟"
وأضاف: "إذا اخذناه الى الولايات المتحدة سيتصاعد الحريق من كل سفارة اميركية في العالم، وإذا حكم عليه بالاعدام ستقام له الاضرحة في العالم الاسلامي، لن يهدأ الاميركيون او البريطانيون مرة اخرى حتى يفرج عنه، هذا الرجل سيصبح شهيدا مهما حدث له">