&
لندن ـ ايلاف: منحت اللجنة العليا لجائزة الملك فيصل العالمية، عضو المجلس الاعلى الحاكم في دولة الامارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة الدكتور الشيخ سلطان بن محمد القاسمي جائزة الملك فيصل الخيرية لفرع خدمة الاسلام.
وحين تبلغ قيمة الجائزة مليون دولار ستذهب الى جمعيات خيرية، فان الشيخ سلطان دأب في السنين الأخيرة على تعميق المفاهيم الاسلامية ليس في امارة الشارقة فحسب، بل تعدى ذلك الى مؤسسات ومعاهد بحث عالمية وعربية عديدة.
وكان النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الامير سلطان بن عبد العزيز اعلن في مؤتمر صحافي ليل السبت ـ الاحد عن منح الجائزة للشيخ سلطان الحائز قبل سنوات على شهادة الدكتوراة في التاريخ من جامعة اكستر البريطانية.
واعرب الامير سلطان بصفته رئيس اللجنة العليا لجائزة الملك فيصل العالمية عن تقديره للجهود التي يبذلها حاكم الشارقة في تنوير مجتمعات كثيرة نحو الرسالة الاسلامية العالمية بكل اهدافها الخيرة في السلام والتسامح والحوار البناء مع الاديان والحضارات الاخرى.
وتمنح الجائزة العالمية التي تقررت تخليدا لذكرى العاهل السعودي الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز للمبدعين في مجالات العلوم الاسلامية والطب والثقافة والادب العربي، وتوفي الملك فيصل في العام 1975 اثر حادث اغتيال ارهابي وهو يمارس مهماته في قصره الملكي في الرياض.
وبوفاته فقد العالم احد الشخصيات التاريخية التي وضعت بصماتها على المسار السياسي في العلاقات الدولية وقبلها في وضع تصميم العلاقات العربية العربية والعلاقات الاسلامية الاسلامية.
وتولى الحكم بعده الملك الراحل خالد بن عبد العزيز، الذي عرف عنه الهدؤ في التصرف والممارسة محافظا في ذلك على النمط السياسي الهادىء في ادارة شؤون الدولة حتى وفاته في العام 1981 ، حيث تولى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز الحكم الى اللحظة.
وتعادل جائزة الملك فيصل العالمية في اهدافها، جائزة نوبل الدولية التي تمنح منذ اكثر من قرن لمبدعين في مختلف العلوم الاكاديمية منها والانسانية.
ومنحت جائزة الملك فيصل العالمية منذ الاعلان عنها في اوائل الثمانينيات الى عشرات من المتميزين في مجالات دراساتهم وابحاثهم في خدمة الانسانية، وفاز بها علماء من مختلف دول العالم سواء من الغرب او من العالم الاسلامي او العالم العربي، وهي لم تميز بين الاديان ومبدعي النخبة في العالم بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والدينية.
والدكتور الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، الفائز بالجائزة، تولى الحكم في امارة الشارقة في مطلع السبعينيات، بعد تخرجه من كلية الزراعة من جامعة القاهرة، وهو ساهم الى حد كبير في بناء اتحاد دولة الامارات العربية المتحدة على اسس راسخة استمرت من دون عثرات حتى اللحظة.
على ان الشيخ سلطان واجه في العام 1988 مؤمراة انقلابية اطاحت بحكمه لأقل من اسبوعين ولكنه عاد بجهود خيرة قادتها المملكة العربية السعودية وبمساندة من امارة دبي الجارة، وكان قاد الانقلاب ضده ابن عمه ورئيس ديوانه الشيخ عبد العزيز القاسمي الذي يعيش راهنا في منفا في مدينة العين التابعة لامارة ابو ظبي.
وعلى نحو ملحوظ اقدم حاكم الشارقة وهو المعروف بانفتاحه على اصدار قرارات متشددة قبل شهرين تدعو الى الحشمة والاحتشام بين الجنسين في الامارة، وقرر عقوبات مشددة ضد المخالفين لذلك،
ومعروف عن الامارة انها تتخذ من الشريعة الاسلامية منطلقا اساسا لقوانينها ولكن القرارات التي جاءت غداة التفجيرات الارهابية التي ضربت نيويورك وواشنطن وكان وراءها متشددون اسلاميون اثارت العديد من التساؤلات والتحليلات.
وازدات التساؤلات اكثر من بعد معلومات كشفها طيار افغاني لصحيفة بريطانية في الأوان الأخير تقول ام مطار الشارقة الدولي كان مرتعا لشبكة (القاعدة) الارهابية بزعامة اسامة بن لادن.
وقال الطيار الافغاني ان مطار الشارقة كان محطة لنقل المسلحين والاسلحة لصالح شبكة (القاعدة) من اماكن عديدة في دول الخليج والشرق الاوسط، واضاف "انها كانت تستخدم المطار لتهريب المخدرات".
وقد نفى مدير الطيران المدني في الشارقة الدكتور غانم الهاجري بعد يومين تلك المعلومات واعتبرها "افتراءات ضد مطار تعتبره سلطات الطيران الدولية متميزا في اجراءاته الامنية وخدماته".
والى ذلك، فان الاحتفال بتسليم الجوائز على الفائزين في جائزة الملك فيصل العالمية ستوزع يوم الثلاثاء المقبل في حفل كبير، وسيتم منح الجائزة الى مبدعين في الدراسات الاسلامية والطب والعلوم والادب العربي، وقيمة كل جائزة من هذه مائتي الف دولار اميركي.