&القدس&- يبدو ان العنف الدامي الذي تشهده اسرائيل والاراضي الفلسطينية منذ 15 شهرا وقرار الدولة العبرية وضع ياسر عرفات "خارج اللعبة" السياسية وجها الضربة القاضية الى اتفاقات اوسلو التي سمحت بتأسيس السلطة الفلسطينية.
ولم يخف اليمين الاسرائيلي الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء ارييل شارون معارضته لهذه الاتفاقات التي وقعت اثناء احتفالات في البيت الابيض في 13 ايلول/سبتمبر 1993، في حين سرعان ما فقد الفلسطينيون الذين رأوا فيها خطوة اولى نحو قيام دولة مستقلة اوهامهم نتيجة غياب اي تقدم على الارض.
&وكانت الاتفاقات التي تم التفاوض بشأنها سرا في العاصمة النروجية تنص على فترة انتقالية من الحكم الذاتي من خمس سنوات في قطاع غزة والضفة الغربية قبل تطبيق الوضع النهائي المتفاوض بشأنه للاراضي الفلسطينية المحتلة. وبعد 10 اشهر على توقيع الاتفاقات عاد عرفات الى غزة بعد ان اقام في المنفى 27 عاما.
وتسيطر سلطته حاليا جزئيا او تماما على نحو 40% من الضفة الغربية و65% من قطاع غزة. ونظمت عملية الانتخاب التي عين خلالها عرفات رئيسا للفلسطينيين في 1996 طبقا لتوصيات اتفاقات اوسلو. واليوم تعتبر اسرائيل عرفات شخصا غير مرغوب فيه. كما شكلت وفقا لهذه التوصيات اجهزة الشرطة والاجهزة الامنية الاخرى التابعة للسلطة الفلسطينية التي استهدفت في العمليات الاسرائيلية ردا على الاعتداءات الاخيرة. وبرر رئيس الوزراء الاسرائيلي اليميني السابق بنيامين نتانياهو واخيرا شارون رفضهما لمواصلة تطبيق الترتيبات الناجمة عن اتفاقات اوسلو بعدم احترام عرفات على حد قولهما لاحد ابرز بنودها وهو التعاون الامني.
&واعطت موجة الاعتداءات الاخيرة التي اعلنت حركتا حماس والجهاد الاسلامي مسؤوليتها عنها وهما تعارضان اتفاقات اوسلو، وزنا لهذه الحجج. والاربعاء اعلنت اسرائيل التي شبهت السلطة الفلسطينية "بالكيان الداعم للارهاب" ان الرئيس عرفات اصبح "خارج اللعبة" وانها تقطع جميع اتصالاتها معه. وبدأت اسرائيل "بنقض تعهداتها" في اتفاقات اوسلو في عهد نتانياهو الذي انتخب رئيسا للوزراء في 1996 في اعقاب موجة اعتداءات فلسطينية على حساب المرشح العمالي شيمون بيريز احد ابرز مهندسي هذه الاتفاقات. وخلال ولايته تكثف الاستيطان اليهودي ومصادرة الاراضي وشكك في مبدأ الارض مقابل السلام كما جمدت عمليات الانسحاب الاضافية التي كانت مقررة في الضفة الغربية.
وحاول خلفه العمالي ايهود باراك تسوية جميع الملفات العالقة بسرعة لكن المفاوضات المتعلقة بقضايا اساسية مثل الحدود ومستقبل المستوطنات اليهودية والقدس واللاجئين الفلسطينيين فشلت. وتولى شارون رئاسة الحكومة. وانتخب في شباط/فبراير 2000 بعد اربعة اشهر من بدء الانتفاضة الثانية التي نشبت بعد الزيارة المثيرة للجدل التي قام بها زعيم اليمين الاسرائيلي الى الحرم القدسي في القدس. ويعارض شارون بشدة اتفاقات اوسلو باعتبار انها لا تمنح اسرائيل ضمانات امنية كافية. وقال في تشرين الاول/اكتوبر ان "اتفاقات اوسلو لم تعد قائمة. اصبحت من الماضي".
وبعد ايام اكد ان "اتفاقات اوسلو كانت واحدة من اكثر اخطاء اسرائيل مأساوية". وفي هذا الاطار نادرون هم الذين يعتقدون لدى الجانبين انه من الممكن التوصل الى تسوية للنزاع على اساس اتفاقات اوسلو مثل الوزير العمالي السابق يوسي بيلين احد ابرز مهندسي الاتفاقات. والخميس اكد للاذاعة الاسرائيلية ان "روح الاتفاقات لم تضمحل وستستخدم اساسا لاي تسوية مستقبلا".