&
مارييل اود: وافقت روسيا اليوم الجمعة على اعتماد خفض ضئيل لانتاجها من النفط غير أنها أبقت أجواء الغموض عبر البحث في قرارات جديدة محتملة في الأسابيع المقبلة. وفي ختام اجتماع بين كبار منتجي النفط ورئيس الوزراء ميخائيل كاسيانوف، تقرر خفض الإنتاج والصادرات النفطية الروسية بمعدل 50 ألف
كاسيانوف
برميل في اليوم في الفصل الرابع من هذا العام حسب ما أعلن نائب رئيس الوزراء فيكتور خريستنكو.
وصرح خريستنكو ان هذا القرار الروسي يحل مكان إعلان روسيا السابق التي وافقت بموجبه على خفض إنتاجها بمعدل 30 ألف برميل يوميا أي ان موسكو تضيف 20 ألف برميل على اقتراحها السابق ما لا يتجاوز كونه نقطة في بحر العرض النفطي في الأسواق.
وكانت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" التي تضم السعودية وإيران وفنزويلا والإمارات العربية المتحدة تأمل خفض حوالي 200 ألف برميل في اليوم.
وقال مصدر في "أوبك" بعد اعلان خريستنكو "هذا غير كاف على الإطلاق. وعلينا ان نواصل ممارسة مزيد من الضغوط على روسيا".
وتريد المنظمة النفطية رفع أسعار النفط غير أنها لا تريد ان تقوم بذلك بمفردها ولن تخفض حصص إنتاجها بمعدل 1.5 مليون برميل في اليوم إلا في حال خفض المصدرون المستقلون غير المنضوين في المنظمة إنتاجهم بمعدل 500 ألف برميل في اليوم.
ووافقت المكسيك على خفض حوالي 100 ألف برميل في اليوم كما تعهدت النروج بخفض بين 100 و200 ألف برميل في اليوم وأبدت سلطنة عمان استعدادها لخفض على الأقل 25 ألف برميل في اليوم. غير ان هذه التعهدات رهنت بقيام موسكو بجهد مماثل.
وتركت روسيا الباب مفتوحا اليوم الجمعة أمام التعاون مع المنظمة النفطية وسيلتقي أصحاب المجموعات النفطية الكبرى ومسؤولين حكوميين مجددا في الأيام العشرة الأولى من كانون الأول (ديسمبر).
ويمكن اتخاذ تدابير إضافية في ما يتعلق بإنتاج النفط في مطلع العام المقبل بحسب خريستنكو.
وقال قسطنطين رزنيكوف الاختصاصي في مجال الطاقة في مصرف "ألفا" الروسي ردا على سؤال ان "روسيا تمنح نفسها 15 يوما إضافيا للتفكير".
واضاف "انها تطلق بالون اختبار وتختبر ردات فعل "أوبك" والأسواق".
وستتواصل حرب الأعصاب كما ستستمر أجواء التشكيك في الأسواق النفطية خلال الأسبوعين المقبلين.
وبعد ان ارتفعت أسعار النفط الخميس، عادت وتراجعت الجمعة ولكن في شكل طفيف وقد وصل سعر برميل نفط برنت إلى حد 19 دولارا مقابل 19.90 دولارا مساء الخميس.
وفي الأسابيع الأخيرة، قام جدل في روسيا حول ضرورة الرضوخ لضغوط المنظمة النفطية أو الامتناع عن ذلك.
وقال اندريه ايلاريونوف المستشار الاقتصادي لبوتين ان "أوبك ليست شريكا موثوقا به" وان المنظمة النفطية ستفيد من تراجع الإنتاج الروسي لرفع مبيعاتها معتبرا ان الرغبة في رفع أسعار النفط في فترة الانكماش العالمي يشكل مدعاة للسخرية.
وتعتبر العديد من مجموعات الطاقة الروسية وخصوصا ايوكوس وسيبنفت ان لجم نمو الصناعة النفطية أمر خطير باعتبارها أحد الأركان الرئيسية للاقتصاد الوطني.
وشرح العديد من الخبراء ان الاقتصاد الروسي يفيد اكثر من اعتماد سعر 18 دولارا لبرميل النفط من سعر 28 دولارا الذي ينعكس سلبا على الصناعة الوطنية والإصلاحات الهيكلية.
ويقر الجميع بان لروسيا مصلحة في التركيز على حجم المبيعات من القيام بدور في الرقابة على الأسعار. غير انها تريد تفادي تراجع الأسعار الذي قد يسفر عن تهديد موازنتها.