&
انقرة- يلتقي وزير الخارجية الاميركي كولن باول الاربعاء المسؤولين الاتراك للبحث في مواضيع افغانستان وقبرص والعراق الذي تلقى تهديدات باحتمال شن عمليات عسكرية عليه وذلك في زيارة يبدأها اليوم الثلاثاء الى تركيا الحليفة المقربة من الولايات المتحدة.
وتندرج هذه الزيارة في اطار جولة اوروبية يجريها باول وهي الاولى له في تركيا بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر الارهابية.
ومن المقرر ان يلتقي رئيس الوزراء الاميركي نظيره التركي اسماعيل جيم ورئيس الوزراء بولند اجاويد والرئيس التركي احمد نجدت سيزر في زيارته التي تستغرق 24 ساعة حسب ما اوضحت السفارة الاميركية في انقرة.
واضاف المصدر نفسه ان باول سيغادر تركيا بعد ظهر الاربعاء.
وتتزامن زيارته مع لقاء يعقد في نيقوسيا بين الرئيس القبرصي اليوناني غلافكوس كليريدس والزعيم القبرصي التركي رؤوف دنكطاش وهو الاول منذ اربعة اعوام حول مصير الجزيرة المقسومة منذ 1974 الى منطقتين تركية ويونانية.
وكان اجاويد هدد بضم شمال الجزيرة (التركي) اذا اقدم الجنوب (اليوناني) على الانضمام الى الاتحاد الاوروبي دون العثور على حل للانقسام.
اما في اطار الوضع في افغانستان فيفترض ان يتوجه باول الى تركيا بالشكر لاستجابتها لطلب اميركي بارسال قوة مسلحة الى افغانستان حسب دبلوماسي تركي.
كما من المقرر تبادل وجهات النظر حول مرحلة ما بعد طالبان حسب الدبلوماسي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه.
وكانت تركيا الحليفة المقربة من الولايات المتحدة في الحلف الاطلسي وهي العضو المسلم الوحيد فيه اعربت عن استعدادها لارسال قوة خاصة من 90 رجلا الى افغانستان للمساهمة في عملية "الحرية الدائمة".
غير ان هذه القوة لم ترسل بعد بسبب الوضع المتقلب على الارض.
ويشكل العراق موضوعا آخر للنقاش.
وكان وزير الدفاع التركي صباح الدين تشكماك اوغلو المح مؤخرا الى ان بلاده قد تعود عن معارضتها لهجوم على العراق في اطار حملة الولايات المتحدة لمكافحة الارهاب في اطار "شروط جديدة".
غير ان انقرة تخشى من ان يؤدي الهجوم على جارتها في الجنوب الى تفاقم وضعها الاقتصادي وان تؤول زعزعة العراق الى انشاء دولة كردية مستقلة في شمال البلاد.
ويتقاسم فصيلان كرديان السيطرة على تلك المنطقة منذ انتهاء حرب الخليج عام 1991.
وتقدر انقرة باكثر من 35 مليار دولار ربحها الفائت بسبب الحظر الدولي المفروض على العراق.
كما ستتناول محادثات باول مسألة الدفاع الاوروبي التي تعرقلها تركيا العضو في الحلف الاطلسي والمرشحة الى الاتحاد الاوروبي منذ عدة اشهر.
وكانت الحكومة التركية اعلنت امس الاحد عن استعدادها لسحب اعتراضاتها على هذا الملف من خلال التوصل الى تسوية جراء سلسلة من المناقشات بين تركيا وبريطانيا والولايات المتحدة ما سيؤدي على ما يبدو الى تجنيب تركيا اي ضغط اميركي في هذا المجال حسب المحللين.