لندن ـ نصر المجالي: بعد جولة اليومين العاصفين في عواصم الشرق الأوسط ذات القرار، يتوجه رئيس الحكومة البريطانية توني بلير الى واشنطن يوم الاربعاء المقبل لايجاز حليفه الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش عن النتائج. وقالت مصادر 10 داونينغ ستريت لـ "ايلاف" اليوم ان رئيس الحكومة "لا يشعر بالتعب من مهماته سواء في الشرق الأوسط، وهو قادر على القيام بالرحلة الى الولايات المتحدة وهو سيستقل متن طائرة الكونكورد".
واعترف بلير وهو في طريق العودة الى لند من جولته الشرق اوسطية انه يعاني من الارهاق وقال اعترافا منه بعدم وجود نتائج ملموسة"يمكن ان تضع يديك في الشيء القذر، ولكن اذا كانت هناك من نتائج ايجابية في آخر الأمر فلا تهمنا مسألة توسيخ ايدينا".
وفي جولته التي شملت دمشق اولا وانتهت في روما، مرورا في الرياض وعمان والقدس وغزة، كان رئيس الحكومة البريطانية يواجه مواقف صعبة للغاية حسب مصادره التي تحدثت اليوم الجمعة الى "ايلاف".
وقالت المصادر "في دمشق واجه بلير قضية الرفض السوري لقتل المدنيين في الغارات الاميركية الراهنة في افغانستان، وكذلك المطالبة باستثناء المقاتلين من اجل التحرر من الاتهام بالارهاب، وهذا يخص المنظمات الفلسطينية التي تأويها دمشق وحزب الله اللبناني، وحزب العمال الكردستاني".
واضافت المصادر "كما ان بلير واجه موقفا اكثر تشددا في المملكة العربية السعودية في شأن انطلاق الطائرات الاميركية المقاتلة لقصف افغانستان من قواعد في المملكة، وفي الرياض ابلغه محادثوه ان الحملة المسعورة في وسائل الاعلام الغربية المقرؤة والمرئية والمسموعة امر مدبر للمكيدة بين السعودية والغرب وهي الحليف الاساس لهم خصوصا لجهة مواقفها المعتدلة امام جميع جبهات التطرف والتشدد".
وتابعت المصادر القول لـ "ايلاف": "اما في عمان العاصمة الاردنية فان رئيس الحكومة واجه مطالب مشددة بان لا تشمل العمليات العسكرية الراهنة أي بلد عربي آخر وخصوصا العراق الجار الشرقي للاردن وشريانه الاقتصادي الرئيس".
وقالت المصادر "اما المحادثات في القدس مع رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون وفي غزة مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية لم تقل تشددا من المحادثات في العواصم الثلاث الاخرى، فكل من الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني قدم مطالبه ردا على مبادرة لندن في شأن التسوية الدائمة وصولا الى قيام الدولة الفلسطينية".
وخلصت مصادر 10 داونينغ ستريت الى القول امام "ايلاف": "في النهاية فان السيد بلير يحاول جهده للوصول الى ادنى درجات الحوار مع جميع الأطراف، فهو اكد امام جميع من التقى في جولته على ان الحرب الراهنة ليست ضد الاسلام.
وقالت انه اكد في المملكة العربية السعودية على سبيل المثال ان الجماعات الارهابية التي تتخذ من الاسلام وهو الدين المتسامح والمتفتح طريقا لتأجيج الصراع بين المسيحية والاسلام.
واشارت الى انه حذر في دول علمانية مثل سورية والاردن وغزة من "الجماعات الاسلامية المتشددة تحاول اتخاذ الاسلام طريق للصراع بين الامة العربية والغرب".
واعترفت بان الجولة كانت مزروعة بالالغام، لكنها قالت "رئيس الوزراء بلير عازم في المضي في الشوط الى النهاية مهما كان الثمن".
وسيطلع رئيس الحكومة البريطانية الرئيس الاميركي في زيارته الاربعاء المقبل على نتائج الجولة، وسيحث الجانب الاميركي على العمل بسرعة نحو جلب الفلسطينيين والاسرائيليين، والسوريين والاسرائيليين الى مائدة مفاوضات جديدة استنادا الى مبادىء قراري مجلس الامن 242 و 338 الخاصين بالشرق الأوسط.
يذكر ان مندوب بريطانيا الأسبق اللورد كارادون هو الاب الروحي لقرار مجلس الأمن الرقم 242 في العام 1968 وهو يدعو الى انسحاب اسرائيل من الاراضي او من (اراض) احتلتها في حرب 6 حزيران (يونيو) والشروع في مفاوضات تكفل السلام الدائم والعادل لجميع اطراف الصراع.
وترى لندن ان السلام العادل والدائم يعني بقاء دولة اسرائيل وعيشها في امن واستقرار، والآن هي ترى ان ذلك لا يمكن ان يتم من دون اقامة دولة فلسطينية مستقلة جنبا الى جنب مع اسرائيل وعاصمة كل منهما ستكون القدس.
واذ ذاك، فان& بلير سيغادر على متن طائرة "كونكورد" تابعة لشركة الخطوط البريطانية حيث سيقود وفدا سياسيا واقتصادي كبيرا، والرحلة على هذا النوع من الطائرات له معانيه الكبيرة، حيث اوقفت شركة الخطوط البريطانية الارتحال على الكونكورد بعد حادث العام الماضي في مطار اورلي الفرنسي الذي راح ضحيته 133 شخصا لعطب في احد محركاتها.
التعليقات